محتويات
الفرق بين الغزوة والمعركة
تعددت الغزوات والمعارك التي حدثت في التاريخ الإسلامي، وعلى الرغم من حدوثها للهدف نفسه؛ وهو إعلاء راية الإسلام، والدفاع عن العقيدة الإسلامية والمسلمين، وكسر شوكة المشركين المعادين للمسلمين وردّ أذاهم، إلا أنّ أهل السِّيَر والتاريخ ذكروا بعض الفروقات البسيطة التي تميّز بين الغزوة والمعركة، وسيتم توضيح ذلك فيما يأتي:
الغزوة
الغزوة هي ما خرج أو شارك فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقتال، وكذلك ما خرج من الجيوش بأمره وتوجيهه، فكلّه يُطلق عليه مصطلح الغزوة،[١] يقول ابن حجر -رحمه الله-: "الْمُرَادُ بِالْمَغَازِي هُنَا مَا وَقَعَ مِنْ قَصْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْكُفَّارَ بِنَفْسِهِ أَوْ بِجَيْشٍ مِنْ قِبَلِهِ".[٢]
ومن مواضع القتال والجهاد التي أُطلق عليها مصطلح الغزوة مع أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُشارك فيها غزوة مؤتة، وسُمّيت بالغزوة لأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أرسل إليها جيشاً مِن قِبَله،[٣] وقيل أيضاً لعِظم أهمّيتها في التاريخ الإسلامي، فقد ترتّب عليها نتائج عظيمة ونصر كبير، وكانت أو احتكاك مسلّح بين الدولة الإسلامية الناشئة وبين الدولة الرومانية المستكبرة.[٤]
والمشهور بين العلماء أنّ عدد غزوات النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هو 25 غزوةً، وقال بعض أهل العلم: 27 غزوةً، ولم يُقاتل النبيّ بنفسه الشريفة إلا في تسع غزوات، وهي:[٥]
- غزوة بدر.
- غزوة أحد.
- غزوة الخندق.
- غزوة بني قريظة.
- غزوة بني المصطلق.
- غزوة خيبر.
- فتح مكّة.
- غزوة حُنَين.
- غزوة الطّائف.
المعركة
المعركة هي القتالات التي لم يُباشرها -عليه الصلاة والسلام-، وكذلك التي لم تكن في وقته، حيث تجري بين جيش المسلمين وجيش المشركين دون مشاركة النبيّ، وقد يُطلق بعض العلماء لفظ المعركة على الغزوة من باب التجوّز،[١] ومن الأمثلة على المعارك ما حصل من الفتوحات في عهد الخلفاء الراشدين مثلاً، مثل:
- معركة نهاوند.
- معركة اليرموك.
- معركة القادسية.
- معركة ذات الصواري.
هل السريّة تختلف عن الغزوة والمعركة؟
ذكر العلماء فرقاً بين السّرية والغزوة، فقالوا إنّ السّريّة هي التي يبعثها النبي -صلى الله عليه وسلم- دون أن يخرج فيها بنفسه الشّريفة، ولا فرق بين البعث والسريّة عند جمهور العلماء، وقال بعضهم إنّ البعث يُطلق على السرية التي يبعثها صاحب السّرية، فتُصبح منفكّة عنها، ولكن الأشهر القول الأول.[٦]
والسّريّة أقل أهمية وشأناً من الغزوات عادةً، وقد بلغ عدد السرايا التي بعثها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- 56 سريّة،[٧] وتتكون من مجموعة من رجال المسلمين الأقوياء ذوي الفطنة والحنكة العالية، والذين تقع عليهم مهمة حراسة معسكرات جيش المسلمين أو المناطق التي يقطنها المسلمون، بالإضافة إلى تقصي أخبار الأعداء وتنظيم جيوشهم وإعدادها وغير ذلك.
ولا يوجد حدّ أدنى لعدد مَن يبعثه النبي في سريّة، فقد يكون فيها شخصٌ واحدٌ فقط، ولكن تعدّدت آراء العلماء في العدد الأقصى الذي يُمكن معه إطلاق مُسمّى السريّة، وبيان أبرز أقوالهم فيما يأتي:[٨]
- الحد الأقصى لعدد من في السريّة هو 400، وهو قول ابن الأثير.
- قيل إنّ السرية تكون بين 5 إلى 100 شخص، وهو قول الفيروزآبادي وابن منظور.
- السريّة تتكوّن من 100 إلى 500 شخص، وهو قول الحافظ ابن حجر.
المراجع
- ^ أ ب الدكتور عمر المقبل، "الفرق بين الغزوة والمعركة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2022. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري لابن حجر، صفحة 279، جزء 7.
- ↑ "وجه تسمية معركة مؤتة غزوة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2022. بتصرّف.
- ↑ "غزوة كأن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2022. بتصرّف.
- ↑ صالح المغامسي، التعليق على الدرة المضيئة في السيرة النبوية للمقدسي، صفحة 3، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 13، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ "غزوة كأن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2022. بتصرّف.
- ↑ محمد بن محمد العواجي، مرويات الإمام الزهري في المغازي، صفحة 39-40، جزء 1. بتصرّف.