ما تأثير الأرز الأبيض على مريض السكري؟

كتابة:
ما تأثير الأرز الأبيض على مريض السكري؟

النظام الغذائي لمريض السكري

يوصي الطبيب في حال تشخيص الفرد بمرض السكري أو بمرحلة ما قبل السكري بالتوجه لأخصائي التغذية لوضع نظام غذائي صحّي بهدف التحكّم بالوزن، والسيطرة على مستوى السكر بالدم، والحدّ من خطر المضاعفات، فتناول الأطعمة الغنيّة بالسعرات الحراريّة والدهون عشوائيًّا، قد يسبب ارتفاع السكر بالدم الذي قد يُؤدي إلى مشكلات صحيّة خطيرة ومضاعفات على المدى الطويل في حال كان ارتفاع السكر في الدم دائمًا، ومن هذه المضاعفات؛ تضرر القلب والكلى والأعصاب.

يعتمد النظام الغذائي لمريض السكري على تناول ثلاث وجبات يوميًّا في أوقات ثابتة؛ إذ يساعد ذلك الجسم على استخدام الإنسولين المنتج منه أو المأخوذ من الأدوية بكفاءة أكثر.

خلال هضم الكربوهيدرات البسيطة والمعروفة بالسكر، وكذلك الكربوهيدرات المعقّدة والمعروفة بالنشا، تتكسر جميعها إلى غلوكوز في الدم مؤثرةً على مستواه الطبيعي، ومن هنا أتت الحاجة لحساب كمية الكربوهيدرات التي يمكن تناولها والالتزام بها، أو حساب المؤشر الغلايسمي للأطعمة لتحديد تأثيرها على مستوى السكر في الدم.[١]


ما تأثير الأرز الأبيض على مريض السكري؟

يعدّ الأرز مصدر غنيًا بالكربوهيدرات، كما أن مؤشره الغلايسيمي مرتفع، وقد أوضحنا سابقًا مدى تأثير هذا الأمر على الغلوكوز في الدم، إلّا أنّ ذلك لا يتطلب التوقف عن تناوله، إذ ينصح بتجنّب تناوله بكميّات كبيرة أو بتكرار كبير والاكتفاء بتناوله بكميات معتدلة، واختيار أنواع أقل غنى بالكربوهيدرات.[٢]

وقد نصحت المؤسسة الوطنية الأمريكيّة للسكري وأمراض الكلى والجهاز الهضمي الأفراد المصابين بالسكري بالحصول على نصف حاجتهم اليوميّة من الكربوهيدرات من الحبوب الكاملة، إذ تحتوي الحبوب الكاملة على كربوهيدرات معقّدة يحتاج تحطيمها لوقت طويل، مما يقلل خطر الارتفاع المفاجئ والكبير في سكر الدم.

يمكن تحديد الحاجة اليوميّة من الكربوهيدرات بمساعدة الطبيب اعتمادًا على الطول والوزن والأدوية المتناولة ومستوى النشاط البدني الذي يقوم به الفرد، وبعد تحديد الكميّة المسموح تناولها من الكربوهيدرات يمكن تحديد الكميّة التي يمكن تناولها من الأرز بعد معرفة محتواه من الكربوهيدرات، إذ يحتوي كل ثلث كوب من الأرز البنّي التقليدي المسلوق مثلًا على 15 غرام من الكربوهيدرات وكذلك الأمر بالنسبة للأرز الأبيض، إلّا أن الأرز البني يحتوي على كمية أكبر من الألياف والعناصر الغذائية.[٣]

تكمن أهميّة تحديد كميّة الكربوهيدرات المتناولة للمصاب بالسكري:

  • ضرورة تجنّب حدوث ارتفاع عالي مفاجئ بسكر الدم، إذ يزيد حدوث ذلك من احتمالية زيادة الأعراض سوءًا حتى إن كان الشخص ما زال بمرحلة ما قبل السكري ولم يشخّص بالإصابة به.
  • إنّ بعض المصابين بالسكري يأخذون جرعات من الإنسولين، محسوبة بدقّة بناءً على مقدار ما يتناولونه من كربوهيدرات.[٣]


ما الأنواع الصحية من الأرز لمريض السكري؟

فيما يأتي ذكر لأنواع الأرز ومحتواها من الكربوهيدرات والألياف:[٣]

  • يحتوي كل كوب من الأرز الأبيض ذو الحبّة الطويلة المطبوخ على 44.51 غرامًا من الكربوهيدرات و0.6 غرام من الألياف.
  • الأرز الأبيض ذو الحبة المتوسطّة فيحتوي الكوب منه على 53.18 غرامًا من الكربوهيدرات.
  • الأرز الأبيض ذو الحبة الصغيرة على 53.44 غرامًا من الكربوهيدرات أما محتواهما من الألياف فغير معروف.
  • الأرز البنّي فيحتوي كل كوب من الحبة الطويلة منه على 51.67 غرامًا من الكربوهيدرات و3.2 غرام من الألياف.
  • الأرز ذو الحبة المتوسطة على 45.84 غرامًا من الكربوهيدرات و3.5 غرام من الألياف.
  • يحتوي الكوب الواحد من الأرز البرّي على 35 غرامًا من الكربوهيدرات و3 غرامات من الألياف.

وبناءً على ما سبق فمن الأفضل للفرد المصاب بالسكري اختيار الأرز البنّي أو البرّي لاحتوائهما على كمية أعلى من الألياف مقارنة مع الأرز الأبيض، وهذا يتطلب وقت أكبر من الجسم لهضمهما، وبهذا ستتجنّب الارتفاع المفاجئ في سكر الدم.

كما يمتلك كل من الأرز البنّي والبرّي مؤشر غلايسيمي متوسط، ويتراوح بين 56 و69 على خلاف الأرز الأبيض ذو الحبة القصير الذي يصل مؤشره الغلايسيمي إلى 70 أو أكثر، وفي جميع الأحوال ينبغي على الفرد التحقق من الملصق على غلاف الأرز للتأكد من محتواه من الكربوهيدرات والألياف.[٣][٢]

يمكن طبخ الأرز بطريقة صحيّة للمصابين بالسكري بإضافة كوب ونصف من الماء لكل كوب من الأرز في قدر على النار، وتركه حتى يغلي دون تغطيته، يغطّى القدر ويترك الأرز ينضج على نار منخفضة لمدة ثلث ساعة، وتطفأ النار بعدها ويترك الأرز لمدة 10 دقائق على الأقل، يمكن إضافة البهارات والأعشاب والخضار والمكسرات كاللوز للأرز، كما يعدالكركم من الإضافات الجيّدة للمصابين بالسكري.[٣]


ما البدائل الصحية عن الأرز لمريض السكري؟

يمكن للأفراد المصابين بالسكري استبدال الأرز بأنواع أخرى من الحبوب للمساعدة بالسيطرة على مستويات السكر في الدم بقدر أكبر لامتلاكها مؤشر غلايسيمي قليل، تتضمن هذه الحبوب ما يأتي:[٢][٤]

  • الكينوا: تعدّ الكينوا بديلًا شائعًا للأرز ومحتواها من البروتين يفوقه ويصل إلى ضعفه، وبروتيناتها كاملة أي تمتلك جميع الأحماض الأمينة الضروريّة التي يحتاجها الجسم ويبلغ عددها 9، تطبخ الكينوا بنفس طريقة طبخ الأرز، إلّا أن كميّة الماء المضافة لها ضعف الكميّة المضافة للأرز.
  • القرنبيط المفروم: يمتاز القرنبيط بأنه قليل الكربوهيدرات مما يجعله بديلًا ممتازًا للأرز بالنسبة للمصابين بالسكري، ويمكن طهوه قليلًا مع كميّة بسيطة من الزيت على نار متوسّطة حتى يصبح طريًا أكثر ولونه بنّيًا فاتحًا.
  • الشعير: يحتوي الشعير على كميّة مطابقة من السعرات الحراريّة للأرز للحصّة الغذائية الواحدة، إلّا أن الشعير يحتوي على كميّة أكبر من الألياف وهذا ما يجعله بديلًا جيّدًا للأرز للمصابين بالسكري، يمكن طهو الشعير بوضع كمية منه في قدر وإضافة أربعة أضعافها من الماء وتركه يغلي ثم خفض الحرارة لدرجة متوسطة، وتركه حتّى ينضج ثم تصفيته من الماء الزائد.


المراجع

  1. "Diabetes diet: Create your healthy-eating plan", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-16. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Can Eating Rice Affect My Diabetes?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-16. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Can I eat rice if I have diabetes?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-16. Edited.
  4. "11 Healthy Alternatives to Rice", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-16. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×