محتويات
عدد سور القرآن الكريم
نقل الزركشي اتّفاق أهل الحلّ والعقد على أنَّ عدد سور القرآن الكريم كما هي في المصحف العثماني: مئة وأربع عشرة سورة، تبدأ بسورة الفاتحة، وتنتهي بسورة النّاس، وذكر مجاهد أنَّ عددها: مئة وثلاث عشرة سورة في حال اعتُبرت سورة الأنفال وسورة التوبة سورةً واحدةً بسبب عدم ذكر البسملة بينهما،[١] لكنَّ هذا القول بعيد لأنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- سمّاهما باسمين مختلفين، والسبب في عدم الفصل بينهما بالبسملة أنَّ سورة براءة نزلت لتفضح المنافقين والمشركين، وتتوعّدهم بالعذاب الأليم يوم القيامة، وهذا ما ذهب إليه أكثر أهل العلم.[٢]
أقسام سور القرآن الكريم
تُعرّف السّورة القرآنية بأنَّها طائفةٌ معيّنةٌ من القرآن الكريم لها بداية ونهاية لا يمكن أن يجري عليهما تغيير، وهي وِحدةٌ مستقلة لها اسم مخصوص، تتناول موضوعاً معيّناً ترتكز عليه، ومنها السّور الطويلة والقصيرة،[٣] وتقسيم القرآن الكريم إلى سورٍ يُسهّل على النّاس حفظه، ويحملهم على دراسته، ويُشعرهم بأخذ قسط من أصول الدين، وأحكام الشريعة عند دراسة واحدة من سوره، وتقسّم سور القرآن الكريم إلى أربعة أقسام منها ما يأتي:[٤]
- السور الطوال: تشمل سبع سور هي: سورة البقرة -وهي أطول سور القرآن الكريم-، وسورة آل عمران، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الأنعام، وسورة الأعراف، أمَّا السورة السابعة، فقيل: هي سورة يونس، وقيل: هي سورة الأنفال وسورة براءة معاً لعدم الفصل بينهما بالبسملة.
- السور المئون: هي السّور التي يزيد عدد آياتها على مئة آية أو ما يقاربها.
- السور المثاني: هي التي تلي سور المئين في عدد الآيات، وسمّيت بذلك؛ لأنَّها تُثنّى في القراءة وتكرّر أكثر من السور الطوال والسور المئين.
- سور المفصّل: سُمّيت سور المفصّل بهذا الاسم لكثرة الفصل بينها بالبسملة، وتقسّم إلى ثلاثة أقسام:
- طوال المفصّل: تبدأ من سورة ق أو سورة الحجرات، وتنتهي عند سورة النبأ أو البروج.
- أوساط المفصّل: تبدأ من سورة النبأ أو البروج، وتنتهي عند سورة الضحى أو البيّنة.
- قصار المفصّل: تبدأ من سورة الضحى أو البيّنة إلى آخر القرآن الكريم.
عدد آيات القرآن الكريم
الآية هي عبارة عن مجموعةٍ من الحروف، وقد وردت في قوله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)،[٥][٦] والآية هي العلامة، وفي القرآن هي علامةٌ على انقطاع الكلام عن كلامٍ آخر،[٧] وقد أجمع العلماء على أنَّ عدد آيات القرآن الكريم هو ستة آلاف ومئتا (6200) آية، لكنَّهم اختلفوا في الزيادة على ذلك، فمنهم من لم يزد شيئاً، ومنهم من زاد ستّاً وثلاثين آية، ومنهم من زاد عشرين آية، ومنهم من زاد تسع عشرة آية، ومنهم من زاد سبع عشرة آية، ومنهم من زاد أربع عشرة آية، ومنهم من زاد أربع آيات، وغير ذلك، والسبب في الاختلاف في الزيادة هو أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بداية نزول الآيات كان يقف على رأس كل آية ليُعَلِّم أصحابه ذلك، لكن فيما بعد أصبح يصل آيتين ببعضهما البعض ليتمّ المعنى، فأشكل ذلك على من لم يكن يسمعه من قبل، ولذا يختلف العدد لأنَّهم كانوا يعدّون الآيتين آية واحدة.[٨]
وتختلف أعداد آيات القرآن الكريم باختلاف القرّاء، فلأهل المدينة المنورة عددان؛ الأول عن ابن القعقاع وشيبة، والثاني عن إسماعيل الأنصاري، وأمّا عدد أهل مكة فهو مأخوذٌ عن عبد الله بن كثير عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أُبيّ بن كعب، وعدد أهل الشام أخذوه عن عددٍ من الصحابة منهم أبو الدرداء، وأمّا عدد أهل البصرة فهو عن عاصم الجحدري، وعدد أهل الكوفة عن حمزة الزيات، والكسائي، وخلف بن هشام، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وبذلك نجد أنّ عدد الآيات يختلف عند البصريين عن الكوفيّين عن الشاميّين عن المدنيّين، والسبب -كما تقدم- الاختلاف في فواصل الآيات؛ أي رؤوس الآيات، ولمعرفتها طريقان هما:[٩]
- التوقيفي: هو ما ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّه وقف عليه دائماً أو وصله دائماً، وهذا لا خلاف فيه، لكنَّ الخلاف فيما وصله الرسول أحياناً ووقف عليه أحياناً أخرى، لأنَّ هذا الوقف أو الوصل له احتمالات مختلفة هي:
- أن يكون قد وقف لتعريف الفاصلة.
- أن يكون قد وقف ليعرّف الناس مواضع الوقف التام أو الوقف للاستراحة.
- أن يكون قد وصل لأنَّ هذه الآيات كان قد قرأها من قبل ويعرف من سمعه فواصلها، لكنَّه أتمّ في هذه المرة لتمام المعنى.
- أن يكون قد وصل وأتمَّ لعدم وجود فاصلة.
- القياسي: هو إلحاق آيات من القرآن الكريم غير منصوص على مواضع الفصل والوصل فيها بغيرها من الآيات المنصوص على مواضع الفصل والوصل فيها لأمرٍ يقتضي ذلك، وفي الأمر سعة؛ لأنَّ الوقف على كلمات القرآن الكريم جائز، وتحديد فواصل الآيات هو أمرٌ ليس فيه زيادة ولا نقصان من القرآن الكريم.
عدد كلمات القرآن الكريم
قام عددٌ من العلماء بعدّ كلمات القرآن الكريم، فتعدّدت آراؤهم في العدد بسبب الاختلاف في اعتبارات اللغة العربية من حيث أنّ الكلمات لها حقيقة ومجاز، ولفظ ورسم واعتبار، وكل ذلك جائز، وأشهر الأعداد كالآتي:[١٠]
- عدد كلمات القرآن الكريم هو: سبعة وسبعون ألفاً وتسعمئة وأربع وثلاثون (77934) كلمة.
- عدد كلمات القرآن الكريم هو: سبعة وسبعون ألفاً وأربعمئة وسبع وثلاثون (77437) كلمة.
- عدد كلمات القرآن الكريم هو: سبعة وسبعون ألفاً ومئتان وسبع وسبعون (77277) كلمة.
- عدد كلمات القرآن الكريم هو: سبعة وسبعون ألفاً وأربعمئة وتسع وثلاثون (77439) كلمة، وقيل غير ذلك.[١١]
عدد حروف القرآن الكريم
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ)،[١٢] ومن هنا عدَّ الناس حروف القرآن الكريم وذكروا أعداداً مختلفةً منها ما يأتي:[١٣]
- حروف القرآن الكريم ثلاثمئة وواحد وعشرون ألفاً، ومئتان وخمسون (321250) حرفاً، وهو ما ورد عن هشام بن عمار.
- حروف القرآن الكريم ثلاثمائة وثلاثة وعشرون ألفاً، وستمئة وواحد وسبعون (323671) حرفاً، وهو ما ورد عن عثمان بن عطاء عن أبيه.
- حروف القرآن الكريم ثلاثمئة وثلاثة وعشرون ألفاً، وخمسة عشر (323015) حرفاً، وهو ما ورد عن عطاء بن يسار.
- حروف القرآن الكريم ثلاثمئة وثلاثة وعشرون ألفاً، وستمئة وواحد وسبعون (323671) حرفاً، وهو ما ورد عن ابن عباس.
وقد رُوي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّه كان لا يعتبر الحروف في بدايات السور حروفاً، وإنّما كان يعتبرها كلمات، مثل: قوله -تعالى-: (كهيعص)،[١٤] وقوله: (الم)،[١٥] لأنَّ الحرف لا يمكن أن ينفرد وحده في السّورة، ولا يُسْكت عليه، وقد يُطلق الحرف على الكلمة والكلمة على الحرف من باب المجاز.[١٦]
المراجع
- ↑ فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن الكريم (الطبعة الأولى)، الرياض-المملكة العربية السعودية: مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 105. بتصرّف.
- ↑ محمد إسماعيل (1999)، دراسات في علوم القرآن (الطبعة الثانية)، دار المنار، صفحة 65. بتصرّف.
- ↑ عادل محمد، مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 93. بتصرّف.
- ↑ مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة الثالثة)، الكويت: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، صفحة 145-146. بتصرّف.
- ↑ سورة ص، آية: 29.
- ↑ القرافي (1995)، نفائس الأصول في شرح المحصول (الطبعة الأولى)، -: مكتبة نزار مصطفى الباز، صفحة 2459، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ عبدالله الجديع (2001)، المقدمات الأساسية في علوم القرآن (الطبعة الأولى)، ليدز-بريطانيا: مركز البحوث الإسلامية، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن الكريم (الطبعة الثانية عشر)، صفحة 116. بتصرّف.
- ↑ محمد أبو شهبة (2003)، المدخل لدراسة القرآن الكريم (الطبعة الثانية)، القاهرة: مكتبة السنة، صفحة 311-312. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم الأبياري، الموسوعة القرآنية، سجل العرب، صفحة 92، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 229، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2910، صحيح.
- ↑ إسماعيل الأصبهاني (1999)، الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة (الطبعة الثانية)، الرياض-المملكة العربية السعودية: دار الراية، صفحة 517، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية: 1.
- ↑ سورة البقرة، آية: 1.
- ↑ أحمد الأشموني (2002)، منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ومعه المقصد لتلخيص ما في المرشد (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 60. بتصرّف.