ما المقصود بمتلازمة الاجترار؟

كتابة:
ما المقصود بمتلازمة الاجترار؟

متلازمة الاجترار

متلازمة الاجترار (rumination syndrome) أحد اضطرابات التغذية التي يُعيد فيه الشخص الطعام غير المهضوم من معدته إلى الفم مرارًا وتكرارًا، وبمجرد عودة الطعام إلى الفم قد يمضغه الشخص ويبتلعه مرة أخرى أو قد يبصقه، ويحدث هذا السلوك بعد كل وجبة ودون بذل مجهود، ويسبقه إحساس بالحاجة إلى التجشؤ، ولا يترافق عادةً مع الغثيان أو التقيؤ، ونظرًا لأنّ الطّعام المسترجع لا يأخذ الوقت الكافي ليمتزج بأحماض المعدة؛ فإنّ طعمه لا يبدو حامضًا أو مُرًا.[١]


أعراض متلازمة الاجترار

إنّ العارض الرئيس للإصابة بمتلازمة الاجترار إعادة الطعام غير المهضوم من المعدة إلى الفم، ويحدث ذلك بعد نصف ساعة إلى ساعتين من تناول الطعام، ويعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة كل يوم وبعد كل وجبة تقريبًا، وتتضمن الأعراض الأخرى التي قد يعانون منها ما يأتي:[٢]

وتبدو أعراض متلازمة الاجترار متشابهة عند كلٍّ من الأطفال والبالغين، لكنّ البالغين عادةً ما يبصقون الطعام المعاد من المعدة، أمّا الأطفال فقد يمضغونه ويعيدون بلعه.


هل تختلف متلازمة الاجترار عن الارتجاع المريئي المَعدي؟

نعم تختلف، ويُوضّح هذا الاختلاف في الآتي:[٢]

  • في حالة الارتجاع الحمضي تعود الأحماض المستخدمة لتكسير الطعام من المعدة إلى المريء، وقد يسبب ذلك شعورًا حارقًا في الصدر وطعمًا حامضًا في الحلق أو الفم.
  • في حالة الارتجاع الحمضي، قد يعود الطعام للفم في بعض الحالات، لكن يبدو طعمه حامضًا أو مرًّا، وهذا ليس الحال مع الأطعمة التي تعود إلى الفم عند الإصابة بمتلازمة الاجترار.
  • حدوث الارتجاع الحمضي في الليل غالبًا، خاصةً عند الأشخاص البالغين، إذ إنّ الاستلقاء يجعل من السهل عودة محتويات المعدة إلى المريء، أمّا متلازمة الاجترار فتحدث بعد وقت قصير من تناول الطعام.
  • عدم استجابة أعراض متلازمة الاجترار للأدوية المستخدمة لعلاج الارتجاع الحمضي أو الارتداد المعدي المريئي.


أسباب متلازمة الاجترار

إنّ السبب الدقيق لحدوث متلازمة الاجترار غير واضح، ويعتقد بعضهم أنّه سلوك غير مقصود، لكن من المحتمل تعلّم الإجراء الذي يجب فعله لإعادة الطعام إلى الفم، فمثلًا، قد يبدو الشخص المصاب بمتلازمة الاجترار لم يتعلّم كيفية إرخاء عضلات البطن، إذ إنّ انقباض عضلات الحجاب الحاجز قد تسبّب إعادة الطعام من المعدة إلى الفم، لكن توجد حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم هذا المتلازمة بصورة أفضل.

قد يصاب أي شخص بمتلازمة الاجترار، لكنّ الأطفال والرضع الذين يعانون من إعاقات ذهنية أكثر عرضة للإصابة، وتشير نتائج بعض المصادر إلى أنّ متلازمة الاجترار من المحتمل أن تؤثر في الإناث أكثر، لكن توجد حاجة إلى إجراء دراسات إضافية لتأكيد ذلك، وتوجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الشخص بمتلازمة الاجترار، لكنّ الدور الذي تلعبه هذه العوامل غير معروف، ويحتاج إلى المزيد من البحث، وتتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر متلازمة الاجترار عند كلٍّ من الأطفال والبالغين ما يأتي:[٢]

  • الإصابة بأمراض حادة.
  • الإصابة بأمراض عقلية.
  • الإصابة بالاضطرابات النفسية.
  • الخضوع لعملية جراحة كبرى.
  • المرور بتجربة قاسية.


تشخيص متلازمة الاجترار

حتى تُشخَّص متلازمة الاجترار يجب على الشخص أن يحقّق كلّ معايير الحالة الموضّحة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-V)، وهو دليل يستخدمه الأطباء النفسيون لتشخيص الحالات العقلية، وتتضمن هذه المعايير ما يأتي:[٣]

  • اجترار متكرر للطعام لمدة شهر على الأقل، ويُعيد الشخص مضغ هذا الطعام أو ابتلاعه أو بصقه، ويجب ألّا يترافق ذلك مع أيّ نوع من الغثيان أو التقيّؤ.
  • عدم وجود أي إصابة بمرض تجعل الشخص يُعيد طعامه، فعلى سبيل المثال، الشخص المصاب بحرقة شديدة في المعدة قد يعيد الطعام دون قصد.
  • عدم حدوث هذه المشكلة فقط بالتزامن مع معاناة الشخص من اضطراب آخر في التغذية؛ مثل: فقد الشهية العصبي أو الشره المرضي العصبي أو اضطراب الشراهة عند تناول الطعام أو اضطراب تناول الطعام المتجنّب.
  • حدوث الأعراض بالتزامن مع اضطراب عقلي آخر، إذ تبدو الأعراض شديدة لدرجة تستدعي الانتباه.


علاج مرضى متلازمة الاجترار

يعتمد علاج المرضى على استبعاد الحالات الأخرى التي قد تبدو سببًا في حدوثها وعمر المصاب وقدرته المعرفية، ويتضمن العلاج ما يأتي[٤]:

  • العلاج السلوكي، يُستخدم العلاج السلوكي العكسي للأشخاص المصابين بمتلازمة الاجترار الذين لا يعانون من إعاقات في النمو، وفيه يتعلم الشخص معرفة وقت حدوث الاجترار، وإجراء الشهيق والزفير باستخدام عضلات البطن خلال هذه الأوقات، إذ يساعد التنفس البطني في منع تقلصات البطن وحدوث الاجترار، ويُعدّ الارتجاع البيولوجي جزءًا من علاج متلازمة الارتجاع أو الاجترار، وخلاله يساعد التخيّل في تعلم مهارات التنفس البطني لمواجهة الاجترار، وفي حالة الرضع يركّز العلاج على العمل مع الوالدين أو مقدمي الرعاية لتغيير بيئة الرضيع وسلوكه.
  • الأدوية، إذا كان الاجترار المتكرر يلحق الضرر بالمريء توصف مثبطات مضخة البروتون؛ مثل: إيسوميبرازول (esomeprazole) أو أوميبرازول (omeprazole)، وهذه الأدوية تحمي بطانة المريء حتى يقلل العلاج السلوكي من تكرار حدوث الاجترار وشدته، وقد تتحسّن صحة بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة الاجترار عند العلاج بالأدوية التي تساعد في إرخاء المعدة في مرحلة ما بعد تناول الطعام.


مضاعفات متلازمة الاجترار

إنّ ترك متلازمة الاجترار دون علاج قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات عند الأطفال والرضع، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:[٥]

  • سوء التغذية.
  • انخفاض المقاومة العدوى والأمراض.
  • الفشل في النمو والتطور.
  • نقص الوزن.
  • أمراض في المعدة؛ مثل: القرحة.
  • الجفاف.
  • رائحة الفم الكريهة وتسوس الأسنان.
  • الالتهاب الرئوي الاستنشاقي ومشكلات أخرى الجهاز التنفسي تنتج من الطعام الذي يدخل إلى الرئتين.
  • الاختناق.
  • الموت.


المراجع

  1. "Rumination Syndrome", my.clevelandclinic.,9-8-2019، Retrieved 12-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Carly Vandergriendt (18-9-2018), "What Is Rumination Disorder?"، healthline, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  3. Susan Cowden, MS (6-2-2020), "Rumination Disorder Diagnosis and Treatment"، verywellmind, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  4. Mayo Clinic Staff (27-9-2018), "Rumination syndrome"، mayoclinic, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  5. Renee A. Alli, MD (9-9-2018), "Rumination Disorder in Infants and Children"، webmd, Retrieved 12-6-2020. Edited.
2921 مشاهدة
للأعلى للسفل
×