ما المقصود بالألم الشبحي؟

ماذا نعني بالألم الشبحي؟

يُعرف الألم الشبحي باسم ألم الأطراف الوهمي (Phantom limb pain) أيضًا، ويُشير إلى الألم الذي يشعر به بعض الأشخاص في أطرافهم المبتورة، فعلى الرغم من عدم وجود الطرف الذي يشكو المصاب من ألم فيه، إلا أن الألم الذي يشعر به حقيقي، وتتراوح شدة هذا الألم من الألم الخفيف إلى الشديد، كما قد يستمر لثوانٍ، أو دقائق، أو أيام أو حتى مدةً أطول أكثر.^[١]

كيف يمكن وصف أعراض الألم الشبحي؟

يمكن للألم الشبحي أن يتحسّن مع مرور الوقت، ولكن في بعض الحالات قد يصبح ألمًا مزمنًا، وعادةً يصفه المصابون على النحو الآتي:^[٢]

• ألم أو حرقة بالقرب من الطرف المبتور.
• ألم يتطور في غضون أيام من بتر الطرف، أو التعرض للإصابة التي سببت فقدان الطرف.
• ألم يحدث في الأطراف الأبعد عن الجسم؛ مثل الألم في ساق القدم المبتورة.

لماذا يشعر المريض بالألم بالرغم من بتر العضو؟

تتعدد الأسباب التي تُفسّر شعور الشخص بالألم في طرفٍ مبتور، وفيما يأتي بيانها:^[٣]

أسباب تتعلق بالأعصاب الطرفية

تتضمن هذه الأسباب ما يأتي:^[٣]

• قد تنمو الأعصاب المتبقية في مكان البتر لتُشكّل أورامًا عصبية قد تولّد سيّال عصبي؛ ممّا يؤدي إلى الشعور بالألم في مكان العضو المبتور.
• يُعتقد أنّ تعرض الأعصاب الطرفية للبرد قد يزيد من معدّل إطلاق السيالات العصبية؛ ممّا قد يؤدي إلى الألم الشبحي.

أسباب تتعلق بالدماغ والاستجابة العصبية

يُمكن تفسير هذه الأسباب من خلال نظرية ميلزاك؛ إذ أشار التجارب الحسية تُنتج بصمة مميزة تحفظها الأعصاب في الدماغ، وعند إزالة العضو، تُحاول الأعصاب إعادة تنظيم نفسها، ولكن نظرًا لوجود بصمة ناجمة عن الشعور بالألم قبل بتر العضو، قد يستمر هذا الألم لدى المصاب حتى بعد بتر العضو، مما يُفسّر الألم الشبحي.^[٣]

أسباب تتعلق بالحبل الشوكي

بعد قطع الأعصاب الطرفية في العضو المبتور، يحدث نقص في المُدخلات الحسية في المناطق الواقعة تحت منطقة البتر؛ ممّا يُؤدي إلى انخفاض إفراز بعض المواد الكيميائية، وهذا بدوره يؤدي إلى تحويل مسار الألم؛ وهذا قد يُفسر الشعور بالألم في الطرف المبتور.^[٣]

هل من عوامل تنشط الألم الشبحي؟

يمكن لأي شخص تعرض لبتر في الأطراف أن يشعر بالألم الشبحي، وقد لاحظ البعض تراجع شدة هذا الألم بعد استخدام الأطراف الصناعية، ولكن تحفز بعض العوامل الشعور بهذا الألم بصورة أكبر لدى البعض، ومن هذه العوامل ما يأتي:^[٤]

• التغير في درجات الحرارة أو الضغط الجوي.
• التدخين.
• الضغط النفسي.
• الإمساك.
• ممارسة الجنس أو اللمس الجسدي.
• الهربس النطاقي.
• الذبحة الصدرية.

هل يمكن الشفاء من الألم الشبحي؟

لا يوجد علاج أو دواء يشفي الألم الشبحي بشكل جذري، ولكن تتوفر بعض العلاجات التي تساعد في التخفيف من الأعراض،^[٥] وفيما يأتي بيانها:

علاج الألم الشبحي بالأدوية

يمكن استخدام بعض الأدوية التي تُستخدم لعلاج مشاكل صحية أخرى، مثل الأدوية المضادة للصرع والأدوية المضادة للاكتئاب، فقد تساعد في السيطرة على هذا الألم، ومن هذه الأدوية ما يأتي:^[٥]

• مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

تساعد هذه الأدوية في تخفيف الألم من خلال تغير في إفراز المواد الكيميائية المسؤولة عن إشارات الألم، وهي تشمل الآتي:

• • أميتريبتيلين (Amitriptyline).
  • نورتريبتيلين (Nortriptyline).
• مضادات الاختلاج

تُستخدم لعلاج نوبات الصرع ومن الأمثلة عليها:

• • كاربامازيبين (Carbamazepine).
  • جابابنتين (Gabapentin).
  • بريجابالين (Pregabalin).
• الأدوية الأفيونية

لا تُناسب هذه الأدوية الجميع، ويجب إبلاغ الطبيب في حال تعاطي المخدرات قبل البدء باستخدام هذه الأدوية، ومن أهمها:

• • الكودايين (Codeine).
  • المورفين (Morphine)
• مسكنات الألم الأخرى
  • مسكنات الألم التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل البارسيتامول (Paracetamol).
  • مضادات مستقبلات NMDA مثل:
    • ديكستروميثورفان (Dextromethorphan).
    • كيتامين (Ketamine)

علاج الألم الشبحي بطرق بديلة

قد تٌساعد الطرق البديلة في التخفيف من الألم الشبحي، ومنها ما يأتي:^[٥]

• تحفيز العصب

وهو إرسال تيار كهربائي خفيف من خلال لاصقة توضع على الجلد، مما يساهم في قطع الإشارات العصبية قبل الوصول إلى الدماغ.

• العلاج بصندوق المرآة

تقوم فكرة هذا العلاج على استخدام صندوق يحتوي فتحتين؛ فتحة للطرف المتبقي، وفتحة للطرف المبتور، مع وجود مرآة في المنتصف؛ بمعنى أن الشخص سيرى انعكاس للجزء السليم، مما سيخدع العقل ليتوهم وجود الطرفين في كلا الجانبين، وتُشير بعض الأدلة أنّه قد يساعد على تخفيف الألم.

• الوخز بالإبر

يتضمن إدخال إبر رفيعة في مناطق محددة في الجلد، وقد يساعد الوخز بالإبر على إفراز مواد مسكنة للألم.

• تغيير بعض العادات اليومية

مثل ممارسة نشاط بدني وممارسة تمارين الاسترخاء؛ بهدف إشغال العقل عن الألم.

إجراءات طبية لعلاج الألم الشبحي

في بعض الحالات التي لا يستجيب فيها الألم الشبحي للعلاجات السابقة، قد يتم اللجوء إلى العلاجات الآتية:^[٥]

• تحفيز الحبل الشوكي

من خلال أقطاب صغيرة توضع على طول الحبل الشوكي داخل الجسم، قد تساعد على التخفيف من هذا الألم.

• تحفيز الدماغ

يُشبه تحفيز الحبل الشوكي، ولكن يُرسل التيار الكهربائي إلى الدماغ، ولكن فعاليته ما زالت قيد الدراسة.

• الجراحة

فإذا كان مصدر هذا الألم العصبي هو جذور العصب، فقد تكون الجراحة في المنطقة هي الحل.

هل يوجد فرق بين متلازمة الألم الشبحي والألم الشبحي؟

نعم؛ حيث يُشير الألم الشبحي إلى الشعور بالألم فقط في الطرف المبتور،^[٦] أمّا متلازمة الألم الشبحي فتعبّر عن إحساس المصاب بالطرف الذي تم بتره كما لو كان موجودًا، ويتضمن ذلك الآتي:^[٧]

• الشعور بالألم.
• المتعة.
• الضغط.
• الخدر.
• التشنج في هذا الطرف.

ملخص المقال

يُعرف الألم الشبحي بأنّه الشعور بالألم في الأطراف المبتورة كما لو أنها موجودة، ويُفسر سبب هذا الألم عددٌ من النظريات، ولا يوجد علاج يشفي من هذا الألم بشكل نهائي، ولكن تتوفر بعض الخيارات العلاجية للتخفيف منه؛ كتناول الأدوية والجراحة.

المراجع

1. ↑ "Phantom Limb Pain", my.clevelandclinic, Retrieved 15/11/2021. Edited.
2. ↑ "Phantom Limb Pain Causes, Symptoms & Treatments", southwestspineandpain, 6/5/2015, Retrieved 15/11/2021. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت ث} "Phantom Limb Pain", physio-pedia., Retrieved 15/11/2021. Edited.
4. ↑ "Phantom Limb Pain", my.clevelandclinic, Retrieved 15/11/2021. Edited.
5. ^ ^{أ ب ت ث} Carol DerSarkissian, MD (28/7/2021), "What Is Phantom Limb Pain?", webmd, Retrieved 15/11/2021. Edited.
6. ↑ "Phantom pain", mayoclinic, 11/6/2021, Retrieved 15/11/2021. Edited.
7. ↑ "Phantom Limb Syndrome", winchesterhospital, Retrieved 15/11/2021. Edited.