ما الفوائد الصحية للامتنان؟

كتابة:
ما الفوائد الصحية للامتنان؟

قد يكون الامتنان عادة صحية تعود عليك بالعديد من الفوائد، فما هي الفوائد الصحية للامتنان؟ تابع معنا هذا المقال لتتعرف على أهم التفاصيل:

الامتنان يعني أن تحاول التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك، وهو ليس خُلقًا حميدًا فحسب بل من المحتمل أن يكون عادةً صحية تعود على جسمك بالعديد من الفوائد.

حيث أظهرت بعض الدراسات أن ممارستك للامتنان لمدة 15 دقيقة يوميًا على مدار 5 أيام أسبوعيًا، لمدة 6 أسابيع على الأقل قد يساعد على تعزيز صحتك العقلية والجسدية.

ما الفوائد الصحية للامتنان؟

إن جعل الامتنان عادةً لك وجزءًا من طريقة تفكيرك سيعود عليك بالعديد من الفوائد الصحية، حتى لو كان لفترة بسيطة يوميًا أو أسبوعيًا، وفيما يأتي إليك هذه الفوائد:

1. تقليل الشعور بالاكتئاب

بيّنت إحدى المراجعات التي تضمنت 70 دراسة وردودًا لأكثر من 26,000 شخص مشارك عن وجود علاقة قد تربط بين كل من ممارسة الامتنان وانخفاض مستويات الاكتئاب، ولفهم هذه العلاقة بالشكل الصحيح والكامل لا بدّ من إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات.

كما وُجد أن الامتنان قد يساعد في تقليل أعراض الاكتئاب، حيث لُوحظ أن الأفراد الذين يمارسون الامتنان ولديهم عقلية ممتنة يكونون أكثر رضا عن حياتهم ولديهم علاقات اجتماعية قوية مع من حولهم، ويحترمون ذاتهم إلى حدٍ كبير، وذلك بالمقارنة مع من لا يمارسونه، ومن ناحية أخرى قد يكون المصابون بالاكتئاب أقل ممارسة للامتنان.

2. تخفيف الشعور بالقلق

الشعور بالقلق عادةً ما يتشكل من المخاوف والأفكار السلبية التي تدور في ذهن الشخص، وغالبًا هذه الأفكار ما تتمحور حول الأشياء التي حدثت في الماضي أو ما قد يحدث في المستقبل.

وقد عُدت ممارسة الامتنان طريقة أو أداة للتعامل مع حالة القلق، ويمكن تلخيص أبرز فوائدها في مثل هذه الحالات في كل مما يأتي:

  • محاربة التفكير السلبي بمختلف أنواعه بشكل منتظم، وذلك بتوجيه الأفكار على الوقت الحالي أو الحاضر فقط.
  • تحدي أو محاربة الأفكار السلبية التي تتمحور حول الماضي أو المستقبل، وذلك بإيجاد شيء ما يمكن أن تكون ممتنًا له في الوقت الحاضر.
  • العودة للحاضر من خلال التخلص من عملية التفكير السلبي بشكل تام.

3. تعزيز صحة القلب

غالبًا ما يساهم أخذ القسط الكافي من النوم، وتحسين أعراض الاكتئاب، واتباع الأنظمة الغذائية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وعلاوة على ذلك تبين أنه يمكن أن يكون لممارسة الامتنان دور أيضًا في تعزيز صحة القلب والحفاظ عليه.

حيث أًوضحت العديد من الدراسات التأثير الإيجابي للامتنان في تحسين العلامات الحيوية التي ترتبط بخطر الإصابة بأمراض القلب.

ومن ناحية أخرى استطاعت إحدى المراجعات لبعض البحوث العلمية التي أجريت في عام 2021 الكشف عن دور ممارسة الامتنان في خفض ضغط الدم الانبساطي (Diastolic blood pressure)، وهو ضغط الدم في فترة راحة القلب بين كل نبضة والأخرى، أيّ بمعنى آخر إن وجود أفكار ممتنة في عقلك قد يساعد على إبطاء وتنظيم عملية التنفس للمزامنة مع نبضات قلبك، وهذا كله مفيد لصحة القلب.

4. تخفيف التوتر

إن الشعور بالتوتر والإجهاد قد يترتب عليه تحفيز استجابة عملية الكر والفر (Fight or flight response) في الجهاز العصبي؛ مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، وانقباض العضلات، إضافةً إلى تحفيز الجسم لإفراز هرمون الأدرينالين.

وهنا تحديدًا تكمن أهمية ممارسة الامتنان الذي يساهم في تهدئة الجهاز العصبي والحد من الأعراض السابقة.

حيث وُجد أن شعورك اللحظي بالامتنان قد يؤدي إلى إحداث بعض التغييرات الفسيولوجية في جسمك والتي تبدأ تأثيراتها في تنشيط الجهاز العصبي اللاودي (Parasympathetic nervous system)، وهو جزء من الجهاز العصبي الذي يساعد على عملية الهضم والشعور بالراحة والاسترخاء.

ومن ناحية أخرى قد يكون للامتنان والاستجابة التي تسبب بحدوثها في الجسم دور في كل من الآتي:

5. تحسين النوم

إن الأشخاص الذين يمارسون الامتنان غالبًا ما يكون لديهم أهداف تجعلهم يشعرون بالرضا، فالسلوك الإيجابي هو الذي يساعد على تعزيز الفعل الإيجابي، مثلًا غالبًا ما يتّبع الأشخاص الممتنين عادات تساعد على تحسين النوم، مثل ممارسة الرياضة باستمرار، وتناول الطعام الصحي.

إلى جانب ذلك قد يكون لشعورهم بالامتنان دور في التقليل من خطر تعرضهم للعوامل التي تؤثر سلبًا على نومهم سواء من حيث جودته أو عدد ساعاته، ومن أهم هذه العوامل المؤثرة: الشعور بالقلق، أو الاكتئاب، أو التوتر.

ومن الصحيح أن للعادات الصحية التي تتبعها خلال النهار دور في الحصول على نوم صحي، ولكن التفكير الإيجابي قد يكون له دور أيضًا في تعزيز نومك وحصولك على قسط كافٍ منه، حيث تبين أن الامتنان له فعالية جيدة في تكوين الأفكار الإيجابية لدى الأفراد، خاصة فيما يُعنى بعلاقتهم الشخصية، ومواقفهم الاجتماعية.

ما أهم النصائح لممارسة الامتنان؟

يُنظر للامتنان عادةً على أنه ميزة أو صفة يتمتع بها بعض الأشخاص، ولكن في الحقيقة يمكن اكتساب هذه الميزة وجعلها عادةً بالنسبة لك، وذلك فقط من خلال زيادة تركيزك على الأفكار والأشياء الإيجابية المحيطة بك باستمرار.

الطريقة الأكثر فعالية لترسيخ الامتنان في أفكارك وعقليتك تتمثل في اتباعك لهذه النصائح ودمجها مع روتينك اليومي باستمرار:

  1. دوّن الإيجابيات: قم بتخصيص وقت في الصباح أو في الليل لكتابة الأمور أو الأحداث الإيجابية في دفتر ملاحظاتك، واحرص على الاحتفاظ بها، فهذا سيساعدك على التفكير في هذه اللحظات وتذكُرها بشكل مستمر.
  2. توقف وفكر بالأشياء الجيدة في حياتك: عندما تقول بشكل غريزي "شكرًا"، توقف لحظة وحدد بدقة ما أنت ممتن له، فهذه الممارسة كفيلة في تعزيز الامتنان لديك.
  3. قم بإعادة توجيه أفكارك: قد تشعر أحيانًا خلال اليوم بالسلبية أو الإحباط نتيجة تعرضك لموقف معين، فبمجرد شعورك بذلك حاول إعادة توجيه أفكارك والتركيز على الجوانب الإيجابية الموجودة في هذا الموقف.
  4. شارك امتنانك مع الآخرين: عبر عن شكرك لمن حولك من خلال إرسال ملاحظات سريعة تخبرهم بها عن سبب امتنانك لهم، وشجع عائلتك على مشاركة الأمور التي يشعرون بالامتنان من أجلها أثناء العشاء في كل ليلة.

 

مصدر هذا المحتوى من:

UCLA Health

UCLA Health MENA

2803 مشاهدة
للأعلى للسفل
×