ما المقصود بجراحة إصلاح هبوط المستقيم؟

هبوط المستقيم

يحتوي الجهاز الهضمي في جسم الإنسان على مجموعة من الأعضاء المُختلفة، كلّ منها يقوم بوظيفته الخاصَّة للمساعدة في تمرير الطعام وهضمه، وامتصاص العناصر الغذائيَّة والماء، وتكوين الفضلات وطرحها خارج الجسم، وقبل إخراج البراز فإنَّه يُخزَّن في الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة المعروف باسم المستقيم، وفي حالات معيَّنة قد يُلاحظ البعض بروز جزء من المستقيم عبر فتحة الشرج، في حالة يُطلق عليها هبوط المستقيم (Rectal prolapse)، التي تحدث نتيجة ضعف العضلات في قاع الحوض.^[١]

يحدث هبوط المستقيم بتأثير مجموعة من العوامل، كالإصابة بالإمساك، أو الإسهال، أو المُشكلات التي تؤدي إلى كثرة السُّعال، أو الحمل، أو غيرها من العوامل الأخرى، ويعدّ هبوط المستقيم من الأمراض نادرة الحدوث، إذْ أشارت بعض الإحصائيات إلى أنَّه يُصيب ثلاثة أشخاص من أصل 100 ألف، مُعظمهم من النِّساء اللَّواتي تتجاوز أعمارهنّ 50 عامًا، وبالانتقال إلى الجانب العلاجي يجب الإشارة إلى أنَّ الخيار الجِراحي قد يكون مطروحًا في حالات معيَّنة لحلّ مشكلة هبوط المستقيم، وفي هذا المقال توضيح لأبرز الجوانب المُتعلّقة بهذه الجراحة.^[١]

ما المقصود بجراحة إصلاح هبوط المستقيم؟

يُقصد بها الجراحة التي يُجريها الطبيب بهدف علاج مُشكلة هبوط المستقيم عند المريض، وإعادة المستقيم إلى موقعه الطبيعي إلى الداخل، ونظرًا لتعدُّد طرق إجراء هذه الجراحة يختار الجرَّاح النوع المُناسب اعتمادًا على نوع هبوط المستقيم، والحالة الصحيَّة العامَّة للمريض.^[٢][٣]

ما أسباب إجراء جراحة إصلاح هبوط المستقيم؟

تُجرى جراحة إصلاح هبوط المستقيم لعلاج مُعظم حالات البالغين والأطفال الذين لا يظهر لديهم تحسُّن مع الوقت؛ وذلك لكفاءة هذه الجراحة في علاج المُشكلة لديهم، وفي الحقيقة يتعافي مُعظم الأطفال الرُّضَّع من هبوط المستقيم دون اللجوء إلى العلاج،^[٢] كما يلجأ الطبيب إلى جراحة إصلاح هبوط المستقيم في الحالات التي يُعاني فيها الفرد من أعراض مُزمنة مرافقة للحالة، مُتمثّلةً بانسداد الأمعاء، أو سلس البراز، وهو الحالة التي يصاحبها تسريب للبراز وعدم السيطرة على عمليَّة التبرز والإخراج.^[٣]

كيف يتم الاستعداد لجراحة إصلاح هبوط المستقيم؟

من المُمكن أنْ يوصَى المريض بعدد من النَّصائح قبل الخضوع للجراحة، في ما يأتي بعض منها:^[٣]

• التوقف عن تناول أنواع معيَّنة من الأدوية: اعتمادًا على نوع الجراحة، لذلك من الضروري إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي يتناولها المريض، بما فيها الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفات طبية والمكملات الغذائية.
• التنظيف بنوع خاصّ من الصابون: قد يستدعي الأمر استخدام نوع مُعين من الصابون المُعقِّم لتنظيف الجسم ومنطقة إجراء العملية على وجه الخصوص؛ للمساعدة على منع حدوث العدوى بعد الجراحة، الناتجة عن الجراثيم الموجودة على الجلد.
• إحضار كافّة الاحتياجات: بعد الجراحة يجب البقاء مدّة يوم أو أكثر في المستشفى، لذا يجدر بالمريض إحضار ملابس مريحة، والاحتياجات الشخصيَّة، كفرشاة الأسنان، وفرشاة تمشيط الشعر.
• التوقف عن التدخين: ذلك خلال المدّة التي تسبق الجراحة.^[٢]
• التعديلات الغذائية: بما في ذلك الحرص على تناول الأطعمة الغنيَّة بالألياف، وشرب ما لا يقل عن 6-8 أكواب من الماء يوميًّا.^[٢]
• إخبار الطبيب في حال الإصابة بالمرض قبل وقت الجراحة: كالإصابة بالإنفلونزا، أو الزكام، أو المشكلات البوليَّة، أو أيّ أمراض ومشكلات أخرى.^[٢]
• توصيات أخرى: تتضمّن ما يأتي:^[٢]
  • اتِّباع التعليمات حول الوقت الذي يجب فيه التوقُّف عن تناول الطعام أو الشراب قبل العمليَّة.
  • اتِّباع التعليمات أيضًا في ما يتعلّق باستخدام الحقنة الشرجيَّة أو المليَّنات إنْ طُلب ذلك.
  • تناول أيّ أدوية يصفها الطبيب قبل الجراحة.

ما الأمور المتوقعة لجراحة إصلاح هبوط المستقيم؟

توجد مجموعة من الأمور التي من المتوقَّع حدوثها سواءً خلال الجراحة أم بعد انتهائها، وفي ما يأتي توضيح لعدد منها:

خلال جراحة إصلاح هبوط المستقيم

يوجد العديد من الطرق الجراحيَّة التي يُمكن اتباعها لعلاج هبوط المستقيم، يعتمد الاختيار بينها على صحَّة المريض، وعمره، ومدى تدلّي المستقيم، ونتائج الاختبارات، وخبرة الجرَّاح في نوع معيَّن من الجراحات، وتعدّ الجراحة البطنيَّة والجراحة العجانيَّة (جراحة المستقيم) الأكثر شيوعًا بين جراحات إصلاح هبوط المستقيم، وفي ما يأتي توضيح لهذه الطرق:^[٤]

• طرق الإصلاح البطنيَّة (Abdominal repair approaches): تُجرى هذه الجراحة عادةً تحت تأثير التخدير العام، وهي الطريقة الأكثر استخدامًا للمرضى البالغين الذين لا يُعانون من المشكلات الصحيَّة، وفي أثناء الجراحة يُجري الطبيب شقًّا في عضلات البطن لإجراء الجراحة داخل تجويفه، ومن أشهر أنواع الجراحات البطنيَّة جراحة تثبيت المستقيم (Rectopexy)، وجراحة الاستئصال أو القطع (Resection) متبوعة بجراحة تثبيت المستقيم، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن إجراء جراحة تثبيت المستقيم باستخدام التنظير الداخلي.
• طرق الإصلاح العجانية (Perineal repair approaches) : تُجرى هذه الجراحة غالبًا لكبار السنّ من المرضى، والأشخاص الذين يُعانون من أمراض ومشكلات صحيَّة كثيرة، وفيها يُمكن استخدام حقنة التخدير التي تُعطى في منطقة فوق الجافية (Epidural) بدلًا من التخدير العام، وفي الحقيقة تضمّ هذه الجراحة طرقًا عِدة، أبرزها الجراحة التي يُزال فيها جزء المستقيم البارز من الشرج، مع خياطة الأجزاء الطرفيّة ببعضها، والجراحة التي تُزال فيها البطانة الداخليَّة للمستقيم الهابط، مع طيّ الطبقة الخارجية وخياطتها.

بعد جراحة إصلاح هبوط المستقيم

يُمضي المريض بعد الجراحة مدّةً قصيرةً في المستشفى، فيبدأ بشرب السوائل الصافية، والانتقال تدريجيًّا لتناول المأكولات الصلبة، وقد يوصي الطبيب بما يأتي:^[٣]

• استخدام ملينات المعدة، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، والإكثار من شرب السوائل، خلال الأسبوع الذي يلي الجراحة بهدف الوقاية من الإمساك والشدّ الزائد أثناء عملية الإخراج.
• الخضوع للعلاج الفيزيائي، فقد تستدعي حالة البعض اللجوء إلى العلاج الفيزيائي بهدف تعلُّم كيفيَّة استخدام عضلات أرضيَّة الحوض.

كم تستغرق مدة الشفاء من جراحة إصلاح هبوط المستقيم؟

يستعيد المريض كامل عافيته خلال 4-6 أسابيع تقريبًا اعتمادًا على صحّته العامة، وعمومًا يجب تجنُّب الإجهاد أو حمل الأشياء الثقيلة مدَّةً لا تقل عن 6 شهور بعد الجراحة، بينما تعتمد مدّة الإقامة في المستشفى على نوع الجراحة التي خضع لها المريض، فمثلًا قد تستغرق الإقامة في المستشفى مدَّة 5-8 أيام في حالة الجراحة البطنيَّة، بينما تكون المدّة قصيرةً في حال الخضوع لجراحة التنظير، أمَّا الجراحة العجانيَّة فهي قد تستدعي الإقامة مدة 2-3 أيام في المستشفى.^[٢][٥]

ما هي مخاطر جراحة إصلاح هبوط المستقيم؟

توجد مجموعة من المخاطر والمضاعفات التي من المُحتمل حدوثها في حال الخضوع لجراحة إصلاح هبوط المستقيم، منها ما يأتي:^[٢]

• الإصابة بالإمساك؛ وهو من المُشكلات الشائعة جدًّا، لكنْ قد يُعاني البعض من الإمساك قبل الجراحة أيضًا.
• الإصابة بالعدوى، ففي جراحة إصلاح هبوط المستقيم قد يتطلَّب الأمر إعادة وصل الأمعاء عند استئصال جزء من المستقيم أو القولون، ويحدث في حالات نادرة تسريب في منطقة الربط، بالإضافة إلى حدوث العدوى.
• الإصابة بهبوط المستقيم مرّةً أخرى بعد الخضوع للجراحة البطنيَّة أو الجراحة العِجانيَّة.
• زيادة تدهور حالة سلس البراز في بعض الحالات.
• تكوُّن الناسور أو الناصور (Fistula)، وهو اتِّصال غير طبيعي بين جزأين في الجسم، كاتصال المهبل والمستقيم معًا.^[٣]
• تضيُّق فتحة الشرج.^[٣]
• إلحاق الضرر بالتراكيب القريبة، كالأعضاء والأعصاب.^[٣]

أمَّا مخاطر التخدير والجراحة بصورة عامَّة فقد تتضمَّن ما يأتي:^[٢]

• حدوث النزيف، أو تكوُّن الخثرات الدمويَّة.
• التفاعل مع الأدوية، وحدوث مشكلات واضطرابات تنفسيَّة.

ماذا يحدث إن لم يتم علاج هبوط المستقيم؟

قد تزداد فرصة حدوث المضاعفات المختلفة في حال عدم الخضوع للجراحة وعلاج المشكلة، خاصّةً عند البالغين، منها ما يأتي:^[١]

• التدلي المختنق (Strangulated prolapse): هو الحالة التي تحدث نتيجة انحشار جزء من المستقيم وانقطاع تزويده بالدم، ممّا يسبب موت خلاياه.
• متلازمة قرحة المستقيم الانفرادية (Solitary rectal ulcer syndrome): فقد تتطوَّر القرحة في الغشاء المخاطي من المستقيم المتدلي إلى الخارج، وغالبًا ما تتطلب هذه الحالة العلاج الجراحي.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} Tom Seymour, "All you need to know about rectal prolapse"، medicalnewstoday, Retrieved 7-7-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ د ذ} "Rectal prolapse repair", medlineplus, Retrieved 7-7-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ} "Rectal prolapse surgery", mayoclinic, Retrieved 7-7-2020. Edited.
4. ↑ "Rectal Prolapse: Management and Treatment", clevelandclinic, Retrieved 7-7-2020. Edited.
5. ↑ "Rectal Prolapse: Outlook / Prognosis", clevelandclinic, Retrieved 7-7-2020. Edited.