ما المقصود بعدم تخلق المهبل

كتابة:
ما المقصود بعدم تخلق المهبل

ما المقصود بعدم تخلق المهبل؟

تُعدّ حالة عدم تخلق المهبل (Vaginal agenesis) تشوهًا نادرًا يحدث خلال مرحلة نمو وتطور الأعضاء التناسلية الأنثوية للجنين أثناء مرحلة الحمل، وتُعرف أيضًا بـ عدم التنسج المولري أو متلازمة ماير-روكتنسكي-كوستر–هاوزر (MRKH)، وتتمثّل بنمو غير كامل للمهبل، أو عدم وجوده بالكامل.

يُمكن أن تتسبّب هذه الحالة بالعديد من الأعراض والتشوهات الأخرى في الجهاز التناسلي أو البولي، وغالبًا ما يمكن اكتشافها خلال وقت الولادة نتيجة التشوهات الظاهرة في الأعضاء التناسلية للمولودة، إلّا أنّ بعض الحالات لا يمكن اكتشافها إلّا في سن البلوغ عندما لا تبدأ الدورة الشهرية لديها.[١][٢]


ما هي أعراض عدم تخلق المهبل؟

تختلف أعراض حالات عدم تخلق المهبل تبعًا لشدّة الحالة والتشوه الذي تُسببه، إذ قد لا تتسبب بأي أعراض، ولا تُتكشف إلّا في مرحلة بلوغ الأنثى، ويمكن توضيح أعراض عدم تخلق المهبل بما يأتي:[٢][٣]

  • المهبل الغائب، وهو عدم الوجود الكلي للمهبل، أو وجود قناة مهبلية غير مكتملة.
  • الرحم الغائب، وهو عدم الوجود الكلي للرحم وعنق الرحم.
  • تشوهات الكلى، أو عدم وجودها.
  • تشوهات العمود الفقري مثل؛ انحناء العمود الفقري.
  • فقدان السمع.
  • عدم بدء الدورة الشهرية، أو اضطرابات الدورة الشهرية التي تتمثّل بما يأتي:
    • انقطاع الحيض المؤلم، وتحدث هذه الحالة للفتيات اللاتي لديهن تشوهات في الرحم.
    • انقطاع الطمث غير المؤلم، وتحدث هذه الحالة للفتيات اللاتي ليس لديهن رحم، وليس لديهن دورة شهرية أبدًا.
    • التقلصات الشهرية، وآلام البطن التي غالبًا ما تحدث نتيجةً لتراكم تدفق الدورة الشهرية، الناجم عن الانسداد بسبب عدم وجود المهبل.


ما هي أسباب عدم تخلق المهبل؟

لا تزال الأسباب الكامنة وراء حدوث حالات عدم تخلق المهبل لدى بعض الإناث غير واضحة، إذ يعتقد العلماء ولأسباب غير واضحة أنه خلال العشرين أسبوعًا الأولى من فترة الحمل، لا تنمو الأنابيب المعروفة بقنوات مولر النمو الصحيح، وهي القنوات التي تنمو إحداها عادةً في الرحم والمهبل، بينما تنمو الأخرى في قناتي فالوب.[٤]


كيف يمكن تشخيص عدم تخلق المهبل؟

بناء على عمر الفتاة، يُشخّص طبيب الأطفال أو طبيب الأمراض النسائية الحالة بناءً على التاريخ المرضي للفتاة والفحوصات البدنية، إذ تختلف طرق التشخيص حسب العمر، وغالبًا ما تُشخص في سن الرضاعة، عند ملاحظة الوالدين عدم وجود مهبل أو فتحة شرجية للطفلة، بينما يمكن تشخيص الحالة في مرحلة الطفولة، أثناء الفحوصات الطبية لتشخيص مشكلات وأمراض الكلى.

أمّا في مرحلة البلوغ، فيمكن تشخيص الحالة عن طريق مجموعة من الفحوصات الطبية التي تُجرى بعد ملاحظة عدم بدء الدورة الشهرية لدى الفتاة، بالرغم من ظهور معظم علامات البلوغ؛ كنمو الثديين، وظهور شعر الإبط، وشعر العانة، وغالبًا ما تُجرى مجموعة من الفحوصات الطبية والمخبرية الإضافية، لتأكيد التشخيص، وتحديد العلاج المناسب للحالة، ومن ضمن هذه الفحوصات ما يأتي:[٥]

  • اختبارات الدم: إذ يمكن إجراء مجموعة من اختبارات الدم المتنوعة، بما في ذلك؛ اختبارات الكروموسومات، التي تفحص وجود أي تشوهات أو اختلالات كروموسومية لدى الفتاة، بالإضافة إلى فحوصات الدم التي تقيس مستويات الهرمونات المختلفة في الجسم التي غالبًا ما تُجرى لاستبعاد الحالات المرضية الأخرى.
  • اختبارات التصوير: كالتصوير بالموجات فوق الصوتية التي توضح وجود أو غياب الرحم، والمبايض، والكليتين، أو وجود تشوهات، كما يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يوفر صورًا مفصلة للقنوات التناسلية والكليتين.


كيف يمكن علاج عدم تخلق المهبل؟

غالبًا ما يبدأ علاج حالات عدم تخلق المهبل في نهايات مرحلة المراهقة أو بدايات فترة العشرين، ويمكن الانتظار بعد ذلك أيضًا، ولكن يمكن في بعض الحالات البدء بالعلاج في عمر أصغر، لا سيّما في حالات التشخيص المبكر للحالة، واستنادًا إلى شدّة الحالة تُحدّد الطريقة المناسبة للعلاج، إذ تتوفر العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن استخدامها لعلاج حالات عدم تخلق المهبل، من ضمنها:[٥][٦]

  • التوسع الذاتي: عادةً ما ينصح الأطباء باستخدام طريقة التوسّع الذاتي كخطوة أولى لحل المشكلة، إذ يمكن أن تُساعد هذه الطريقة في إنشاء مهبل دون جراحة، وتتضمّن هذه الطريقة استخدام قضيب طبي موسع للضغط على الجلد أو داخل المهبل، وغالبًا ما يُستخدم لمدّة 30 دقيقة إلى ساعتين في اليوم، وتجدر الإشارة إلى أنّ يتمدّد الجلد بسهولة أكبر بعد الاستحمام بماء دافئ، لذلك قد يكون هذا هو أفضل وقت لإجراء التوسع الذاتي، وبمرور الوقت، يتغير الموسع إلى موسعات أكبر لتوسيع المهبل بشكلٍ أفضل، ويمكن أن يستغرق العلاج بهذه الطريقة بضعة أشهر للحصول على النتائج الأفضل.
  • التوسع المهبلي من خلال الجماع: يمكن اتباع طريقة ممارسة الجماع المتكرر بعد الزواج كطريقة طبيعية لتوسيع المهبل، ولكن لم تُدرس هذه الطريقة جيدًا، وغالبا ما يحتاج الأمر للترطيب الاصطناعي، إذ يُعد النزيف وآلام الجماع من الآثار الجانبية المحتملة لهذه الطريقة، لا سيّما في البداية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء باتباع هذه الطريقة لمعالجة الحالة.
  • العمليات الجراحية: عادةً ما يُلجأ إلى الخيارات العلاجية لعلاج حالات عدم تخلق المهبل في حال فشل طريقة التوسع الذاتي في إحداث أي تغيير، وغالبًا ما يؤخر الأطباء العلاجات الجراحية لعمر متقدم للفتاة؛ ليتسنّى لها معرفة الطرق المناسبة للتعامل مع فترة ما بعد عملية التوسيع، وتتضمّن الخيارات الجراحية لعمليات توسيع المهبل ما يأتي:
    • استخدام الرقع الجلدية (إجراء McIndoe): يتضمّن هذا الإجراء استخدام أجزاء من الجلد الذي يُستأصل من الأرداف لإنشاء مهبل جديد، إذ يُجرى شق جراحي في المنطقة التي سيوجد فيها المهبل، وإدخال الرقع الجلدية لإنشاء البنية المهبلية، ووضع قالبًا خاصًا في القناة المُشكّلة حديثًا لمدّة أسبوع، وبعد ذلك، يُزال القالب، ويُبدأ باستخدام موسعات المهبل الطبية المشابهة للسدادة القطنية، وبعد مرور حوالي ثلاثة أشهر، يستخدم الموسع في الليل فقط، كما يُساعد الجماع باستخدام المرطبات الاصطناعية والتوسيع العرضي في الحفاظ على مهبل وظيفي.
    • إدخال جهاز طبي (إجراء Vecchietti): يتضمّن هذا الإجراء وضع جهازًا صغيرًا على شكل ثمرة الزيتون عند مدخل المهبل، وإيصاله بجهاز سحب منفصل يوضع في أسفل البطن، وتُزاد قوة السحب يوميًا، لسحب الجهاز تدريجيًا إلى الأمام لإنشاء مهبل جديد على مدار أسبوع، وبعد إزالة هذا الجهاز، ستخضع المريضة إلى إجراء توسيع ذاتي لضمان نتائج أفضل، وغالبًا ما تحتاج المرأة إلى استخدام المرطبات الاصطناعية أثناء الجماع.
    • استخدام جزء من القولون (رأب المهبل بالقولون): تتضمّن هذه العملية تحويل جزء من القولون إلى فتحة في منطقة الأعضاء التناسلية، لإنشاء مهبل جديد، وإعادة وصل الأجزاء المتبقية من القولون، ولا تحتاج المريضة بعد إجراء هذه العملية لاستخدام الموسع المهبلي يوميًا، ومن المرجح عدم الحاجة لاستخدام المرطب الاصطناعي للجماع.


المراجع

  1. "Vaginal Agenesis", luriechildrens, Retrieved 2020-8-5. Edited.
  2. ^ أ ب "Vaginal Agenesis", childrenshospital, Retrieved 2020-8-5. Edited.
  3. "What is Vaginal Agenesis?", urologyhealth, Retrieved 2020-8-5. Edited.
  4. "Vaginal agenesis", mayoclinic, Retrieved 2020-8-5. Edited.
  5. ^ أ ب "Vaginal agenesis", mayoclinic, Retrieved 2020-8-5. Edited.
  6. "Vaginal agenesis", middlesexhealth, Retrieved 2020-8-5. Edited.
2032 مشاهدة
للأعلى للسفل
×