محتويات
ما هو اضطراب التحويل؟
يشير اضطراب التحويل (Conversion disorder) إلى حالة تؤثر في وظيفة الجهاز العصبي، والتي تتمثل باختلال التواصل بين الدماغ والأعصاب الموزعة في الجسم؛ مما يؤدي إلى اضطرابات حركية كصعوبة تحريك الأطراف أو اضطرابات حسية في إحدى الحواس، ويُعرف هذا الاضطراب أيضًا باسم الاضطراب العصبي الوظيفي.[١]
ويُعد اضطراب التحويل حالةً نادرة؛ حيث يُعتقد أنّه يؤثر على 2- 5 أشخاص من بين كل 100,000 شخصٍ سنويًا، وبالرغم من أنه يصيب كافة الأعمار، إلا أنه أكثر شيوعًا خلال مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ.[١]
لماذا يحدث اضطراب التحويل؟
لم يتوصّل العلماء إلى السبب الدقيق وراء الإصابة باضطراب التحويل بعد، ولكن يُعتقَد بأنّ هذا الاضطراب يحدث كاستجابة من الدماغ للتعامل مع الضغط النفسي والأحداث العصيبة، أو قد يكون حالةً مصاحبة لبعض الاضطرابات العقلية الأخرى.[٢]
ويُعد اضطراب التحويل شائعًا لدى الأشخاص المصابين بالتوتر والإجهاد النفسي المزمن، أو الذين يصعب عليهم التعبير عن مشاعرهم؛ مما يؤدي إلى تجسيد هذا الإجهاد العاطفي في أعراض جسدية للتغلب على الصراع الداخلي في جسم المصاب؛ فمثلًا إن كان المصاب يقاوم رغبته في إيذاء شخص ما؛ فقد يتسبب اضطراب التحويل في إصابته بالشلل؛ ليستحيل عليه تنفيذ ذلك.[٣]
من هم الأشخاص الأكثر عرضةً لاضطراب التحويل؟
قد يزيد خطر الإصابة باضطراب التحويل لدى بعض الفئات، وهذا يشمل الآتي:[٤]
- الإناث؛ فهنّ أكثر عرضة لهذا الاضطراب مقارنةً بالرجال.
- أولئك الذين يعانون من الضغوطات النفسية المزمنة أو من سبق لهم التعرض لصدمة جسدية أو نفسية.
- المصابون بأمراض عصبية، مثل اضطراب حركي، أو الصرع أو الصداع النصفي.
- المصابون بأمراض نفسية مثل اضطراب الفِصام أو اضطراب القلق.
- تاريخ عائلي للإصابة باضطراب التحويل.
- ضحايا الاعتداء الجنسي، أو الجسدي أو الإهمال في مرحلة الطفولة.
هل اضطراب التحويل مرض وراثي؟
لا يُعتقد أن هناك جينًا واحدًا مسؤولًا عن الإصابة اضطراب التحويل، ولكن يُعتقد وجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا الاضطراب؛ خاصةً في الأقارب من الدرجة الأولى كالأم، يزيد من فرصة إصابة المرأة به بـ14 مرة مقارنةً بالنساء الأخريات، ومن المحتمل أن يزيد هذا الخطر بسبب العوامل البيئية وعوامل الخطر الأخرى.[٥]
كيف يمكن وصف أعراض اضطراب التحويل؟
تختلف أعراض اضطراب التحويل من حالة لأخرى، ولكن غالبًا ما تؤدّي إلى اضطرابٍ عصبي أو إعاقة تستدعي الاستشارة الطبية، كما من المحتمل أن تؤثر هذه الأعراض على وظائف الجسم الحركية، بالإضافة إلى تأثيرها على الحواس المختلفة،[٤] وفيما يأتي توضيح لذلك:
الأعراض التي تؤثر على حركة الجسم ووظيفته
قد تشمل هذه الأعراض الآتي:[٤]
- فقدان القدرة على التوازن.
- نوبات عدم الاستجابة.
- ضعف في حركة عضوٍ ما أو شلله.
- صعوبة البلع أو الإحساس بوجود كتلة في الحلق.
- نوبات ارتعاش وفقدان كامل للوعي (لا تُصنّف بأنها نوبات صرع).
- حركات غير طبيعية مثل الارتعاش أو صعوبة المشي.
الأعراض التي تؤثر على الحواس
قد تشمل العلامات والأعراض التي تؤثر على الحواس ما يأتي:[٤]
- مشكلات السمع أو فقدانه كاملًا.
- مشكلات في الكلام، مثل تداخل الكلام أو عدم القدرة على التحدث.
- اضطرابات في الرؤية، مثل العمى أو الرؤية المزدوجة.
- الشعور بخدران أو فقدان الإحساس باللمس.
كيف يُشخّص اضطراب التحويل؟
يُشخّص اضطراب التحويل من قبل فريق طبي مختص بطب الأعصاب والنفسية، وذلك بعد استبعاد الأسباب العصبية الأخرى التي تتشابه مع أعراض هذا الاضطراب، وتشمل المعايير اللازمة لتشخيص هذا الاضطراب الآتي:[٥]
- ظهور أحد أعراض الاضطراب العصبي الوظيفي.
- عدم وجود ما يُفسّر ظهور الأعراض.
- ضرورة التقييم الطبي؛ نظرًا لتأثير الأعراض على حياة المصاب.
كيف يُعالج اضطراب التحويل؟
يعتمد علاج اضطراب التحويل على حالة المريض بعد تقييمه سريريًا، وقد تتطلب بعض الحالات مجموعة من العلاجات، وفيما يأتي توضيحٌ لذلك:
- التعرف على اضطراب التحويل
قد يكون فهم طبيعة الاضطراب وأعراضه وإمكانية التعافي منه هو العلاج الأكثر فعالية لبعض المرضى.[٤]
- العلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي
يساعد هذان العلاجان على منع مضاعفات هذا الاضطراب، وتحسين الحركة الوظيفية للأعضاء المتأثرة، فإذا كان المريض يعاني من الشلل مثلًا؛ سيساعده العلاج الطبيعي على تحسين مدى حركته، بينما سيساعده العلاج الوظيفي على تحسين قدرته على استخدام العضو للأنشطة المختلفة.[٤]
- العلاج النطقي
يكون علاج النطق ضروريًا إذا تسبب اضطراب التحويل في مشكلات في النطق أو البلع لدى المصاب.[٤]
- تقنيات الإلهاء أو الحد من التوتر
ومن الأمثلة على تقنيات الحد من التوتر تمارين التنفس والتمارين الرياضية المختلفة، بينما تهدف تقنيات الإلهاء إلى تشتيت فكر المصاب؛ وذلك من خلال التحدّث إلى شخص ما، أو الاستماع إلى الموسيقى.[٤]
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
وتُساعد أساليب العلاج المعرفي السلوكي في تغيير طريقة استجابة المصاب للمواقف الحياتية المختلفة وجعلها أكثر فعالية، وقد يكون العلاج السلوكي المعرفي أكثر ملاءمة لمرضى اضطراب التحويل الذين يعانون من نوبات عصبية.[٤]
- علاج الحالات النفسية الأخرى
قد تؤدي بعض اضطرابات الصحة النفسية؛ كالاكتئاب والقلق إلى تفاقم أعراض اضطراب التحويل، وفي هذه الحالة قد يساعد علاج هذه الحالات جنبًا إلى جنب مع اضطراب التحويل في تسريع الشفاء.[٤]
ملخص المقال
يحدث اضطراب التحويل نتيجةً لوجود مشكلة عصبية تتمثل باختلال التواصل بين الدماغ والأعصاب؛ مما يؤدي إلى إصابة المريض بمشكلات حسية أو مشكلات حركية وظيفية، ولا يوجد سبب علمي واضح وراء حدوث هذا المرض، ولكن تزيد فرصة الإصابة به لدى أولئك الذين يعانون من مشكلات عصبية أو نفسية أخرى، كما يمكن علاج اضطراب التحويل بطرق مختلفة اعتمادًا على تقييم المريض.
المراجع
- ^ أ ب "Conversion Disorder in Adults", clevelandclinic, 10/4/2018, Retrieved 14/11/2021. Edited.
- ↑ "Conversion Disorder", Webmd.
- ↑ "Conversion Disorder", webmd, 25/2/2020, Retrieved 14/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Functional neurologic disorders/conversion disorder", mayoclinic, 25/10/2019, Retrieved 14/11/2021. Edited.
- ^ أ ب "Conversion disorder", rarediseases, 18/8/2017, Retrieved 14/11/2021. Edited.