ما هو الإنسان؟

كتابة:
ما هو الإنسان؟




تعريف الإنسان

يوجد العديد من التعريفات المختلفة للإنسان، بحسب المنهج أو العلم الذي يُنظر منه للإنسان، وفيما يأتي أبرز تعريفات الإنسان:


تعريف الإنسان لغوياً

تُشير كلمة الإنسان في اللغة إلى الكائن الحيّ المفكّر، كما تُجمع كلمة الإنسان على جمع أناسيّ وأُناس، وتؤنث في العاميّة على إنسانة، وقال البعض أنّ الإنسان من يتميّز عن باقي المخلوقات بسموّ خُلقه، وأول إنسان هو النبي آدم عليه السلام، ويتمتّع الإنسان بمجموعة من الحقوق والواجبات التي تنظّم علاقته بأخيه الإنسان، ويوجد العديد من الصفات التي تميّز الإنسان كمخلوق أنزله الله تعالى خليفة في الأرض لإعمارها.[١]


تعريف الإنسان في الفلسفة

تُشير الفلسفة عند تعريفها للإنسان إلى الطبيعة البشريّة المميّزة له، بحيث يوجد سمة مشتركة في الإنسان وهي وجود العقل لديه، وبذلك تم تكليفه بالخلافة وتحمّل مسؤولية إعمار الأرض، لذا يلاحظ أنّ علم الفلسفة يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بوجود العقل، ومع مرور الوقت ظهر علم الاجتماع، وعلم الفلسفة، وعلم السيّاسة، وذلك لتفسير طبيعة الحياة البشريّة التي يعيشها الإنسان على كوكب الأرض، من خلال الوقوف على الخصائص التي تشكّل طبع الإنسان وصفاته.[٢]


تعريف الإنسان في الفكر العربي

يوجد العديد من العلماء والأدباء العرب الذين تناولوا مفهوم الإنسان، ومنهم ابن خلدون، حيث أورد في كتابه المقدمة مفهوم الإنسان من النواحي الاجتماعية، وكيفية تكوّن المجتمعات البشريّة وتطوّرها، وعوامل تأسيسها وديمومتها من ناحية مجتمعيّة جماعيّة ككل غير فرديّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ نظرة الفكر العربيّ للإنسان في كونه خليفة الله في الأرض، الذي يجب عليه القيام بالواجب الموكل عليه وهو إعمار الأرض، كما استحث الفكر العربيّ الإنسان للنظر في الكون والتفكر فيه، أمّا من الناحية الحقوقيّة والواجبات المترتبة على الإنسان، فقد قام الفكر العربيّ بتناولها والاعتراف بها مثله مثل الفكر الغربيّ.[٣]


تعريف الإنسان في الفكر الغربي

يرتبط مفهوم الإنسان في الفكر الغربيّ بالحداثة الفكريّة، والتي تعني وجود العديد من الأفكار الحديثة تُجاه الإنسان، وبالتالي اختلاف النظرة للإنسان مع مرور الوقت، كما اقترن مفهوم الإنسان في الفكر الغربيّ أيضاً بالحقوق الواجب أن يتمتع بها، ونبذ كل مظاهر الظلم والاستبداد والتمييز التي قد يتعرّض لها الإنسان من أفراد المجتمعات بشكلٍ عام، كما يرى الفكر الغربي سعي الإنسان لتحقيق مصالحه الشخصية وصولاً لتحقيق المصالح المجتمعية المشتركة.[٤]


أصل الإنسان

سبق أن ذكرنا أنّ أول إنسان على وجه الكرة الأرضيّة هو النبي آدم عليه السلام، الذي خلقه الله -عز وجل- من تراب، وذلك كما ورد في الحديث النبوي الشريف عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله تبارك وتعالى: خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزْنُ، والخبيث والطيب"، وبالتالي خلق الله الإنسان الأول وهو آدم -عليه السلام- من تراب، ثمّ تتابعت سلالته بالتكاثر والتزاوج في الأرض، ومع مرور الوقت نمت المجتمعات الإنسانية، وانتشرت في أنحاء الكرة الأرضية، ولم يتم خلق الإنسان من أصول ناقصة، أو من أصل حيوان كالقرد كما تناولت نظرية التطوّر.[٥]


سبب تسمية الإنسان بهذا الاسم

ورد العديد من الآراء حول سبب تسمية الإنسان بهذا الاسم وهي كالآتي:[٦]

  • الرأي الأول

سمّي الإنسان بهذا الاسم؛ لأنّه عُهد إليه فنسي، وهو القصة المعروفة للنبي آدم في عدم الأكل من الشجرة، ولكنه نسيّ أي ترك الأمر.

  • الرأي الثاني

سميّ الإنسان بهذا الاسم؛ لأنّه يأنس بمن حوله، وهذا يدل على طبيعة الإنسان في كونه كائناً اجتماعيّاً، يحب الاختلاط بالآخرين وصعوبة عيشه منفرداً.


صفات الإنسان

يوجد العديد من صفات الإنسان المشتركة بين البشر بشكلٍ عام، وفيما يأتي أبرز صفات الإنسان الرئيسية وهي:[٧]

  • الانتماء

يغلب على الإنسان بشعوره بالانتماء الفطريّ تجاه مجموعة من الأفراد كالعائلة، أو الأماكن كوطن الإنسان ومكان معيشته، فهو يحب العلاقات الهادفة التي كونها مع الآخرين، ودامت لفترة طويلة.

  • الاجتماعية

تُعتبر صفة الاجتماعية من أبرز صفات الإنسان، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعيّ، ينزعج من عيشه منفرداً، ويميل إلى تكون علاقات اجتماعيّة قوية مع الآخرين ممن حوله.

  • الإبداع

يتشارك غالب البشر بوجود خيال واسع كجزء من أدمغتهم، الأمر الذي جعل الإنسان يفكر بأمور إبداعية، ويسعى إلى تطبيقها في حياته.

  • الفضول

يغلب على الإنسان في كونه كائناً فضولياً، يسعى إلى معرفة جميع ما حوله، ويساهم في عمل العديد من الاكتشافات التي تجيب عن كثير من التساؤلات الموجودة في داخله بدافع فضوله.

  • وجود الغاية والأهداف

يتميّز الإنسان بوجوب معرفته لأهدافه في الحياة وما الغاية من وجوده، بحيث يسعى دائماً إلى تطبيق الأمور التي تؤيد وجوده، وتحقق أهدافه التي يطمح لها.

المراجع

  1. "تعريف و معنى الإنسان في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2023. بتصرّف.
  2. "Human Nature", stanford, Retrieved 8/8/2023. Edited.
  3. "The Muqaddimah: Ibn Khaldūn’s philosophy of history", britannica, Retrieved 10/8/2023. Edited.
  4. MARSHALL SAHLINS, "THE WESTERN ILLUSION OF HUMAN NATURE", umich, Retrieved 10/8/2023. Edited.
  5. "نظرية دارون ومناقضتها للقرآن الكريم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/8/2023. بتصرّف.
  6. مجموعة علماء، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 268. بتصرّف.
  7. Ekua Hagan (9/12/2020), "The 10 Universal Human Traits", psychologytoday, Retrieved 9/8/2023. Edited.
5609 مشاهدة
للأعلى للسفل
×