ما العلاقة بين التوتر والقلق وزيادة الوزن؟

كتابة:
ما العلاقة بين التوتر والقلق وزيادة الوزن؟

البورصة تهبط - ما تأثير ذلك على وزننا؟ ما الذي يحدث حقيقة في ساحة حربنا مع الحفاظ على الوزن السليم عندما تكون الشاشات في البورصة "حمراء"؟ حول هذا نتحدث في مقالنا عن العلاقة بين الحالة النفسية، التوتر والقلق، والسمنة

التوتر، و القلق وعدم اليقين والعصبية هي عوامل حقيقية لدى كثير من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، في الآونة الأخيرة يبدو أن التوتر والقلق تؤثر علينا جميعا – من منا يستطيع تجاهل الأخبار الاقتصادية المضطربة من الأسابيع الأخيرة، والتي بالتأكيد سوف تؤثر علينا جميعا؟

وها هي، بشكل غريب قليلا، تجتمع مسألتين معا. اذا ما الذي يحدث حقا في مجال حربنا في الحفاظ على الوزن السليم، عندما تكون الشاشات في البورصة "حمراء"؟ كيف يتعلق الوضع الاقتصادي في مجال اضطرابات الأكل؟

يمكن تقسيم اضطرابات الأكل التي يعبر عنها بفرط تناول الطعام، والنابعة من مصدر نفسي إلى أربع اضطرابات رئيسية وهي: اضطراب الأكل العاطفي وهي حالة حسية كردة فعل لموقف ما حيث لا تظهر لديكم إشارات تدلل على الجوع، اضطراب الأكل القهري أو ما يسمى اضطراب الشره القهري Binge Eating Disorder، ، متلازمة الأكل الليلي، وتناول الوجبات الخفيفة " النقاريش" بين الوجبات الرئيسية وبكمية كبيرة.  وكل اضطراب قد يكون مرتبط بعوامل نفسية خاصة، ولذا يجب تمييز هذه الحالات وتخفيف حدة التوتر وبطرق صحية. وقد يلجأ البعض إلى تناول الطعام بكمية كبيرة لإخفاء الهواجس العاطفية والصراعات التي تدور بداخله، وكما أنها طريقة لتخفيف الأفكار المزعجة وتخطي المشاعر المؤلمة، و في المستقبل قد يساعد الأكل في تقليل ردود الفعل العاطفية، وقد يشتت الانتباه ويكرس البعض حياتهم من أجل تناول الطعام فقط. وقد وجد أن 30% ممن يحصلون على العلاج الطبي للتخلص من السمنة المفرطة هم يعانون من ممارسة عادة خاطئة وتم تشخيصهم كمصابين بشراهة تناول الطعام.

وقد أكد الأطباء وخبراء التغذية أن اضطرابات الأكل تحدث بفعل أسباب وراثية، أو بفعل البيئة المحيطة والعائلة، وكذلك هناك بعض المحفزات الظرفية التي تسمح في تناول الطعام وبكميات كبيرة. وقد يوصى لعلاج الاضطراب، العلاج النفسي المعرفي أو السلوكي وبواسطة دواء الردوكتيل Reductil، والتوباماكس Topamax، والكسنيكل.

ومن المعروف أنه خلال تناول الطعام قد يغمرك الشعور بالاسترخاء، بعيداً عن الأفكار المزعجة والمقلقة. وقد تمارس نمط سلوكي يسمى " الأكل العاطفي"، حيث تميلون إلى اللجوء لتناول الطعام كلما نشأت مشاعر قوية تغمركم. ما هي الأعراض المسببة للأكل العاطفي:

  • الغضب: وينشب عن غضب نفسي، من الآخرين ومن ظروف الحياة.
  • اليأس و التشاؤم. وهي مشاعر اليأس الصعبة التي تستمر لأسبوعين أو أكثر جنبا إلى جنب، مع تدني الأداء الوظيفي وقد تشير الى الاكتئاب السريري. ويوصى بشده في هذه الحالات التوجه الى الطبيب النفساني لتلقي العلاج المناسب.
  • عدم السيطرة: عندما يشعر الشخص أنه لا يملك السيطرة على حياته، حيث يفقد الشعور من خلال عدم قدرته على التأثير في حياته الخاصة، وبالتالي هو يشعر أن بعض الأشخاص يديرون حياته بدلاً منه. 
  • تدني احترام الذات: وتظهر هذه المشاعر من خلال ضعف الثقة بالنفس، و الشعور العام بالنقص، والتوتر ، والضغط والقلق، والركود.
  • الملل: وقد تشعرون بفراغ الوقت، والنقص، والفراغ الداخلي. 
  • العزلة: حيث تعزلون أنفسكم عن العالم، ولا تطلبون المساعدة من أحد.

هذه الأعراض يمكنها أن تظهر بفعل التوتر النفسي، والذي يبدو في الوهلة الأولى ليس للفرد قدرة على السيطرة عليه. وقد وجد أن اضطراب الأكل القهري Binge Eating Disorder، مرتبط بالسمنة المفرطة المرضية وقد يؤدي هذا إلى الشعور بالاكتئاب.

اقرأ المزيد حول: كيف تسيطر على مشكلة الاكل العاطفي لديك!

متى يحدث اضطراب الأكل؟

وقد يحدث اضطراب الأكل بعد الشعور بالضغط، والتوتر والقلق، وقد يحدث عادة بعد فترة الظهيرة أو في المساء. وقد يتميز اضطراب الأكل بـ:

  • نوبات الأكل المتكررة والتي تشمل الأكل في فترة محدودة من الزمن، وعلى سبيل المثال: وفي غضون ساعتين، كمية أكبر من الطعام مما يأكله معظم الناس في فترة مماثلة وفي ظروف مماثلة.
  • فقدان السيطرة على الأكل، وعدم القدرة على التوقف عن الأكل أو التحكم بالكمية المتناولة.
  • ويشكل اضطراب الأكل ثلاث خصائص أو أكثر ومنها : تناول الطعام بشكل أسرع من المعتاد، وحينها تشعرون بالامتلاء، وتناول كميات كبيرة من الطعام مع عدم الشعور بالجوع، وقد تتناولون الطعام بشكل منفرد منعاً من الحرج من كمية الطعام المتناولة، الشعور بالاشمئزاز النفسي والاكتئاب، أو الشعور بالذنب بعد الإفراط في تناول الطعام.
  • اضطراب الأكل غير مصحوب بسلوكيات معينة مثل التقيؤ والصوم عن الطعام، أو ممارسة التمارين الرياضية وبشكل مفرط.
  • اضطراب الأكل قد يحدث مرتين في الأسبوع على الأقل ولمدة ستة أشهر.

وفي دراسة استقصائية أجريت مؤخراً، حول اضطراب الأكل،  فقد أظهرت النتائج بعد أن أجري فحص للأنماط السلوكية لتناول الطعام عند 9300 شخص ومن مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أجاب عن الأسئلة المرافقة للدراسة والتي تركز على اضطراب الأكل ما يقارب 3000 مشارك، وتم التوصل للنتائج التالية، بعد أن تم تشخيص اضطراب الأكل القهري عند 3.5% من النساء، و2% من الرجال. فما هي هذه النتائج؟

  • وقد يحدث اضطراب الأكل بفعل أسباب وراثية، ومحفزات ظرفية، وكذلك البيئة الأسرية المحيطة بالفرد. لذا يوصى لعلاج هذا الاضطراب، اللجوء للعلاج النفسي أو المعرفي، وفي بعض الحالات الخطيرة يجب التفكير في العلاج الدوائي المناسب للحالة.
  •  
  • متلازمة الأكل الليلي. تتميز متلازمة الأكل الليلي بنقص الشعور بالجوع ونقص الشهية في ساعات الصباح والإفراط في تناول الطعام في ساعات الليل جنبا الى جنب مع اضطراب النوم، الأرق، أو صعوبة النوم 4 أيام أو أكثر في الأسبوع. يحدث هذا السلوك عادة كرد فعل لحالة نفسية من التوتر وتستجيب لتخفيف التوتر.
  • الأكل الليلي يميز 1.5٪ من عموم السكان في الولايات المتحدة، ونسبة انتشاره تصل الى 15٪ بين الذين يعانون من السمنة المفرطة. قارنت دراسة التي نشرت في مجلة JAMA بين البدناء الذين يعانون من ظاهرة الأكل الليلي وبين البدناء الذين لا يعانون من هذه المتلازمة.
  • وجد أن المصابين بمتلازمة الأكل الليلي يستهلكون 56٪ من سعراتهم الحرارية اليومية في ساعات المساء بعد الساعة الثامنة ليلا بالمقارنة مع البدناء الأخرين الذين يصل استهلاك السعرات الحرارية لديهم في المساء الى حوالي 15٪ فقط من الاستهلاك اليومي.

يظهر استنتاج آخر أن المصابين بمتلازمة الأكل الليلي يستهلكون ما معدله 2930 سعرة حرارية يوميا بالمقارنة مع 2334 سعرة حرارية في المجموعة الضابطة.

ماذا عن النقارش؟

النقارش، تشكل اضطراب في الأكل الذي يتم فيه تناول الوجبات الخفيفة، الأكل "على الطريق" وخطف الطعام، الذي يستمر معظم ساعات اليوم، الأمر الذي يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام عن غير قصد. خصائص اضطراب الأكل هذا هي:

  • الأكل التلقائي، الغير واعي، القهري.
  • عدم وجود احساس جسدي بالجوع والشبع، وزيادة الشهية.
  • الأكل العاطفي: بسبب التوتر، العصبية وتشتت الفكر.

اضطرابات الأكل المختلفة تساهم في زيادة الوزن، ظهور الأمراض المرتبطة بالسمنة، انخفاض نوعية الحياة وانخفاض تقدير الذات. يشمل علاج اضطرابات الأكل المختلفة الدمج بين الإرشادات التغذوية والعلاج النفسي الفردي أو مجموعات الدعم.

تذكر! نحن غير قادرين على تغيير العالم، ليس لدينا أي تأثير على الإطلاق على الأزمات العالمية، الحروب والأزمات الاقتصادية أو الأزمات السياسية.

إذا استوعبنا مفهوم دورنا في الحياة اليومية في مواجهة هذه الأزمات، يمكننا فصل أنفسنا حسيا في كل ما يتعلق بتشويش عادات الأكل لدينا التي تحدث بسبب عوامل خارجة عن سيطرتنا.

حالات التوتر يمكن أن تكون اختبارا حقيقيا لقدرتنا على توجيه أنفسنا لمسارات مفيدة للحد من التوتر، بما في ذلك ممارسة الرياضة، تمارين الاسترخاء، التفكير الإيجابي والتخيل الموجه.

4580 مشاهدة
للأعلى للسفل
×