ما الفرق بين حروق الشمس والتسمم الشمسي؟

كتابة:
ما الفرق بين حروق الشمس والتسمم الشمسي؟

ما هي حروق الشمس؟

مع نهاية شهر تموز واقتراب شهر آب ننغمس أكثر في الأجواء الصيفيّة الحارّة ودرجات الحرارة شديدة الارتفاع، ولأنّ الأعمال والمسؤوليات لا يُمكن إيقافها أو تأجيلها وفق حالة الطقس فإنّ الكثيرين منّا يتعرّضون لأشعّة الشمس رغمًا عنهم لمدة زمنيّة طويلة، وقد ينجم عن الأشعّة فوق البنفسجيّة (UV) المنبعثة من الشمس احمرار الجلد وسخونته، والمُعاناة من تهيّجه والشعور بالألم فيه، أو حتّى تورّم بعض المناطق فيه، وهو ما يُعرَف بحروق الشمس (Sunburns)، التي أصابت 35.3% من الأفراد البالغين حول العالم خلال عام 2014، وتتسبّب بدخول 33 ألف شخص سنويًّا لطوارئ المُستشفيات طلبًا للعلاج المُناسب، لكن يوجد اضطراب آخر وهو التسمم الشمسي، فما المقصود به؟ وما الفرق بينه وبين حروق الشمس؟[١]


ما الفرق بين حروق الشمس والتسمم الشمسي؟

في الحقيقة لا يُمكن فصل حروق الشمس تمامًا عن التسمّم الشمسيّ (Sun poisoning)، حتّى أنّ التمييز بينهما قد يكون صعبًا في كثير من الحالات؛ إذ إنّ كلتا الحالتين ناجمة عن التعرّض للأشعّة فوق البنفسجيّة، لكن يُمكن القول إنّ التسمّم الشمسيّ حالة مُتقدّمة وأكثر شدّةً من حالات حروق الشمس، وهو أحد ردود فعل الجسم التحسّسية على خلاف حروق الشمس، كما أنّه إن لم يُعالَج كما يجب قد يتسبّب بمُضاعفات خطيرة ودائمة تضرّ بصحّة المُصابين، وهو على غرار حروق الشمس -التي تستهدف جميع الأفراد والفئات العُمرية- يُصيب أفرادًا مُعيّنين ويستهدفهم أكثر من غيرهم، وتدوم الأعراض المُصاحبة لإصابتهم بالتسمّم الشمسيّ مدّةً أطول، ناهيك عن بعض اختلاف الأعراض نفسها ما بين كلتا الحالتين.[٢]


ما علامات الإصابة بالتسمم الشمسي؟

تظهر علامات الإصابة بالتسمّم الشمسيّ كأعراض شديدة ومُتقدّمة من حروق الشمس، إذ يُعاني المُصابون به ممّا يأتي:[٣]

  • الإصابة بالصداع.
  • الشعور بالألم والتنميل في أماكن الجسم التي تعرّضت لأشعّة الشمس.
  • ارتفاع درجة حرارة المُصاب، والإصابة بالقشعريرة.
  • احمرار الجلد.
  • الشعور بالغثيان.
  • الشعور بالدوّار.
  • تورّم مناطق الجسم التي تعرّضت لأشعّة الشمس، وظهور البثور الفقاعيّة فيها.
  • جفاف الجسم.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

عمومًا يوصى بمُراجعة الطبيب في حال الإصابة بالتسمّم الشمسيّ حتى لو كانت الحالة الصحيّة للمُصاب بسيطةً أو متوسّطةً؛ إذ إنّه يوصيه بما يجب عليه فعله للتعافي كما يجب، لكن في حال كانت المنطقة المُتعرّضة لأشعّة الشمس من الجسم واسعةً وكبيرةً عندها يُنصح برؤية الطبيب في أقرب وقت؛ للمُساعدة في تخفيف الأعراض قدر الإمكان، وتفادي حدوث أيّ مُضاعفات أو تأثيرات سلبيّة على صحّة المُصاب.[٢]

كما يجب مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور الحرارة، أو القشعريرة، أو الصداع، أو اضطرابات المعدة، أو الدوخة.[٤]


ما أسباب الإصابة بالتسمم الشمسي؟

إنّ السبب الرئيس للتسمم الشمسيّ هو الإصابة بحرق شديد نتيجة التعرُّض للأشعّة فوق البنفسجيّة المُنبعثة من الشمس، بالتعرّض لها مدّةً زمنيّةً طويلةً، أو عدم وضع واقٍ من الشمس كما يجب، أو حتّى عدم مُراعاة كون الفرد يملك أيًّا من العوامل التي ترفع احتماليّة إصابته بالتسمّم الشمسي، ويمكن توضيح العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتسمُّم الشمسي على النحو الآتي:[٥]

  • استخدام الحبوب المانعة للحمل.
  • السكن في المناطق أو الدول القريبة من خطّ الاستواء، التي تكون فيها درجات الحرارة عاليةً جدًا.
  • استخدام المُضادات الحيويّة.
  • أصحاب البشرة فاتحة اللون.
  • كثرة الوجود بالقرب من البحر والشواطئ؛ إذ إنّ الشمس تنعكس بشدة أكبر عند الماء والرمال، فيزداد تأثيرها في الناس.
  • استخدام بعض المُكملات الغذائيّة العُشبيّة، كالتي تحتوي على نبتة القديس يوحنّا (St. John’s wort).
  • في حال كان أحد أقارب الفرد مُصابًا بسرطان الجلد.
  • التعرّض للشمس بعد استخدام المُستحضرات الجلديّة التي تحتوي على الزيوت الحمضيّة.
  • الأشخاص الذين يستخدمون الموادّ المُقشّرة كيميائيًّا، كأحماض هيدروكسي ألفا (AHAs).
  • السكن في المُدن أو الأماكن المُرتفعة، كالذين يعيشون في المناطق الجبليّة.
  • كثيرة الانخراط في الأنشطة التي تُقام على الثلج في فصل الشتاء؛ إذ إنّ الثلج كالتراب والماء في الشواطئ، جميعها أمور تعكس ضوء الشمس بشدة أكبر وتزيد من تأثيرها.


كيف يُمكن علاج التسمم الشمسي؟

الخطوة الأولى لمن تظهر عليه أيّ علامات للتسمّم الشمسيّ أو حتّى حروق الشمس هي إبعاده عن الشمس سريعًا، واتّباع الإجراءات والخطوات الآتية:[٤]

  • تزويد المُصاب بكميّة وفيرة من السوائل؛ لمنع حدوث الجفاف في جسمه.
  • استخدام الماء مُعتدل البرودة عند الاستحمام، وتفادي استعمال غسولات الجسم أو المُستحضرات الجلديّة المُعطّرة؛ إذ إنّها قد تُهيّج الجلد المُصاب.
  • تخفيف التهيّج الحاصل في الجلد باستخدام كمادات باردة من مقادير متساوية من الحليب والماء، كما يمكن استخدام صودا الخبز، وتُستخدم الكمادات الباردة مدّة 30-60 دقيقةً، أو باستخدام جلّ الصبار (الألوفيرا) أو حليب جوز الهند، الذي يُظهر نتائج جيّدةً في ذلك.
  • تجنّب الوجود تحت أشعّة الشمس المُباشرة إلى حين الشعور بالتحسّن والتعافي من التسمّم الشمسيّ، مع أخذ كافّة الاحتياطات والتعليمات المُناسبة لتجنّب الإصابة به مرّةً أُخرى.
  • استخدام الأدوية المسكِّنة للألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية في حال الحاجة إليها.
  • مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور أي من العلامات التي تستدعي مراجعة الطبيب الوارد ذكرها سابقًا.

كما يُعالج التسمُّم الشمسي بالإجراءات الآتية تحت إشراف الطبيب:[٥]

  • إعطاء السوائل عن طريق الوريد لمعالجة الجفاف.
  • الكريمات التي تحتوي على الكورتيكوستيرويد للتخفيف من التقرحات المؤلمة.
  • أدوية الكورتيكوستيرويد الفموية للتخفيف من التورُّم والألم.
  • أدوية المضادات الحيوية الموضعية على هيئة كريمات ومراهم لمنع الإصابة بالعدوى.
  • مسكنات الألم التي تحتاج إلى وصفة طبية في حال كان الألم شديدًا.


هل توجد مخاطر للإصابة بالتسمم الشمسي؟

في بعض الحالات قد يتسبّب التسمّم الشمسيّ ببعض المُضاعفات، التي لا يُشترط ظهورها مُباشرةً عند ظهور الأعراض على المُصاب، وإنّما قد تظهر بعد مرور وقت من تعافي حروق الشمس والبثور الفقاعيّة؛ إذ إنّها عادةً ما ترتبط بعدم علاج التسمّم الشمسيّ كما يجب، وتتضمّن هذه المُضاعفات واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:[٦][٥]

  • جفاف الجسم، الذي ينطوي عليه حدوث مخاطر عديدة بتسارعٌ مُخيف؛ إذ إنّه قد يكون سببًا في تدهور وضع الكلى والمسالك البوليّة لدى المُصاب، واختلال نسبة الأملاح والكهارل في الجسم، مما يسبّب فقدان الوعي، أو حتّى التعرّض لخطر الإصابة بصدمة نقص حجم الدّم (Hypovolemic shock) أو الإصابة بضربة الحرّ (Heat stroke)، مما قد يُهدّد حياة المُصابين.
  • احتماليّة الإصابة بعدوى ما؛ نتيجة انفجار البثور الفقاعيّة أو من حكّ المناطق المُصابة بالحروق، وتعريضها للظروف الخارجيّة التي قد تحمل معها الجراثيم المُختلفة، ومن الضروريّ الانتباه في حال مُلاحظة ترشّح سوائل أو قيح من الجلد، أو ظهور خطوط حمراء على الجسم، وهو ما قد يكون إشارةً إلى انتقال العدوى للدم، مما يستوجب العلاج المُناسب الذي قد يتضمّن المُضادات الحيويّة في كثير من الأحيان.
  • يرفع التسمّم الشمسيّ وحروق الشمس عمومًا من احتماليّة المُعاناة من البُقع الجلديّة الداكنة والتجاعيد مُبكّرًا، بالإضافة إلى أنّهما قد يرفعان من احتماليّة الإصابة بسرطان الجلد أحيانًا.


المراجع

  1. "Sunburn", cancer,3-2020، Retrieved 26-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Alice Porter (20-6-2017), "What's to know about sun poisoning?"، medicalnewstoday, Retrieved 26-7-2020. Edited.
  3. Jennifer Robinson (25-11-2018), "Sun Poisoning"، webmd, Retrieved 26-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Sun Poisoning Dangers: Symptoms, Treatment and Prevention", upmc,4-6-2014، Retrieved 26-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت Kristeen Cherney (28-9-2018), "Sun Poisoning"، healthline, Retrieved 26-7-2020. Edited.
  6. "Dehydration", mayoclinic,19-9-2019، Retrieved 26-7-2020. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×