ما الفرق بين الأنبياء والرسل

كتابة:
ما الفرق بين الأنبياء والرسل

تعريف النبي والرسول

استخلف الله -تعالى- الإنسان لمهمة عُمران الأرض، وأخبره أن الحياة ليست لهوًا، وعرّفه بمهمّته عن طريق الأنبياء والرّسل الّذين كانوا دليل إرشاد ونصح للبشريّة، وكلمة النّبي مشتقّة من النَّبْوَة، وهي المكان المرتفِع من الأرض، وسميَّ النَّبي نبيًّا لأنّه مُنبِّئ؛ أي مُخبر بما يوحى إليه من الله، ويُبعث النّبي إلى قوم بشريعة سابقة، فيحكم بما نَسوه، ويُبطِل ما ابتدَعُوه، ولا يُنزَّل عليه كتاب، أمَّا الرّسول فيُقصد به الإرسال والتّوجيه فهو حامل الرسالة من الله يبلّغها لقوم لم يأتهم نذير من قبل، وقد اختلف العلماء حول معنى النّبي والرّسول، وإن كانا يصبّان في مدلول واحد، أم بينهما فرق، وإن كان ثمّة فرق، فما الفرق بين الأنبياء والرّسل.[١]

ما الفرق بين الأنبياء والرسل

قبل الإجابة عن سؤال: ما الفرق بين الأنبياء والرسل، تجدر الإشارة إلى أنّ النبوة والرسالة كلاهما اصطفاء من الله تعالى، ولا يمكن تحصيلهما بمهارة معينة، أو بممارسة لفعل ما، فهما اجتباء خصّ الله به من هو جدير بحمل هذه المسؤولية، وقد فُتح باب الاختلافات في أقوال العلماء حول ما هو الفرق بين الأنبياء والرسل، فهاتين الصفتين مغايرتين في المدلول بدليل قوله تعالى في سورة مريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا}[٢]، ومجيء النبي بعد الرسول في هذه الصياغة يًحمل على باب عطف التغاير مما يدل على أن كلّ من المفردتين لها معنى وخصائص تختلف عن الأخرى.[٣]

إن معرفة ما الفرق بين النبي والرسول يُردّ إلى معنى الكلمتين، ففحوى كلمة النبي هي النبأ، وفحوى كلمة الرسول هي الإرسال، وعلى هذا فصفة النبوة تتحقق قبل الرسالة، فتلزم النبوة للرسول، ولا تلزم الرسالة للنبي؛ أي أنّ كل رسول نبي، وليس كل نبيّ رسول، وأغلب أهل العلم على قول أن النّبي هو من أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ، فتقتصر مهمته على تنفيذ ما أمره الله به من صلاة وصوم وصيام وعبادة على خلاف الرسول المأمور بتبليغ الرسالة وأحكام الشريعة التي نزل بها إلى قوم لم يأتهم رسول من قبله على أنّ عددًا من العلماء يرون بّأن النّبي موحى إليه ومأمور باتباع رسالة رسول قبله وتبليغها، أما الرّسول فهو من أتى برسالة جديدة، ومعه صحف من الله أو كتاب مُنزل، والراجح هو القول الأول.[٤]

صفات الأنبياء والرسل

بعد معرفة ما الفرق بين الأنبياء والرسل لا بدّ من التطرق إلى الصفات اللازم توفرها في النبي أو الرسول، وقد عدّ أغلب العلماء أن هذه الصفات والشروط تنطبق على كلا النبي والرّسول، ولا فرق بينهما من حيث الصفات، وهذه الصفات هي:[٥]

  • الذكورة: فكل الأنبياء والرّسل الذين بُعثوا كانوا ذكورًا، وقد يعود ذلك لعدّة أمور يكون الذكر فيها أكثر كفاءة من الأنثى، كالقوة الجسدية وغيرها.
  • الأمانة: وهي من الشروط اللّازم توفرها في النّبي والرسول لضرورة تلقي الشرائع والأحكام، وتبليغها للناس بصدق دون تحريف أو تزييف، وإلا لكان هذا عبثٌ، وحاشا حدوث ذلك؛ لأن الأنبياء والرّسل معصومون عن الكذب والخيانة، وخاصّة فيما يخصّ أمور بعثتهم.
  • العصمة عن الوقوع في الذنوب: حيث أجمع العلماء على أن الكفر والشرك وكبائر الذنوب محال وقوع الأنبياء والرّسل فيها قبل وبعد بعثتهم، وكان خلاف العلماء فيما يخص صغائر الذنوب، وهل النبي أو الرّسول معصوم عنها أم لا، إلا أن جمهور أهل العلم يميلون إلى العصمة عن الصغائر، وخاصة بعد تلقيهم لأوامر البعثة وشروط شرائعها.
  • كمال العقل والضبط والعدالة: والعقل صفة خصّ الله بها البشر عن باقي الكائنات، واختار للنبوة والرسالة صفوة النّاس فالرسل والأنبياء ذوو عقول راجحة تلازمها صفتي الضبط والعدالة في مسيرتهم لنشر ما أمروا به من شرائع وفرائض.

المراجع

  1. "الفرق بين الرسول والنبي، والصفات التي يجب اعتقادها في الأنبياء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  2. سورة مريم، آية: 51.
  3. عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني (1979)، العقيدة الإسلامية وأسسها (الطبعة الثانية)، دمشق-سوريا: دار القلم، صفحة 299-300. بتصرّف.
  4. "الفرق بين النبي والرسول"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
  5. محمد سعيد رمضان البوطي (1982)، كبرى اليقينيات الكزنية (الطبعة الثامنة)، دمشق-سوريا: دار الفكر، صفحة 203-204-205. بتصرّف.
5981 مشاهدة
للأعلى للسفل
×