ما حكم بلع البلغم

كتابة:
ما حكم بلع البلغم

حكم بلع البلغم

البلغم أو النخامة هو ما يخرج من حلق الإنسان من مخاطٍ بالسعال أو التنحنح، وقد تعدّدت أقوال الفقهاء في حكم ابتلاع البلغم؛ هل يفسد به الصيام أم لا على أقوالٍ، وفيما يأتي تفصيلها.[١]

  • مذهب الحنفية والمالكية ورواية عن الإمام أحمد

ذهبوا إلى أنّ البلغم أو النخامة الصاعدة من الباطن عن طريق السعال أو التنحنح -ما لم يكن كثيرًا كثرةً فاحشةً- لا يُفطر مطلقًا، ونصّ المالكية بقولهم: حتى وإن وصل البلغم إلى طرف اللسان فإنّه لا يُفطر.[١]

  • مذهب الشافعيّة

ذهب فقهاء الشافعية إلى التفصيل في حكم بلع البلغم؛ فقالوا: إذا اقتلع الشخص البلغم أو النخامة من الباطن ولفظها -أي لم يبتلعها- فلا بأس في ذلك على الأصح عندهم، وكذلك إذا خرج البلغم لوحده أو عن طريق السعال ولفظه الشخص فلا يُفطر، أمّا إذا بلعه بعد وصوله إلى ظاهر الفم فإنّه يُفطر.[١]

  • مذهب الحنابلة

ذهب فقهاء الحنابلة إلى حرمة بلع البلغم أو النخامة إذا كانت في فم الشخص، ويُفطر إذا بلعها بعد وصولها إلى الفم؛ لأنّها أشبه بالقيء.[١]

البلغم من حيث الطهارة والنجاسة

تعدّدت أقوال الفقهاء في طهارة البلغم، وبيانها آتيًا:[٢]

  • البلغم الصاعد من الصدر أو الحلق
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ البلغم أو النخامة طاهرة إذا نزلت من الرأس أو خرجت من الصدر أو خرجت من أقصى الحلق. 
  • البلغم الصاعد من المعدة

أمّا في حكم ما البلغم أو النخامة الصاعدة من المعدة؛ فذهب فقهاء الشافعية والقاضي أبو يوسف من فقهاء الحنفية إلى أنّها نجسةٌ وغير طاهرةٍ، وذهب فقهاء والمالكية، والحنابلة، وهو المذهب عند الحنفية إلى أنّها طاهرةٌ؛ وذلك لأنّها تُصنَع في البدن كما هو الحال في نخامة الصدر والرأس، ولأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج النخامة وهو في الصلاة ومسحها، ولذلك لا ينقض الوضوء بصعودها وإن خرجت من المعدة.

مبطلات الصوم

من الجدير بعد الحديث عن حكم بلع البلغم للصائم وأثرها على الصيام، التنبيه إلى مبطلات الصيام التي بيّنها الفقهاء، تنقسم مبطلات الصوم بحسب ما يترتب عليها من كفّارة إلى قسمين فيما يأتي بيانهما.

ما تجب فيه الكفارة والقضاء معًا

إنّ من مبطلات الصيام ما تُوجب الكفارة والقضاء، وهي:[٣]

  • الجماع: فإذا جامع المسلم زوجته أثناء الصيام، وهو ذاكرٌ لصيامه؛ فإن صيامه يبطل، وتلزمه كفارة.
  • الأكل أو الشرب عمدًا: فالأكل والشرب عمدًا في نهار رمضان يبطل الصيام، وتوّعت أقوال الفقهاء في لزوم الكفارة على من فعل ذلك أم القضاء فقط على النحو الآتي:[٣]
    • ذهب الحنفية والمالكية إلى وجوب القضاء والكفارة على من أكل وشرب عامدًا في نهار رمضان.
    • ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنّ من أكل أو شرب في نهار رمضان عامدًا يلزمه القضاء فقط دون كفارةٍ، وهو آثمٌ بانتهاكه حرمة الشهر.

ما يوجب القضاء دون الكفّارة

ذكر العلماء جملةً من الأمور التي تُفسد الصوم، ويلزم منها القضاء، وهي:[٤]

  • الحيض والنَّفاس: فالحيض و النَّفاس مُبطِل لصيام المرأة، وفي هذه الحالة يتوجّب عليها القضاء دون الكفارة.
  • تناول الأدوية عن طريق الفم: سواءً أكان ذلك على هيئة شرابٍ أو عن طريق الإبر المغذية.
  • إبطال نيَّة الصائم: فإنّ من مبطلات الصيام أن ينوي الصائم الإفطار في نهار رمضان حتى لو لم يُفطر في فعلًا.
  • التقيّؤ عمدًا: فإذا تعمَّد الصائم التقيؤ في نهار رمضان بطُل صيامه، ووجب عليه القضاء.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 65-66. بتصرّف.
  2. مجموعة المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 125-126. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "مذاهب العلماء فيمن أفطر متعمدا في نهار رمضان"، إسلام ويب، 10/8/2014، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2022. بتصرّف.
  4. "الأمور التي تبطل الصيام"، إسلام ويب، 16/4/2001، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2022. بتصرّف.
3701 مشاهدة
للأعلى للسفل
×