محتويات
الأرق ومرض السرطان
يعاني أغلب البشر من مشكلات في النوم من وقت لآخر، لكن إذا كان الشخص يخضع لـعلاج السرطان فله معاملة خاصة من هذه الناحية؛ لأنّ الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي تسبب الشعور بالتعب أو الإرهاق، أو تسهم بعض الأدوية المتناولة لمكافحة الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي في مشكلات النوم، وسبب التعرض للأرق الإصابة بالإجهاد والتوتر من تلقي تشخيص الإصابة بالسرطان والخضوع للعلاج، ولهذا تأثير سلبي في نوعية الحياة والنتائج السريرية لفحوصات مريض السرطان.
كم نسبة المصابين بالأرق بعد علاج مرضى السرطان؟
الأرق والنعاس أثناء النهار منتشران، وغالبًا ما يؤديان إلى حدوث مشكلات مزمنة لدى مرضى السرطان مع اضطرابات النوم والاستيقاظ التي تؤثر في ما بين 30٪ و60٪، وتستمر في ما يقارب 30٪ من مرضى سرطان الثدي لأشهر بعد الجراحة.[١] ودراسة من معهد دانا فاربر للسرطان بحثت في أعداد المصابين بالأرق بعد العلاج الكيميائي، وشملت 51 ناجيًا من السرطان يعانون من أرق متوسط إلى شديد الدرجة، ووجدوا أنّ 30 في المئة من الناجين من السرطان يصابون بالأرق المزمن بعد سنوات من إكمال العلاج. وقد أعطوا المشاركين بالدراسة برنامجًا تعليميًا للنوم في جلسة واحدة، وقال 45 في المئة: إنّ ذلك حلّ مشكلة الأرق لديهم، والبقية الذين ما زالوا يعانون من الأرق خضعوا لبرنامج يتكوّن من 3 أجزاء مع نهج سلوكي إدراكي، وأُجرِيَ علاج 79 في المئة منهم بنجاح، وهذا يمثّل فرصة هائلة للتخلص من مشكلة تقلل بشكل كبير من صحة الناجين من السرطان ونوعية حياتهم.[٢]
كيف يؤثر السرطان في النوم؟
من آثار مرض السرطان وعلاج المصاب به في النوم الآتي:[٣][٤]
- أحد الأسباب الرئيسة لعدم القدرة على النوم الألم، ويسبب العلاج الكيميائي اضطراب المعدة وتقرحات الفم المؤلمة بما يكفي لإبقاء المريض مستيقظًا.
- الشعور بـالغثيان، هو أمر وارد بشدّة مع الأدوية المضادة للسرطان، واستخدام مضاد للتقيؤ للسيطرة على الغثيان والتقيؤ من العلاج الكيميائي في وقت النوم يؤدي إلى المعاناة من صعوبة في النوم؛ لأنّها تُعدّ منشطات؛ مثل: ديكساميثازون، فتجعل المريض يشعر بالنشاط. وبالتالي من المفيد تجنّب تناول المنشطات بعد الساعة الخامسة أو السادسة مساءً.
- شعور مريض السرطان بـالقلق، بسبب المرض نفسه أو مدة العلاج تؤدي التدابير الصحية لتهدئة القلق إلى تحسين النوم؛ مثل: التدليك أو التأمل أو الصلاة أو التحدث إلى صديق أو المشي، أو في حالات أخرى الأدوية المهدئة والمضادة للقلق.
- سن اليأس المصاحب لانقطاع الطمث، بسبب عملية جراحة أو العلاج الكيميائي، والشعور بهبات ساخنة والتعرق في الليل.
- تناول أدوية العلاج الكيميائي أحيانًا تؤدي إلى شعور المرضى بالتعب والنعاس طوال اليوم، والمرضى الذين يتلقّون العلاج الكيميائي ينتهي بهم الأمر بالنوم أو القيلولة أثناء النهار، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم ليلًا أو خلال الليل.
آثار الأرق في الجسم
قلة النوم لها آثار واسعة النطاق على معظم جوانب الصحة البدنية والعقلية، ويتبعها حدوث آثار سلبية في المناعة وضغط الدم وزيادة الوزن والاكتئاب. ويؤثر الإرهاق والنوم المضطرب سلبًا في جودة الحياة، وقد يتعرّض المرضى لنتائج مَرَضيّة نفسية سيئة، ويقلّل من الالتزام بالعلاج، ويؤدي إلى التّقطّع في العلاج أو الانسحاب منه كليًا، مما قد يؤثر سلبًا في النتيجة السريرية للمريض، وتزيد من فرصة وفاة المريض لعدم قبوله بالعلاج.
وأشارت البيانات المأخوذة من الدراسات الحيوانية والبشرية على حد سواء إلى أنّ فقد النوم يُضعِف الكفاءة المناعية، وفي دراسة أجريت على الفئران اختبرت تأثير الحرمان المزمن المتواصل من الفئران، والذي أدّى إلى تكاثر البكتيريا المعوية، واختراق الميكروبات في العقد الليمفاوية، وتسمم الدم، وبلغت ذروتها في 3 أسابيع للموت.[١]
التعامل مع الأرق
من النصائح التي تستدعي العمل بعادات يومية تساعد في النوم وتجنب عادات أخرى قبل النوم الآتي:[٥][٦]
- إخبار الطبيب بالمشكلات التي تتعارض مع النوم، وقد يساعد الحصول على علاج من المشكلات التي تسبب الأرق في النوم بشكل أفضل؛ مثل: الألم، أو الآثار الجانبية الأخرى؛ كمشكلات البول والمثانة أو الإسهال.
- عدم أخذ قيلولة خلال النهار، وإذا كان لا بُدّ من قيلولة فيجب ألّا تزيد على مدّة ساعة وأن تحدث قبل الساعة 3 مساءً.
- ممارسة الرياضة خلال النهار لتحسين المزاج وتخفيف التوتر، ومن الأفضل ممارستها قبل 5 أو 6 ساعات من وقت النوم وليس قبل النوم مباشرة.
- الاسترخاء، إذ ينبغي تجنب التحدث بواسطة الهاتف أو مشاهدة التلفاز أو ممارسة الرياضة قبل النوم، والاسترخاء بالاستحمام الدافئ أو أن يمنح الشريك الشخص تدليكًا للظهر.
- استخدام السرير للنوم فقط، وتفادي ممارسة أي نشاط والاستلقاء على السرير؛ مثل: القراءة، أو مشاهدة التلفاز، أو الاستماع إلى الموسيقا.
- القراءة قبل النوم، فقراءة كتاب مثير للضجر أو قرأه الشخص من قبل على الأريكة أو الشرفة.
- عدم شرب الكثير من الماء أو السوائل قبل النوم، وهذا يقلل من الحاجة إلى التبول في منتصف الليل.
- النوم والاستيقاظ وفق جدول نوم صحي.
- تجنب الكحول والنيكوتين والكافيين، خاصة بعد الظهر؛ لأنها مواد منبّهة.
- الحفاظ على طقوس هادئة ومريحة في غرفة النوم.
- إخفاء الساعات في غرفة النوم.
- استخدام سدادات الأذن المصنوعة من السيليكون إذا كانت الضوضاء تبقي الشخص مستيقظًا في الليل.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT) واستراتيجيات؛ مثل: استرخاء العضلات، والصور الإرشادية، والتنويم المغناطيسي الذاتي، وممارسة هذه العلاجات تفيد في الاسترخاء عبر تعلّم تغيير الأفكار والمعتقدات السلبية المتعلقة بالنوم إلى أفكار إيجابية.
- وصف دواء للنوم لمدة قصيرة إذا لم تنجح الاستراتيجيات الأخرى اعتمادًا على المشكلة المحددة؛ مثل: صعوبة النوم، بالإضافة إلى الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.
المراجع
- ^ أ ب Maria Ray, Laura Q Rogers, Rita A Trammell, وآخرون. (6-2008), "Fatigue and Sleep during Cancer and Chemotherapy: Translational Rodent Models"، Comp Med, Retrieved 28-7-2020. Edited.
- ↑ Ann Pietrangelo (24-9-2019), "30% of Cancer Survivors Have Chronic Insomnia — These Treatments Can Help"، healthline, Retrieved 28-7-2020. Edited.
- ↑ "Ask an Expert: Chemotherapy and insomnia", providence, Retrieved 28-7-2020. Edited.
- ↑ "Sleep Problems", chemocare, Retrieved 28-7-2020. Edited.
- ↑ "Insomnia (Trouble Sleeping)", breastcancer.org,22-7-2020، Retrieved 28-7-2020. Edited.
- ↑ "Sleep Problems and Insomnia during Cancer Treatment", national cancer institute,23-1-2020، Retrieved 28-7-2020. Edited.