ما الفرق بين الزكاة والصدقة؟

كتابة:
ما الفرق بين الزكاة والصدقة؟

الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث التعريف

تختلف الزكاة عن الصدقة من عدّة حيثيَّاتٍ، ونذكر تعريف كلٍّ منهما فيما يأتي:[١]

  • تعريف الزكاة شرعاً

هي التعبّد إلى الله -تعالى- بإخراج ما أوجبه من الزكاة إلى أصنافٍ محدَّدةٍ شرعاً وبحسب ما فصّله الشرع.

  • تعريف الصدقة شرعاً

هي التعبّد لله -تعالى- بإنفاق المال ابتغاء مرضاته على سبيل التطوّع لا الوجوب، وقد تُطلق أحياناً على الزكاة الواجبة، وهذا يوضّحه السّياق.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الصدقة بمفهومها العام تعني كلّ معروفٍ أيضاً، وهذا من فضل الله وتيسيره على عباده، فلم يجعل الصدقة حِكراً على الأغنياء، بل فتح السُّبل والأبواب أمام عباده الفقراء فجعل كلّ عمل خير ومعروف صدقة، ويدلّ على ذلك قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ مَعروفٍ صَدَقَةٌ)،[٢] وهذا يعني أنّ الصدقة تعمّ كلّ أنواع البرّ وتأخذ حكمها بالثواب، أمّا الزكاة فليست كذلك.[٣]

الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث الحكم

نذكر الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث الحكم فيما يأتي:

  • حكم الزكاة

الزكاة هي أحد أركان الإسلام، فهي واجبةٌ على مَن بلغ عنده شروط وجوبها، وهي ثالث أركان الإسلام، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٤][٥]

  • حكم الصدقة

الصّدقة مستحبّة لا واجبة، ولا يترتّب على تركها الإثم، ويدلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً)،[٦] وهذا هو الحكم الأصلي لها، وقد تُصبح حراماً إذا أعطيت لمن يُعرف أنّه سيصرفها بالمعصية، وقد تصبح واجبةً إذا وجد المسلم مضطراً وكان قادراً على مساعدته.[٧]

الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث وجوه صرفها

إنّ للزكاة مصرفٌ خاصٌ حدّده الله -تعالى- في كتابه خِلافاً عن الصدقة، وتوضيح ذلك فيما يأتي:[٨]

  • مصارف الزكاة

حدّد الله -تعالى- للزكاة مصارف محدّدة لا يجوز إعطاؤ الزكاة لغيرهم، وهم المذكورون في قول الله -سبحانه-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[٩]

  • مصارف الصدقة

الصدقة أعمّ من الزكاة، ويجوز إعطاؤها لمَن ورد ذكرهم في الآية، ويجوز إعطاؤها لغيرهم كذلك، وتكون في وجوه الخير عموماً.[١٠]

الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث الشروط والمال الذي تُخرج منه

نذكر الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث المال الذي تُخرج منه والشروط الواجبة فيه فيما يأتي:

  • المال الذي تُخرج منه الزكاة

تجب الزكاة في أموالٍ محدّدة، وبشروط معيّنة، فما يُرصد للتجارة والنماء تجب فيه الزكاة عند بلوغ النصاب وحولان الحول عليه، وهذه الأموال هي: الذهب، والفضة، والأموال النقدية، والمواشي، وعروض التجارة، أما ما ينمو بنفسه فتجب فيه الزكاة إذا بلغ النصاب عند حصاده، ولا يُشترط فيه حولان الحول، وهذه الأموال هي: الثمار والحبوب، وينطبق هذا الحكم على المعادن أيضاً مع أنّه غير نامٍ.[١١]

  • المال الذي تُخرج منه الصدقة

كما أسلفنا سابقاً فالصدقة أعمّ من الزكاة، لِذا لا تجب في شيءٍ محدّد، بل يجوز إخراجها ممّا تجود به نفس المسلم.[٨]

الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث حكم وجزاء تركها

نذكر فيما يأتي حكم ترك الزكاة والصدقة وما يترتّب عليه من الإثم والجزاء فيما يأتي:[١٢]

  • حكم وجزاء مانع الزكاة

ترك الزكاة ومنعها كبيرة من الكبائر، لقول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ).[١٣]

وقد جاء في ذلك حديثٌ طويلٌ ومخيف يدلّ على جزاء مانع الزكاة يوم القيامة، وهو قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن صاحِبِ كَنْزٍ لا يُؤَدِّي زَكاتَهُ، إلَّا أُحْمِيَ عليه في نارِ جَهَنَّمَ، فيُجْعَلُ صَفائِحَ فيُكْوَى بها جَنْباهُ، وجَبِينُهُ حتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بيْنَ عِبادِهِ، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ).[١٤]

ثم أتبع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الحديث فقال: (وما مِن صاحِبِ إبِلٍ لا يُؤَدِّي زَكاتَها، إلَّا بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ، كَأَوْفَرِ ما كانَتْ، تَسْتَنُّ عليه، كُلَّما مَضَى عليه أُخْراها رُدَّتْ عليه أُولاها، حتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بيْنَ عِبادِهِ، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ ...)،[١٤] إلى آخر الحديث.

  • حكم ترك الصدقة

الصدقة كما أسلفنا مستحبّة وغير واجبة، فمن تركها لا إثم عليه، إلا أنّه يُفوِّت عليه فضل الصدقة وثوابها عظيماً.[١٥]

المراجع

  1. "الفرق بين الزكاة والصدقة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2023. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:6021، صحيح.
  3. "شرح حديث كل معروفٍ صدقة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2023. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 231، جزء 1. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:245
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2051-2052، جزء 3. بتصرّف.
  8. ^ أ ب محمد صالح المنجد، الإسلام سؤال وجواب، صفحة 2343، جزء 5. بتصرّف.
  9. سورة التوبة، آية:60
  10. محمد الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 16، جزء 98. بتصرّف.
  11. محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 63، جزء 3. بتصرّف.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 230، جزء 23. بتصرّف.
  13. سورة التوبة، آية:34-35
  14. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:987، صحيح.
  15. "حكم التوقف عن دفع الصدقة لإنسان بعينه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2023. بتصرّف.
5726 مشاهدة
للأعلى للسفل
×