محتويات
علاج السرطان
يعتمد علاج السّرطان بالدّرجة الأولى على نوع السّرطان، ومرحلته، وعادةً ما يتضمن العلاج الدّمج، أي استخدام نوعين من العلاج، بينما قد تحتاج بعض الحالات علاجًا واحدًا، ونذكر من أنواع العلاجات المستخدمة للسرطان؛ العلاج الكيماوي (Chemotherapy) الذي يستهدف الخلايا السّرطانية التي تنمو وتنقسم بصورة سريعة، مُثبطًا نموها، كما أنّه يُستخدم بصورة عامة لعلاج السّرطان أو التّخفيف من أعراضه؛ كأنواعه التي تستهدف الأورام المُسببة للألم.[١] ومن الخيارات العلاجية الأخرى العلاج البيولوجي (Biological Therapy) كما ويُسمى أيضًا (Immunotherapy)؛ الذي يُستهدف الجهاز المناعي في الجسم ويعمل من خلاله على مكافحةالخلايا السّرطانية. والعلاج الهرموني، والجراحي، وغيرها، وفي هذا المقال سنتطرّق للتحدث عن الفرق بين العلاج الكيماوي والعلاج البيولوجي للسرطان[٢].
ما الفرق بين العلاج البيولوجي والكيماوي للسرطان؟
يختلف العلاج البيولوجي عن العلاج الكيماوي من ناحية طريقة عمله داخل الجسم وفعاليته، والأعراض الجانبية التي يسببها، إضافةً إلى الفترة الزمنية التي يستغرقها من أجل إعطاء مفعول ويمكن توضيح الفرق على النحو التالي: [٣]
وجه المقارنة | العلاج الكيماوي | العلاج البيولوجي |
طريقة العمل داخل الجسم | يعمل مباشرةً على قتل الخلايا السرطانية وبالأخص التي تنمو بسرعة | يعمل بطريقة تحفّز جهاز المناعة من أجل زيادة كفاءته في التعرّف على الخلايا السرطانية والتخلّص منها |
الفترة الزمنية اللازمة لإعطاء المفعول | يؤثر على الخلايا السرطانية مباشرةً لذا نجد أنها تتقلص سريعًا بشكل ملحوظ بعد العلاج مباشرةً، ويستمر مفعوله طوال فترة تواجده في الجسم. | يحتاج وقت أطول لملاحظة نقصان حجم الورم، بل ومن الشائع أن يزداد حجمه طبيعيًا كنوع من الاستجابة المناعية ( pseudoprogression). كما أنّه يوفّر أطول فترة علاج ممكنة ويمنح الجسم حماية ضد السرطان بعد العلاج ناتجة عن قدرة خلايا جهاز المناعة على تذكّر الورم لفترة طويلة. |
الأعراض الجانبية | يفتقر إلى خاصية التمييز بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة فنرى أنه يهاجم بصيلات الشعر مما يسبب التساقط، وقد يسبب الغثيان لأنه يؤثر على خلايا بطانة الجهاز الهضمي أيضًا. | تتعلق الأعراض الجانبية باختلالاتجهاز المناعة مثل حدوث استجابة مفرطة أو خاطئة. |
كيف يعمل العلاج البيولوجي للسرطان؟
يعمل جهاز المناعة داخل جسم الإنسان في البحث عن المواد الغريبة عليه ومهاجمتها بأساليب مختلفة، وأفضل مثال يمكن ذكره هو قدرته على تمييز الجراثيم التي تهاجم الجسم وتسبب الأمراض بالإضافة إلى حماية الجسم من تأثيرها السلبي عليه. وبنفس الطريقة يستطيع التعرّف على الخلايا السرطانية لأنها تُعدّ دخيلة على الجسم ويحاول التخلّص منها. ولكن لسوء الحظ في بعض الأحيان لا تختلف الخلايا السرطانية عن خلايا الجسم الطبيعية، كما أن الخلايا السرطانية تفرز مواد تمنع من التعرّف عليها مما يضعف قدرة جهاز المناعة في منع السرطان من التكاثر. وهنا يأتي دور العلاج البيولوجي للتغلب على هذه المشاكل.[٤]
ويعمل العلاج البيولوجي على علاج السرطان من خلال الطريقتين الآتيتين:[٥]
- تحفيز جهاز المناعة لمهاجمة الورم السرطاني ويمكن تحقيق ذلك من خلال طرق عدّة منها: حقن مواد كيميائية تنشط جهاز المناعة أو أخذ خلايا الجهاز المناعي الموجودة في الجسم نفسه وتدريبها على قتل خلايا السرطان داخل المختبر ثم إعادة حقنها في جسم المصاب لتنفذّ المطلوب منها.
- تثبيط قدرة الخلايا السرطانية على إفراز المواد التي تُضلل جهاز المناعة في التعرف عليها، مما يجعلها من السهل الوصول إليها.
ما أنواع العلاج البيولوجي للسرطان؟
يوجد العديد من أنواع العلاج البيولوجي للسرطان، ومنها:
مثبطات نقاط تفتيش المناعة
نقاط تفتيش المناعة هي عبارة عن جزيئات تظهر على بعض خلايا المناعة وتساعدها في اتخاذ قرار الهجوم على الجسم الدخيل أم التراجع عنه، وتستغلها الخلايا السرطانية لحماية نفسها من هجوم جهاز المناعة، ومن هذا المنطلق يأتي دور مثبطات نقاط التفتيش (checkpoint inhibitors) في علاج مرض السرطان. على سبيل المثال نقاط تفتيش المناعة (PD-1) ، (PD-L1)؛ إذ يُوجد (PD-1) على سطح الخلايا التّائية (T-cells) مانعًا إياها من مهاجمة الخلايا الأخرى في الجسم وذلك عند ارتباطه ببروتنين (PD-L1) وهذا ما تستغله الخلايا السّرطانية؛ فبعضها يمتلك كمية كبيرة من بروتين (PD-L1) لتستعمله وسيلة للاختباء من خلايا المناعة، وعند تثبيط نقاط التفتيش هذه بواسطة الأدوية فإن الجسم يعود مجددًا لتمييز الخلايا السرطانية.[٦]
معالجة الخلايا التائية باستخدام (CAR)
وهي أحد أساليب العلاج الجديدة في علاج السرطان، وتتم من خلال تعديل الخلايا التائية المناعية خارج جسم الإنسان، بإضافة مستقبلات مصنّعة تسمى ( CAR) تزيد من قدره هذه الخلايا على تمييز الخلايا السرطانية ومهاجمتها، ويتم إنتاج هذه الخلايا المعدّلة بناءًا على نوع السرطان ونوع مولدات الضّد على خلاياه، ويتم ذلك التعديل على خلايا جهاز المناعة الخاصة بالمصاب نفسه من خلال جمع بعضها من جسمه وإعادتها مجددًا بعد المعالجة، ويستخدم هذا النوع من العلاج عادةً في علاج اللوكيميا صعبة العلاج. [٧]
مطاعيم السرطان
تختلف المطاعيم المخصصة لعلاج السرطان عن المطاعيم التي تؤخذ للوقاية من الفيروسات بأنها تستخدم لعلاج مرض موجود فعليًا بالجسم. وتُنتج عن طريق تعريض خلايا المناعة في المختبر إلى خلايا سرطانية أو أجزاء منها أو بروتينات معينة مما يجبرها على إنتاج المطعوم الذي يتم جمعه واستخدامه في تحفيز خلايا المناعة على مواجهه السرطان لفترة طويلة.[٨]
الأجسام المضادة أحادية النسيلة (Monoclonal antibodies)
يوجد منها أنواع عديدة تستخدم في علاج أمراض مختلفه ومنها السرطان، إذ تُصنع هذه الأجسام المضادة في المختبر، وتكون مخصصة لكل نوع سرطان على حدة حسب نوع مولدات الضّد التي تحملها خلايا هذا السرطان، ويسمى هذا العلاج العلاج الموجّه لأنه يهدف إلى إيجاد جزيء معيّن ومحدد على الخلايا والارتباط به ومن ثم تدميره. [٩]
ما هو تأثير العلاج البيولوجي على الحمل؟
في معظم الحالات يُفضل تجنّب استخدام الأدوية في فترة الحمل، وفي ما يتعلق بعلاج السرطان، لا يزال علاج السّرطان الأنسب للحامل قيد البحث والدّراسة، وتختلف تأثيرات العلاج البيولوجي على الحمل اعتمادًا على نوعه المستخدم وكذلك نوع السرطان، فعلى سبيل المثال في حالات سرطان الثدي وُجد أن استخدام دواء تراستوزوماب (Trastuzumab) -وهو أحد أنواع العلاجات البيولوجية أحادية النسيلة أثناء الحمل - يقلل كمية السوائل حول الجنين لذا يتم تأجيل العلاج إلى ما بعد الولادة. أمّا مثلًا في علاج حالاتابيضاض الدم النقوي المزمن (CML) يُمكن أن يُستخدم دواء (Interferon alfa ) كعلاج بيولوجي للحامل المُصابة بابيضاض الدّم النّقوي المزمن. [١٠]
المراجع
- ↑ "Chemotherapy to Treat Cancer", cancer, Retrieved 2020-09-28. Edited.
- ↑ "Cancer Treatment", cancer, Retrieved 2020-09-16. Edited.
- ↑ "Immunotherapy vs. Chemotherapy: Whats the Difference?", cancerresearch, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ "How Immunotherapy Is Used to Treat Cancer", cancer, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ "Biological therapy for cancer", mayoclinic, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ "Immune Checkpoint Inhibitors and Their Side Effects", cancer, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ "CAR T-cell Therapy and Its Side Effects", cancer, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ "Cancer Vaccines and Their Side Effects", cancer, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ "Monoclonal Antibodies and Their Side Effects", cancer, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ "Targeted and immunotherapy drugs and pregnancy", macmillan, Retrieved 2020-09-17. Edited.