محتويات
سبب نزول سورة النصر
أنزلت هذه السورة على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في أوسط أيّام التشريق، فعرف من نزولها عليه، بأنّها الوداع، ثم قام في الناس، وخطب خطبة الوداع، وسبب نزولها أنّ الله أمر الرسول -صلى الله عليه وسلّم- بالتسبيح والاستغفار إذا ما رأى علامة النصر؛ وهي دخول الناس إلى الإسلام جماعات جماعات.[١]
متى نزلت سورة النصر؟
سورة مدنيّة نزلت في المدينة المنورة، بعد الهجرة إلى المدينة المنورة،[٢] وهي آخر سورة نزلت جميعًا.[٣]
المقصود بالفتح في سورة النصر
وردت عدّة تفسيرات في المقصود بالنصر المذكور في سورة النصر، ومن هذه التفسيرات ما ياتي:[٤]
- يقصد بالنصر الوارد في السورة الكريمة؛ غلبة الدين الاسلامي، وانتشاره في البلاد، وانتشار الفتوحات الإسلامية، وانتصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على العرب ومشركي قريش، ودخولهم في الإسلام أفواجًا، بعدما كان الدخول إلى الإسلام ياتي بصورة فردية وبطيئة.
- يقصد بالنصر الوارد في السورة الكريمة حسب قول ابن كثير؛ بأن المقصود بالفتح، هو فتح مكّة، وفي وجه دلالتهم لهذا التفسير ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا).[٥]
- يقصد بالنصر الوارد في السورة الكريمة حسب قول ابن عبّاس؛ بأن المقصود بالفتح هو أجل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، فإن السورة ما نزلت على رسول الله إلّا للاستعداد لذلك النصر بالتسبيح لله -تعالى- والاستغفار فهو التواب الغفور.
موضوعات سورة النصر
قال -تعالى-: (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً).[٦]
احتوت سورة النصر على الرغم من قلة عدد آياتها على عدد من المواضيع والأفكار الّتي يستفيد منها المرء المسلم في حياته، ومنها ما ياتي:[٧]
- يدرك المسلم بأن الطريق إلى سبيل الله -تعالى-، والدعوة له، غالبًا ما تبتدئ ضعيفة، وعدد الأنصار قليل، وغالبًا ما تنتهي بالنصر من الله -تعالى-، وزيادة الأنصار والأتباع، فيسعى قدر إمكانه على الثبات على ما هو عليه من المسير في طريق الدعوة والحق.
- يدرك المسلم بأن خير وسيلة لشكر الله -تعالى- على ما منحه إياه من النعم، والنصر والتأييد، يكون بالتسبيح، والاستغفار، وذكر الله عمومًا.
- يطبّق المسلم ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بعدما نزلت السورة الكريمة عليه، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا ينتقل من مكان لمكان ومن حال إلى حال إلّا ان يسبّح الله -تعالى-، ويكثر من ذكره -سبحانه تعالى-.
ملخص المقال: يتضّح مما سبق، بأن سورة النصر نزلت في أواخر حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فقد تنوّعت الأقوال في معنى النصر، الّذي به سمّيت السورة الكريمة، فمنهم من قال هو علامة انتهاء أجل رسول الله ، ومنهم من قال علامة انتشار الدين الإسلامي وفتح مكة، وازدياد أعداد الداخلين إلى الإسلام، بصورة غير معهودة.
المراجع
- ↑ مصطفى عدوي، سلسلة التفسير، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية، صفحة 271. بتصرّف.
- ↑ القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 229. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 6729-6731. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:2783، صحيح.
- ↑ سورة النصر، آية:1-3
- ↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية، صفحة 271-275. بتصرّف.