محتويات
لعب الأطفال
قد يظن بعض الأهالي أنّ لعب الأطفال هو مجرّد إضاعة للوقت، غافلين أنّ له فوائد عديدة للدماغ والجسم، ويساهم في تنمية شخصية الطفل، ويساعد على النمو بصورة أسرع، وحسب تقرير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) فإنّ لعب الطفل مع آبائه أو أقرانه ضروري لتطوّر دماغه وجسده وبناء العلاقات الاجتماعية.
عند لعب الأطفال مع غيرهم تزدهر لديهم العديد من المهارات، تتمثّل بتنمية الذهن وتحسين المهارات الاجتماعية، كما يحسِّن اللعب قدرة الأطفال على التخطيط والتنظيم، والتحكّم بالعواطف، بالإضافة إلى ذلك يصبح الطفل قادرًا على تطوير اللغة، ويمتلك القدرة على حل المسائل الحسابية.
كما يعزِّز اللعب قدرة الطفل على التعامل مع الضغوطات المختلفة، ويحفّزه لجعله مستكشفًا ومبدعًا وسعيدًا، وفي الوقت الحالي لوحظَ أنّ الأطفال قبل دخولهم إلى المدرسة يقضون ما يقارب 4.5 ساعة يوميًا في مشاهدة التلفاز، الأمر الذي يتطلب اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحدّ منه وزيادة وقت اللعب.[١]
ما تأثير لعب الأطفال في النمو العاطفي؟
لعب الأطفال ليس إضاعةً للوقت كما يظنه البعض، فهو يطور الجانب العاطفي للطفل، فيزيد الثقة بالنفس لديه، وذلك من خلال مواجهة العديد من التحديات أثناء اللعب، فتخطّيه لهذه التحديات يزيد من ثقته بنفسه، كما يساعد على تطوّر قدرات الطفل الاجتماعية وقدرته على اللعب وحده دون آبائه.
يلعب الأطفال الصغار بواسطة التخيل، ويجعل هذا مشاعرهم العاطفية تتحفز أكثر، كما يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم بحرية أكبر دون أي قيود، إذ يساعد هذا النوع من اللعب الأطفال على اختبار مشاعر مختلفة، وهذا كله يساهم في أن تكون مشاعر الطفل أكثر استقرارًا وقوةً، وبعد نموه وتقدمه بالعمر أكثر يكون أكثر عفويّةً وفكاهةً.
بالإضافة إلى ذلك يساعد اللعب الأطفال الذين تعرضوا لحوداث معينة مسيئة على التخلُّص من المشاعر السلبية، كالأطفال الذين تعرضوا للخلافات العائلية، أو إساءة المعاملة، أو الحروب؛ إذ يسمح اللعب لهؤلاء الأطفال بإطلاق مشاعرهم والتعبير عن كل يدور في داخلهم بحُرّية.[٢]
ما تاثير لعب الأطفال في القدرات الحركية؟
كلما كانت عضلات الأطفال وعظامهم قويةً كانت الحركة لديهم أفضل، فالعظام والعضلات مسؤولة عن حركة الجسم، وكل ذلك يؤثر فيه النشاط البدني، سواء كان ذلك عن طريق اللعب أم غيره، إذ يجب على الأطفال قضاء مدة 60 دقيقةً بممارسة الأنشطة البدنية كاللعب، أو يمكن تقسيمها على فترتين 30 دقيقةً، أو أربع فترات كل منها مدة 15 دقيقةً، فتزداد قوة العظام عندما يزداد نشاط الطفل، مما يزيد القوّة والحِمل الواقع على العظام، كما يساعد النشاط البدني على بناء العضلات، بالإضافة إلى ذلك يساهم في تعزيز تدفُّق الدم عبر الجسم.[٣]
عندما يلعب الطفل يكون قادرًا أكثر على التحكّم بردود الفعل، بالإضافة إلى القدرة على التحكّم بالحركة، وتطوير المهارات الحركية الدقيقة، وزيادة مرونة الجسم، واكتساب مهارات التوازن، فمن الناحية الصحية عند اللعب تُبنى عضلات الجسم، وتصبح العظام أكثر كثافةً وقوّةً، كما تتحسّن وظائف القلب والرئة، ويساعد لعب الأطفال على الوقاية من الإصابة بالسمنة، ومرض السكري، وارتفاع الكوليسترول.[٢]
ما تأثير لعب الأطفال في النمو العقلي؟
اللعب ينمي العديد من قدرات الطفل، من أهمها قدرات الدماغ، فيساعد على زيادة التواصل بين خلايا الدماغ، خصوصًا في الفص الجبهي المسؤول عن التخطيط واتخاذ القرارات، إذ إنّ ما نسبته 75% من الدماغ ينمو بعد الولادة حتى أوائل عمر العشرينات، ويساعد زيادة التواصل بين خلايا الدماغ على أن تكون الطاقات الحركية كالمشي، والجري، والقفز، والتنسيق، والكتابة، والعمل اليدوي أفضل.
كما يحفز اللعب خيال الطفل وإبداعه، الأمر الذي يزيد من المهارات الإبداعية لديه عند البلوغ، فيساعده ذلك على ابتكار حلول جديدة، وإيجاد طرق مبتكرة أو حتى اختراع منتجات جديدة تسهِّل القيام بالعديد من الأمور، كما يساعد اللعب على تطوّر الانضباط الذاتي، وإدارة الوقت، والتخطيط والتنظيم، واتخاذ القرارات المناسبة؛ إذ يطوّر اللعب الوظائف التنفيذية في الدماغ.[٤]
المراجع
- ↑ "The Power of Play - How Fun and Games Help Children Thrive", healthychildren,2019-11-25، Retrieved 2020-6-24. Edited.
- ^ أ ب "Benefits of Play", voiceofplay, Retrieved 2020-6-26. Edited.
- ↑ Sarah Sleziak Johnson (2015-4-6), "Physical activity is important for a child’s growing body"، canr, Retrieved 2020-6-27. Edited.
- ↑ Marie Hartwell-Walker, Ed.D. (2020-4-12), "The Benefits of Play in Children"، psychcentral, Retrieved 2020-6-27. Edited.