محتويات
ما هو الفقاع الشائع؟
يُعرَف المرض الفقاعي الشائع بأنه مرض مناعي ذاتي نادر الحدوث، يتمثّل بظهور تآكلات وفقاعات مؤلمة على الجلد والغشاء المخاطي في الجسم، وهي أكثر شيوعًا داخل الفم، وتوجد ثلاثة أنواع من الفقاع منتشرة في أرجاء العالم، وهي: الفقاع الشائع، والفقاع القرطاسي، وفقاع الأباعد الورمية، إلّا أن الفقاع الشائع أكثر هذه الأنواع انتشارًا؛ إذ يغطّي 70% من حالات الفقاع المنتشرة حول العالم.
يصيب الفقاع الشائع الأفراد من كلا الجنسين ومن مختلف الأعراق، إلّا أنه أكثر شيوعًا عند الأشخاص من العِرق الهندي واليهودي، وهذا يقود إلى وجود عوامل جينيّة لها دور في الإصابة به، كما يصيب الأفراد من مختلف الأعمار، إلّا أنه أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 30-60 عامًا.[١]
كيف يعالج الفقاع الشائع؟
يمكن للفرد المصاب بالفقاع الشائع اتباع عدّة تدابير منزليّة من شأنها تحسين صحّة الجلد والصحّة العامة للجسم، منها التقليل من التعرّض لأشعة الشمس؛ إذ يمكن للأشعة فوق البنفسجيّة أن تحفّز ظهور الفقاعات الجلديّة، بالإضافة إلى تجنّب بعض الأطعمة التي تحفّز ظهور الفقاعات في الفم، كالأطعمة الحارّة والساخنة، وتجنّب الأنشطة الجسديّة التي يمكن أن تؤذي الجلد، والحرص على غسل الجلد بلطف باستخدام صابون لطيف على البشرة وترطيب الجلد بعد ذلك، كما ينبغي للحفاظ على صحّة الجلد الالتزام بتعليمات الطبيب بشأن العناية بالجروح في حال الإصابة بها؛ لتجنّب ظهور الندب والعدوى، والالتزام بتعليمات طبيب الأسنان بشأن العناية بصحّة الفم في حال وجود الفقاع فيه.
أمّا بالنسبة للعلاجات الدوائيّة فيمكن أن يصف الطبيب دواءً أو أكثر تبعًا لنوع الفقاع وشدّته ووجود مشكلات صحيّة أخرى يعاني منها الفرد، إذ يتحسّن معظم الأفراد بالعلاجات الدوائيّة، رغم أن التحسّن قد يحتاج إلى مدّة طويلة تصل إلى سنوات، كما يمكن أن يحتاج البعض إلى تناول جرعات بسيطة منها طوال العمر؛ لمنع عودة العلامات والأعراض، تتضمن الأدوية التي يمكن أن يصف منها الطبيب ما يأتي:[٢]
- الستيرويدات القشريّة: يمكن أن تكون الكريمات بتركيبة الستيرويدات القشريّة كافيةً للسيطرة على الحالات البسيطة من الفقاع الشائع، إلّا أن العلاج بهذه الأدوية على شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم هو العلاج الأساسي للبعض، ومن الأمثلة على هذا النوع من العلاجات تركيبة البريدنيزون (Prednisone) ، ومن الأعراض الشائعة للاستخدام طويل الأمد للستيرويدات القشريّة أو لاستخدامها بجرعات عالية أيًّا كانت المدّة قرحة المعدة، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى، وهشاشة العظام، والإصابة بالسكري، وتغيّر توزيع الدهون في الجسم، ممّا يسبب زيادة تدوير الوجه ليصبح كالقمر، وينبغي التنويه إلى أنّه يُمنَع وقف العلاجات الستيرويديّة فجأةً، بل ينبغي التحدث مع الطبيب أولًا بهذا الشأن.
- الأدوية المثبّطة للمناعة: تساعد الأدوية المثبطة للمناعة مثل تركيبة السايكلوفوسفامايد (Cyclophosphamide) والمايكوفينوليت (Mycophenolate) والأزاثيوبرين (Azathioprine) في منع مهاجمة جهاز المناعة الذاتي للجسم للخلايا الصحيّة فيه، إلّا أن هذه الأدوية تزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
- أدوية أخرى: يمكن أن يقترح الطبيب استخدام أدوية أخرى، مثل: تركيبة الدابسون (Dapsone)، أو الريتوكزيماب (Rituximab)، أو الغلوبيولين المناعي المعطى عن طريق الوريد في حال لم تنجح الأدوية من الخط العلاجي الأول والمذكورة سابقًا في إعطاء النتائج المرجوّة.
- العلاج في المستشفى: يمكن أن يحتاج بعض الأفراد إلى العلاج في المستشفى، كالمصابين بالتقرحّات الشديدة أو التي فيها عدوى.
ما أعراض الفقاع الشائع؟
تتضمن الأعراض التي يمكن أن تظهر على الفرد المصاب بالفقاع الشائع ما يأتي:[٣]
- فقاعات مؤلمة تبدأ بالظهور في الفم أو مناطق الجلد.
- تكون الفقاعات قريبةً من سطح الجلد، تظهر وتختفي مع الوقت.
- خروج مادة سائلة أو حدوثتقشّر للجلد في مكان ظهور الفقاعات.
أسباب الإصابة بالفقاع الشائع
ينتج الجهاز المناعي للجسم في الوضع الطبيعي بروتينات تسمّى الأجسام المضادة، تهاجم هذه الأجسام طبيعيًّا الأجسام والمواد الغريبة التي تدخل إلى الجسم، كالفيروسات والبكتيريا، ويصاب الفرد بمرض الفقاع الشائع عندما ينتج جهاز المناعة لديه أجسامًا مضادّةً ضد البروتينات الموجودة في الأغشية المخاطيّة والجلد الصحّي لديه عن طريق الخطأ، وتكسّر هذه الأجسام المضادة الروابط الموجودة بين الخلايا ليتجمّع السائل بين طبقات الجلد وتظهر الفقاعات والتآكلات في الجلد، ولا يعرف السبب الدقيق وراء قيام جهاز المناعة الذاتي بهذا الأمر، إلّا أنه في حالات نادرة قد يصاحب ظهور الفقاع الجلدي استخدام أدوية محددة تتضمن الأدوية المنتمية إلى عائلة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)، والمستخدمة في السيطرة على ضغط الدم المرتفع، وكذلك دواء بتركيبة البينيسيللامين (Penicillamine) المستخدم في إزالة مواد محدّدة من الدم، إذ يعمل كعامل خالب (Chelating agent).
ينبغي التوضيح أنّ مرض الفقاع الشائع ليس مُعديًا ولا يمكن أن ينتقل من الشخص المصاب إلى أي شخص آخر، كما أنه ليس وراثيًّا؛ أي لا ينتقل من الأب والأم إلى أطفالهما علمًا بأنه كما ذُكِرَ سابقًا يوجد للعامل الجيني دور في زيادة احتمالية إصابة الفرد به، فإذا كان والدا الفرد أو أقاربه مصابين به فهذا يجعله أكثر عرضةً للإصابة.[٣]
طرق تشخيص مرض الفقاع الشائع
ليس من الشائع أن تدلّ الأعراض الظاهرة على الفرد المشابهة لأعراض الفقاع الشائع على الإصابة بهذا المرض، إلّا أنّه من الأفضل مراجعة الطبيب للتأكّد من هذه الأعراض، خاصّةً في حال كانت الفقاعات أو التقرحات الظاهرة على الجلد أو في الفم شديدةً أو دائمةً، وفي حال شكّ الطبيب العام بأن الأعراض ناتجة عن الإصابة بالفقاع الشائع يمكن أن يطلب من المصاب مراجعة اختصاصي الجلديّة لتشخيص الحالة وإعطاء العلاج المناسب، وتتضمن الأمور التي يمكن أن تُجرى عند الطبيب المختص ما يأتي:[٤][٥]
- أخذ السيرة المرضيّة للمصاب، ومن ذلك الأعراض التي يشكو منها، ووجود مشكلات صحيّة أخرى لديه.
- الفحص البدني لمشاهدة العلامات الظاهرة على الجسم وتفحّصها.
- أخذ عيّنات من الدم وفحصها.
- أخذ خزعة من الأنسجة لفحصها مخبريًّا.
المراجع
- ↑ "Pemphigus vulgaris", dermnetnz.org, Retrieved 2020-08-11. Edited.
- ↑ "Pemphigus", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-09. Edited.
- ^ أ ب "Pemphigus Vulgaris", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
- ↑ "Pemphigus vulgaris", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-09. Edited.
- ↑ "Pemphigus Vulgaris", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2020-08-09. Edited.