ما معنى حديث مرسل

كتابة:
ما معنى حديث مرسل

تعريف الحديث المُرسَل

هو ما رفعه التابعي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- سواء كان من كبار التابعين أو صغارهم، فلا نعرف عمن أخذ التابعيُ الحديثَ، هل أخذه من صحابي أو تابعي، أو عن ثقة أو غير ثقة، ولذلك فالحديث المرسل حديث ضعيف ولا يقبل.[١]

حُكم الحديث المرسل

للفقهاء والمحدثين اتجاهان في قبول الحديث المرسل، فيما يأتي بيان ذلك:

الحديث المرسل ضعيف لا يحتج به

قال الجمهور بعدم حجية الحديث المرسل؛ وذلك بسبب أنَّ سند الحديث المرسل منقطعٌ وغير متَّصل، فلا يوجد تواتر في رواة الحديث، ويسقط منهم حلقة أو أكثر لعدّة أسباب منها؛ أنَّهم لا يزامنون بعضهم بعضاً، أو قد ولا يعاصرون نفس الزمان، أو نفس المكان؛ فتنقطع وصلة السند بينهم.[٢]

اعتبار الحديث المرسل بشروط

ذهب الإمام الشافعي إلى اعتبار الحديث المرسل بشروط، فيما يأتي بيانها:[٣]

  • أن يكون الرواي من كبار التابعين: كعُبيد الله بن عدي بن الخيار وقيس بن أبي حازم وسعيد بن المسيب.
  • أن يكون للمرسل شاهد يعضده؛ من حديث أسنده الحُفَّاظ المؤتمنون، أو وافقه مرسِلٌ غيره ممن قُبِلَ العلم عنه.
  • أن يكون المرسِل لا يسمي في رواياته من هو مجهول أو مردود الرواية.
  • أن يكون أهل العلم قد أفتوا بمثل ما أرسل.

أشهر التَابعين في رواية الحديث المرسل

أشهر التابعين في رواية الأحاديث المرسلة هم:[٤]

  • عبيد الله بن عدي بن الخيار.
  • أبو أمامة بن سهل بن حنيف.
  • عبد الله بن عامر بن ربيعة.
  • سعيد بن المسيّب.
  • سالم بن عبد الله.
  • أبو سلمة بن عبد الرحمن.
  • القاسم بن محمد.
  • علقمة بن قيس.
  • مسروق بن الأجدع.
  • ابن سيرين.
  • سعيد بن جبير.

أمثلة على الحديث المرسل

من الأمثلة على الحديث المرسل ما يأتي:[٥]

  • روى مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أنَّ شدَّةَ الحرِّ من فيحِ جَهَنَّمَ فإذا اشتدَّ الحرَّ فأبرِدوا عنِ الصَّلاةِ)،[٦] وعطاء من التابعين.
  • روى يحيى عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أَكَلَ من هذِهِ الشَّجرةِ، فلا يقرَبْ مساجدَنا، يؤذينا بِريحِ الثُّومِ)،[٧] وسعيد بن المسيب من التابعين.
  • روى أبو داود حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، حدثنا كثير بن هشام، عن عمر بن سليم الباهلي، عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حصِّنوا أموالَكم بالزَّكاةِ وداووا مرضاكم بالصَّدقةِ واستقبلوا أمواجَ البلاءِ بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ)،[٨] فهنا سقط الصحابي، وكان الإسناد من الحسن البصري للرسول.[٩]

أشهر مصنفات الحديث المرسل

ومن أشهر المصنّفات في الحديث المرسل، ما يأتي ذلك:[١٠]

  • كتاب المراسيل لابن أبي حاتم.
  • كتاب المراسيل لأبي داود السجستاني.
  • جامع التحصيل في أحكام المراسيل العلائي.
  • كتاب التفصيل لمبهم المراسيل للخطيب البغدادي.

المراجع

  1. عبد الرحيم العراقي (1993)، فتح المغيث شرح ألفية الحديث (الطبعة 1)، بيروت لبنان:دار الكتب العلمية، صفحة 80. بتصرّف.
  2. نور الدين عتر، منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 371. بتصرّف.
  3. محمد الشافعي بتحقيق أحمد شاكر، الرسالة، صفحة 462-464. بتصرّف.
  4. حسن مظفر رزق، القول الفصل في العمل بالحديث المرسل، صفحة 39-40. بتصرّف.
  5. محمد أبو شهبة، الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، صفحة 281. بتصرّف.
  6. رواه ابن الملقن، في البدر المنير، عن عطاء بن يسار، الصفحة أو الرقم:220، مرسل وله عاضد.
  7. رواه ابن عبد البر، في التمهيد، عن سعيد بن المسيب، الصفحة أو الرقم:412، مرسل صحيح من طرق أخرى.
  8. رواه أبو داود، في مراسيا أبي داود، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم:105، مرسل.
  9. تحرير علوم الحديث، عبد الله الجديع، صفحة 926-927. بتصرّف.
  10. عبد الكريم الخضير، الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به، صفحة 406-407. بتصرّف.
4460 مشاهدة
للأعلى للسفل
×