الشح والبخل
الشح هو عبارة عن الحالة النفسية التي تقتضي منع الإنسان ما في يده، أو في يد غيره، وهو يشمل منع كلّ بر أو معروف؛ سواء كان مالاً أم غيره، وقال ابن تيمية: (شدة الحرص التي توجب البخل والظلم، وهو منع الخير وكراهته).
يعتبر البخل من أسوأ الصفات التي يمكن الاتصاف بها وهو عبارة عن جمع المال وعدم إنفاقه، مع الحرص على تخزين الأموال وعدم إنفاقها، وتختلف صفات البُخلاء فمنهم من هو كريم على نفسه وبخيل على أهله، ومنهم من هُو بخيل على الأصدقاء وكريم على أهل بيته.
الفرق بين الشح والبخل
البخل
هو عبارة عن مَنْع إنفاق الشيء بعد حصوله، فهو شحيح قبل حصوله، وبخيل بعد حصوله، فالبخل هو عبارة عن ثمرة الشح، فالشح يدعو إلى البخل، والشح كامن في النفس، فمن بخل فهو يسير في طريق الشح، ومَنْ لم يبخل فقد ابتعد عن طريق الشح، وذلك هو الصحيح، فقال الله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر: 9].
الشح
هو عبارة عن شدة حرص على الشيء وعدم التفريط به، والحرص في طلبه، بالإضافة إلى الاستقصاء في تحصيله، وجشع النفس عليه، لذا يُعتبر الشُّح من أسوأ الصفات التي قد يتصف بها الإنسان، حيث إنّه أبعد ما يكون من الإيمان، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاعتدال والابتعاد عن الشح والبخل، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمعُ غُبَارٌ في سبيلِ اللهِ ودُخَانُ جهنمَ في جَوْفِ عبدٍ أبدًا ، ولا يجتمعُ الشُّحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدًا) [صحيح].
الشُّح يُهلك صاحبه وإذا شاع في المجتمعات مزقها وأهلكها، لذا قال صلى الله عليه وسلم: (وأمَّا المُهْلِكاتُ فشحٌّ مطاعٌ وَهَوًى متَّبعٌ وإعجابُ المرءِ بنفسِهِ) [صحيح]، من أجل هذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الخُلق الذميم؛ وذلك لأنّه يؤدي إلى شيوع الظلم، وقطيعة الرحم، وسفك الدماء، وأكل الأموال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإيَّاكم والشُّحَّ فإنَّما أهلَك مَن كان قبْلَكم الشُّحُّ أمَرهم بالقطيعةِ فقطَعوا أرحامَهم وأمَرهم بالفجورِ ففجَروا وأمَرهم بالبخلِ فبخِلوا) [صحيح].
آثار الشح والبخل
- دفع النفس إلى الوقوع في الإثم.
- تُفكك روابط المحبة في المجتمع الواحد مما يؤدي إلى الفرقة.
- القلق الدائم والمستمر وبالتالي يؤدي إلى حدوث العديد من الاضطرابات النفسية.
- الضعف الشديد أمام الأعداء.
- الابتعاد عن غفران الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.