ما المقصود بتلين القرنية؟

كتابة:
ما المقصود بتلين القرنية؟

ما المقصود بتلين القرنية؟

يعتمد الجسم على فيتامين (أ) في العديد من وظائف أعضائه، كالكلى، والقلب، والرئتين، ويُصنّف كأحد أهمّ مُضادات الأكسدة التي تُؤثّر في التعبيرات الجينيّة والأنماط الظاهريّة (Phenotypes)، لذا فإنّ دوره رئيس ولا يُمكن الاستغناء عنه،[١] ومن أبرز المُضاعفات الناجمة عن نقصه في الجسم الإصابة بتليّن القرنيّة (Keratomalacia)، وهو من اضطرابات العين التي عادةً ما تؤثّر في القدرة على النظر في كلتا العينين؛ نتيجة نقص استهلاك الأطعمة الغنيّة بفيتامين (أ) أو عدم امتصاصه كما يجب، مثلما يحصل عند المُصابين باضطرابات وأمراض تؤثّر عمومًا في امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون، ورغم انتشار تليّن القرنيّة في مُختلف الدّول حول العالم إلا أنّ أكثرها تأثّرًا هي الدول الفقيرة، التي تُعدّ هذه الحالة فيها من الأسباب الرئيسة للعمى عند الأطفال.[٢]

ويُعرَف تلين القرنية بأنّه أحد اضطرابات العين المُسبِّبة لتليُّن الغشاء الرقيق في الجزء الأمامي من العين وإعتامها،[٣] وفي هذا المقال توضيح لأهم الأعراض وأسباب الإصابة، بالإضافة إلى أهم العلاجات وطرق التشخيص.


ما أعراض تلين القرنية؟

أول الأعراض التي تظهر على المُصابين بتليّن القرنيّة هو جفاف القرنيّة والمُلتحمة، والمُلتحمة هي الطبقة الرقيقة المُغلّفة للعين وللجفن من الداخل، وبمجرّد جفافها يزداد سُمكها وتتجعّد، بينما تقلّ صلابة قرنيّة العين عند جفافها، ليبدأ بعد ذلك ظهور مجموعة من الأعراض كما يأتي:[٣]

  • الإصابة بالعشى الليليّ، أو صعوبة الرؤية في الضوء الخافت أو الأماكن المُعتمة.
  • الجفاف الشديد في العين.
  • الإصابة ببُقع بيتو (Bitot's spots)؛ نتيجة تراكم الحطام في مُلتحمة العين، لتظهر كبُقع رماديّة اللون رغويّة الشكل.
  • تغيّم القرنيّة (Cloudy Cornea)، وهو فُقدان قرنيّة العين لشفافيّتها، مما يُضعف القدرة على الرؤية بنسب مُختلفة بين المُصابين.[٤]


ما الذي يسبب تلين القرنية؟

السبب الرئيس وراء الإصابة بتليّن القرنيّة ناجم عن نقص فيتامين (أ)، سواءً كان ذلك لقلّة استهلاك المصادر الغنيّة به أم بسبب سوء امتصاص الجسم له، لذا توجد عدّة عوامل ترفع من احتماليّة إصابة البعض بتليّن القرنيّة أكثر من غيرهم، يُذكر منها ما يأتي:[٥][٢]

  • الأطفال الصغار وحديثو الولادة في الدول النامية.
  • الأشخاص الذين يتناولون النباتات والأطعمة النباتيّة فقط.
  • مُدمنو المشروبات الكحوليّة.
  • الأطفال وحديثو الولادة الذين يُعانون من حساسيّة تجاه مُنتجات الحليب، أو الذين يعتمدون على أنواع خفيفة لا تحتوي على كمية كافية من فيتامين (أ)، حتّى أنّ تناول الحليب الخالي من الدسم للأطفال قد يكون سببًا في نقص نسبة الفيتامين.
  • المُصابون بأمراض مُزمنة في الأمعاء، مثل: حساسيّة القمح، أو التهاب القولون التقرّحيّ.
  • المُصابون بالتليّف الكيسيّ.
  • المُصابون باضطرابات تُسبّب قصور البنكرياس.
  • انسداد القنوات الصفراويّة.
  • المُصابون بأمراض في الكبد.
  • المُصابون بداء القندس (Giardiasis).
  • الذين خضعوا لجراحة المُجازاة المعويّة.
  • المُصابون بانسداد جُزئيّ خلقيّ في الأمعاء الدقيقة.


كيف يُشخّص تلين القرنية؟

تتضمّن الخطوات اللازمة لتشخيص الإصابة بتليّن القرنيّة اتباع ما يأتي:[٣][٥]

  • معرفة التاريخ المرضيّ كاملًا للمُصاب، وفحصه جسديًّا.
  • فحص العين، وإجراء فحص للنظر.
  • فحص عمى الألوان.
  • فحوصات مخبريّة لقياس نسبة فيتامين (أ) في الدم.
  • تخطيط كهربائيّة شبكيّة العين (Electroretinography)، الذي يفحص خلايا العين الحسّاسة للضوء.

بالإضافة إلى الفحوصات السابقة قد يجد الطبيب حاجةً إلى إجراء فحوصات واختبارات أُخرى في حال استدعى وضع المُصاب ذلك؛ لتأكيد إصابته بتليّن القرنيّة أو غيره من أمراض العين.[٥]


ما علاج تلين القرنية وما مُضاعفاته؟

في إطار العلاجات المتوفّرة لتليّن القرنيّة فهي تتضمّن واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:[٥]

  • تعويض النقص الحاصل في فيتامين (أ) بتزويد الجسم بكميات كافيّة منه.
  • المُضادات الحيويّة، التي تُصرف لبعض الحالات التي يُحتمل فيها إصابة القرنيّة بالالتهابات المُختلفة نتيجة تليّنها بسبب المرض.
  • استخدام قطرات العين المُناسبة؛ للتقليل من الجفاف المُصاحب لتليّن القرنيّة.
  • إضافة الأطعمة الغنيّة لفيتامين (أ) إلى النظام الغذائيّ الذي يتّبعه المُصاب،[٥] وتتضمّن مصادر هذا الفيتامين الغذائيّة كُلًا ممّا يأتي:[١]
    • البيض.
    • لحوم أعضاء الحيوانات، كالكبد.
    • الحليب، والأجبان المُختلفة، والزبدة.
    • الأسماك الدّهنيّة، مثل السالمون.
    • الخضار والفواكه برتقاليّة اللون، التي تحتوي على الكاروتينات التي تتحوّل في الجسم إلى فيتامين (أ) الجاهز للامتصاص، مثل: الجزر، والقرع، والبطاطا الحلوة، والمانجا.
    • النباتات التي تحتوي على البيتا كاروتين، الذي يتحوّل في الجسم إلى فيتامين (أ) القابل للامتصاص، مثل: البروكلي، والسبانخ، والفلفل الحار.
  • علاج الأسباب أو الاضطرابات المُسبّبة لضعف امتصاص فيتامين (أ) أو تخزينه؛ لتفادي نقصه في المُستقبل.[٢]

وتجدر الإشارة إلى أنّ تعويض الجسم بما ينقصه من فيتامين (أ) يجب أن يكون مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ بعض الحالات حسّاسة للغاية للجرعات العالية منه، ويجب الانتباه للجرعات والتراكيز التي تُعطى لهم تجنّبًا لإلحاق الضرر بأجسامهم بدلًا من منحها الفائدة، وتتضمّن هذه الفئات الآتي:[٢]

  • الأطفال الصغار وحديثو الولادة، إذ إنّ الجرعات العالية من فيتامين (أ) خلال مدّة قصيرة قد تتسبّب برفع الضغط داخل الجمجمة (Intracranial Pressure)، والشعور بالغثيان والتقيّؤ، والشعور بالدّوار.
  • الجرعات العالية المزمنة وعلى مدار عدّة أسابيع أو أشهر قد ينجم عنها الأعراض الآتية:
    • الهيجان.
    • تضخّم الكبد.
    • الحكّة في الجلد.
    • جفاف الجلد.
    • تساقط الشعر.
    • تشقّق الشفاه.
    • الشعور بالتعب العام.
    • زيادة الضغط داخل الجُمجمة.
    • تورّم العظام المؤلم.
  • النساء الحوامل أو المُرضعات؛ إذ إنّ ارتفاع نسبة فيتامين (أ) خلال الحمل قد يُسبّب تشوّهات واضطرابات لدى الجنين، لذا يُنصح أن لا تتجاوز نسبته المُعطاة لهن عن ضعفيّ الحد اليوميّ المسموح به عند علاج نقصه لديهن.

ومن ناحية أُخرى فإنّ تجاهل علاج تليّن القرنيّة كما يجب تنجم عنه مجموعة من المُضاعفات، من أهمّها ما يأتي:[٥]

  • الإصابة بعدوى القرنيّة.
  • الإصابة بتمزّق أو ثقب في القرنيّة.
  • الإصابة بالعمى.


ما العلاقة بين تلين القرنية وجفاف الملتحمة؟

قد يُخطئ البعض بوصفه أنّ تليّن القرنيّة (Keratomalacia) هو نفسه جفاف المُلتحمة (Xerophthalmia)، إذ إنّهما مرضان مُنفصلان قد يتزامن وجود أحدهما مع الآخر في كثير من الأحيان، فتليّن القرنيّة تظهر أعراضه الأولى التي يشكو منها المُصابون بجفاف المُلتحمة، كما أنّ جفاف المُلتحمة يبدأ بجفاف غلافها أولًا، ليتطوّر بعد ذلك إلى جفافٍ في القرنيّة، وفي مراحله الأخيرة إن لم يُعالَج كما ينبغي قد يكون سببًا في الإصابة بتليّن القرنيّة كأحد المُضاعفات الناجمة عنه، وكلاهما ناجم عن نقصٍ في فيتامين (أ)، ويُعالجان بنفس الطرق العلاجيّة.[٣][٦]


المراجع

  1. ^ أ ب Megan Ware (11-1-2018), "Everything you need to know about vitamin A"، medicalnewstoday, Retrieved 14-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Keratomalacia", rarediseases, Retrieved 14-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Scott Frothingham (21-5-2018), "Keratomalacia"، healthline, Retrieved 14-6-2020. Edited.
  4. Franklin W. Lusby, David Zieve (28-8-2018), "Cloudy cornea"، medlineplus, Retrieved 14-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح Maulik P. Purohit (22-10-2018), "Keratomalacia"، dovemed, Retrieved 14-6-2020. Edited.
  6. Marjorie Hecht (29-9-2017), "Everything You Should Know About Xerophthalmia"، healthline, Retrieved 14-6-2020. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×