الرجاء والتمني
هنالك سؤال متداول بين الجهابذة والعلماء، حول الفرق بين التمني والرجاء، وكل من أهل العقيدة وأهل اللغة يعمل على إيجاد مفاهيم وتعريفات جامعة ومانعة لكل من الرجاء والتمني، ويحاول هؤلاء العلماء وضع حدٍ واضح يفصل بين مفهوميْ الرجاء والتمني، وما هي مجالات استخدام التمني، ومجالات استخدام الرجاء، ومتى نصف حدثاً ما أنه تمنٍّ، أو أنه رجاء، وسنحاول فيما يلي وضع القول الفصل.[١]
مفهوم كل من التمني والرجاء
هنالك تعريف واضح وسلس لكل من التمني والرجاء في اللغة والاصطلاح، سنوضحه فيما يلي:[١]
- التمني في اللغة: هو من المادة مَنى، ويعني قدر الشيء وأحب أن يصير إليه، أما اصطلاحاً: هو طلب الشيء وحصوله، وخاصة الشيء المحبب للنفس، والطمع والتمني في حصوله، مع تخيل الحصول في العقل، أما إن كان قريب الوقوع والحصول فيكون رجاءً، وفي العادة يقترن أسلوب التمني بليت، فتقول: ليت لي خصوصية.
- الرجاء في اللغة: هو من مادة رجو، ويعني أمّله وخافه، أما اصطلاحاً: هو من أقسام الإنشاء غير الطلبي، وذلك لأن الرجاء ترقّب الحصول، مع الجهد والكد في عمله، وهذا بخلاف ما جاء في التمني، ويقترن الرجاء بلعل، فهو دالٌ عليه، وتقول: لعل لي خصوصية.
الفرق بين التمني والرجاء
هنالك فرقٌ واضح بين التمني والرجاء، فالتمني يكون مع الكسل وقلة الحيلة، ولا يكون صاحب التمني مجتهداً وجاداً في أمره، بينما أهل الرجاء أصحاب جدٍ واجتهاد، وقوة بأس، ومصاحب لكل ذلك حسن التوكل على الله، وخير مثالٍ على التفرقة بين التمني والرجاء، أن صاحب التمني يطلب ويتمنى أن يكون له قطعةٌ من الأرض لكي يبذرها ويحصد المحصول، ومن ثم يحصل على مقدار من المال، فكل التمني متخيلٌ في نفسه، بينما صاحب الرجاء، يعمل على شراء قطعةٍ من الأرض، ويقوم بفلاحتها، وزرعها بمختلف الثمار والزروع، ومن ثم ينتظر نمو الزرع لكي يحصده، ومن ثم يحصل على المال.[٢]
وهنالك قضية للنقاش، وهي هل الكمال في رجاء المحسن، أم رجاء المسيء التائب، وفي هذه القضية اختلف أهل العلم والدين، فمنهم من رجح أن كمال الرجاء يكون مع المحسن، وذلك لقوة أسباب رجائه، ولقوة إيمانه الخالي من المعاصي والآثام، بينما كان هنالك فريقٌ رجح أن كمال الرجاء يكون مع المسيء التائب، وذلك لأنَّ الرجاء في هذه الحالة يكون مقترناً بالانكسار والذل لله تعالى ولعظمته.[٣]
المراجع
- ^ أ ب حسين صالح ، قواعد اللغة العربية ، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ "ما الفرق بين التمني والرجاء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
- ↑ " منزلة الرجاء"، madrasato-mohammed.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.