ما معنى (صنوان وغير صنوان) في القرآن

كتابة:
ما معنى (صنوان وغير صنوان) في القرآن

معنى (صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ) في القرآن الكريم

وردت كلمة (صنوان) في القرآن الكريم ممرتين فقط مجتمعتين في الآية الرابعة من سورة الرعد، قال -تعالى-: (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).[١]

ومعنى صنوان؛ النخيل الخارج من أصل واحد، نخلتان أو أكثر في أصل واحد، وفيها هنا معنى للاجتماع، وغير صنوان أي النخيل المتفرق والخارج من عدة أصول ومنابت، وكل نخلة منبتها على حدى، وفيها معنى التفرق، وفيما يأتي تفصيل للمعنى.

معنى صنوان لغة

النظير والمثل والفسيلة المتفرعة مَعَ غَيرهَا من أصل شَجَرَة وَاحِدَة، وَالْأَخ الشَّقِيق يُقَال هُوَ صنو أَخِيه، وهما صنْوَان فَإِذا كَثُرُوا فهم صنْوَان، وَهِي صنوة،[٢]وإن القارئ لكتاب الله -عز وجل- يجد فيه كلمات عدة لكل منها معان عديدة ومن هذه الكلمات (صنوان) التي أصلها الاسم (صِنْوٌ) في صورة مثنى وجذرها (صنو) وتحليلها (صنو + ان) ومعناهما فيما يأتي:

  • صنوان: المجتمع في مكان واحد، الخارج من أصل واحد، الأخ الشقيق.
  • غير صنوان: المتفرق، الخارج من عدة منابت، غير قريب.

صنوان في كتب التفسير

وتفصيل ذلك فيما يأتي:

كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس -رَضِي الله عَنْهُمَا- قَالَ: "(صنْوَان) مُجْتَمع النخيل فِي أصل وَاحِد، (وَغير صنْوَان) قَالَ: النّخل المتفرق"، وأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن سعيد بن جُبَير -رَضِي الله عَنهُ- فِي قَوْله: (صنْوَان وَغير صنْوَان) مُجْتَمع النخيل وَغير مُجْتَمع.[٣]

كتاب التحرير والتنوير

وذكر ابن عاشور أيضاً في معنى صنوان: "وَالصِّنْوُ: النَّخْلَةُ الْمُجْتَمِعَةُ مَعَ نَخْلَةٍ أُخْرَى نَابِتَتَيْنِ فِي أَصْلٍ وَاحِدٍ أَوْ نَخَلَاتٌ. الْوَاحِدُ صِنْوٌ وَالْمُثَنَّى صِنْوَانِ بِدُونِ تَنْوِينٍ، وَالْجَمْعُ صِنْوَانٌ بِالتَّنْوِينِ جَمْعُ تَكْسِيرٍ".[٤]

صنو في السنة النبوية

عن عبدُ المطَّلِبِ بنُ ربيعةَ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ: (أن العباسَ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ، دخل على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُغْضَبًا وأنَا عنده، فقال: ما أَغْضَبَكَ؟ قال: يا رسولَ اللهِ ما لنا ولِقريشٍ إذا تَلَاقَوْا بينهم، تَلَاقَوْا بوجوهٍ مُبَشِّرَةٍ، وإذا لَقُونَا، لَقُونَا بغيرِ ذلك، قال: فغَضِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حتى احْمَرَّ وجهُه، ثم قال: والذي نفسي بيدِهِ، لا يَدْخُلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يُحِبَّكم للهِ ولرسولِهِ، ثم قال: يا أَيُّها الناسُ ! من آذى عَمِّي فقد آذاني، فإنما عَمُّ الرجلِ صِنْوُ أبيهِ).[٥]

المراجع

  1. سورة الرعد، آية:4
  2. مجموعة مألفين، المعجم الوسيط، صفحة 526. بتصرّف.
  3. جلال السيوطي، الدللدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 604. بتصرّف.
  4. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 87. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث ، الصفحة أو الرقم:3758، حسن صحيح.
5101 مشاهدة
للأعلى للسفل
×