محتويات
الاختلاج الحركي
الاختلاج الحركي (Ataxia) أو ما يُعرَف أيضًا باسم بالرنح اضطراب مرضي مُسبِّب لفقد السيطرة على الحركات العضلية الإرادية، ونقص التنسيق العضلي، والذي يؤثر في حركة العين، وكلام الشخص، وقدرة الشخص على البلع، والمشي، والتقاط الأشياء، وبشكل عام يؤثر الاختلاج الحركي في قدرة الشخص على التوازن، والتنسيق، والكلام، ويولد بعض الأشخاص وهم مصابون بالاختلاج الحركي، وقد يحدث نتيجة حالات مرضية. ومن الجدير بالذّكر أنّ الإصابة به ربما تبدأ فجأة، أو لعلّها تحدث تدريجيًا فتزداد حدة مع مرور الوقت أو تستقر، وهذا يعتمد بشكل جزئي على العامل المسبب.[١]
أعراض الاختلاج الحركي
يتسبب الاختلاج الحركي في ظهور الكثير من الأعراض، والتي تتضمن الآتي:[٢]
- اضطرابات في التنسيق وتوازن الجسم؛ كالمشي غير المستقر والسقوط المتكرر.
- مشكلات في المهمات الحركية الدقيقة؛ كالكتابة، والتقاط الأشياء الصغيرة، وتزرير الملابس.
- الكلام المبهم أو غير الواضح.
- اضطراب في حركات العين؛ فقد تبدو حركة العين أبطأ من الوضع الطبيعي، أو ربما يصاب الشخص بالرأرأة -حركة العين اللاإرادية-.
- الرجفان والتشنجات العضلية.
- صعوبة في تناول الطعام أو البلع.
أسباب الاختلاج الحركي
يحدث الاختلاج الحركي نتيجة تضرّر الخلايا العصبية المتحكمة بالتنسيق العضلي أو فقدها، والتي توجد في المخيخ، وهو جزء من الدّماغ مسؤول عن تنسيق العضلات، بالإضافة إلى دوره في تنسيق حركة العينين والبلع والكلام. وتتضمن أسباب الاختلاج الحركي الآتي:[٣]
- السكتة الدماغية: عندما ينقطع الإمداد الدّموي إلى الدّماغ أو ينخفض؛ فإنّ خلايا الدّماغ التي حُرمت من الأكسجين والدّم ستموت، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالاختلاج الحركي.
- أمراض المناعة الذّاتية: بما فيها التصلب المتعدد، والداء البطني، والساركويد.
- الشلل الدماغي: مجموعة من الاضطرابات التي تصيب مخّ الطفل في مراحل نموه الأولى، وقد يحدث ذلك قبل الولادة أو بعدها بوقت قصير، الأمر الذي يؤثر في قدرة الطفل على تنسيق حركات الجسم.
- العدوى: ومنها: العدوى الفيروسية تسبب مضاعفات تشمل: جدري الماء، وفيروس نقص المناعة البشري، ومرض اللايم، لكن غالبًا ما يتراجع تأثير هذا النوع من الاختلاج الحركي مع الوقت.
- ضربات الرأس: قد تتسبب ضربات الرأس في إلحاق الضرر بالدماغ والحبل الشوكي؛ وهذا يؤدي إلى الإصابة بالاختلاج الحركي.
- الأباعد الورمية: هي متلازمة نادرة الحدوث تحفّزها استجابة جهاز المناعة للورم السرطاني، وغالبًا ما يكون سرطان المبيض، أو سرطان الثدي، أو سرطان الرئة، أو سرطان الجهاز الليمفاوي، وقد يحدث الاختلاج الحركي قبل عدّة شهور أو سنوات من كشف الإصابة بالسرطان.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية: ربما تحدث الإصابة نتيجة الآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية؛ كالفينوباربيتال (Phenobarbital)، أو الأدوية المهدئة؛ كالبينزوديازبينات (Benzodiazepines)، وبعض أنواع العلاج الكيميائي.
- التسمم: بما فيه التسمم الكحولي، وتسمم العقاقير، وتسمم المعادن؛ كالتسمم الناتج من الرصاص والزئبق، وجميعا تسبب الإصابة بالاختلاج الحركي.
- اختلال الفيتامينات: قد يحدث الاختلاج الحركي نتيجة نقص مستويات الفيتامينات؛ كفيتامين هـ، وفيتامين ب12، والثيامين -ب1-، كما قد ينتج من التسمُّم بفيتامين ب6.
- أسباب أخرى: ومنها اضطرابات الغدة الدرقية، واضطرابات الدماغ الناتجة من إصابتها بالخراج، أو الأورام الحميدة، أو السرطانية.
ربما يصعب العثور على أسباب الاختلاج الحركي المتقطع الذي يصيب الأفراد البالغين، كما يتّخذ الاختلاج المتقطع عددًا من الأشكال، ومنها ضمور الأجهزة المتعدد -ضمور اضطرابي تقدّمي-.[٣]
أنواع الاختلاج الحركي
يُصنّف الأطباء الاختلاج الحركي بالاعتماد على المنطقة التي أصابها، وفي المجمل فإنّ أنواعها تتضمن الآتي:[٤]
- اختلاج المخيخ الحركي: يُعدّ المخيخ من أقسام الدماغ المهمة جدًا؛ لأنّه الجزء المسؤول عن توازن الجسم والتنسيق، ويحدث اختلاج المخيخ الحركي عندما تبدأ خلايا المخيخ بالتلف، وقد يؤثر في بعض الأحيان في الحبل الشوكي مسببًا ظهور الكثير من الأعراض، التي من أبرزها تغييرات في السلوك والشخصية، والصداع، والتعب والإرهاق، والدوخة، وارتعاش العضلات، والتلعثم. ويُعدّ هذا أكثر أنواع الاختلاج الحركي شيوعًا.
- الاختلاج الحركي الحسي: يصيب الرنح الأعصاب في الجهاز العصبي المحيطي أو الحبل الشوكي، وفيه يعاني المصاب من إحساس أقل في القدمين والساقين نتيجة تلف الأعصاب، كما أنّ الاختلاج الحسي لديه أعراض أقلّ فيما يخص تنسيق الجسم، لكن قد يعاني المصاب من صعوبة لمس الأنف بالأصبع عندما تبدو العينان مغلقتين، وعدم القدرة على الشعور بالاهتزازات، وصعوبة المشي في الضوء الخافت، والمشي بخطوة ثقيلة.
- الاختلاج الدّهليزي الحركي: يؤثر هذا النوع من الرنح في الجهاز الدهليزي، والذي يتكوّن من الأذن الداخلية وقنوات الأذن والتي تحتوي على السوائل، وتكمن أهمية الجهاز الدهليزي في أنّه يساعد الشخص في الحفاظ على التوازن والتوجيه المكاني عن طريق حركة الوجه، وعندما تفقد الأعصاب في الجهاز الدهليزي قدرتها على العمل بشكل طبيعي فإنّ ذلك يؤدي إلى الاستفراغ والغثيان، وعدم وضوح الرؤية، ومشكلات في الوقوف والجلوس، وصعوبة المشي خلال خطّ مستقيم.
علاج الاختلاج الحركي
لا يوجد علاج محدّد للمصابين بالاختلاج الحركي؛ إذ يتضمن التعامل مع هذا المرض التخلص من العامل المسبب، وفي ما يأتي الخيارات العلاجية بهدف السيطرة على الأعراض:[٣]
- إيقاف تناول الأدوية ذا نتج الاختلاج من تناول بعضها.
- زوال الرنح من تلقاء نفسه؛ ذلك عندما ينتج من عدوى فيروسية؛ كجدري الماء.
- العلاج بأجهزة التكيف: والتي تُستخدم عندما ينتج الرنج من الإصابة بالتصلب المتعدد أو الشلل الدماغي، وتتضمن أجهزة التكيف عصي المشي، أو المشايات، واستخدام أوانٍ خاصة للأكل، وأجهزة الاتصالات المساعدة في التحدث.
- العلاج الطبيعي: والذي يهدف إلى تناسق حركة الجسم وتعزيزها.
- العلاج المهني: يساعد العلاج المهني المصاب بالاختلاج الحركي على أداء مهمات حياته اليومية بشكل طبيعي؛ كإطعام نفسه.
- العلاج بالتخاطب: يهدف العلاج بالتخاطب إلى تحسين النطق ومساعدة الشخص المصاب في البلع.
مضاعفات الاختلاج الحركي
تختلف مضاعفات الاختلاج الحركي باختلاف تطوّر الأنواع المختلفة، وفي جميع الأحوال تتضمن مضاعفات هذه الحالة ما يأتي:[٥]
- صعوبة التنفس، وفي بعض الحالات حدوث الاختناق الذي يؤدي إلى الوفاة.
- عدم القدرة على التحرّك من الكرسي أو السرير، مما يؤدي إلى التقرحات، والعدوى، والتجلطات الدموية.
- الدوخة.
- التشنج.
- الإعياء.
- الرعشة.
- انخفاض مستوى ضغط الدّم، خاصّةً أثناء الوقوف أو الجلوس.
- اضطرابات في الأمعاء والمثانة.
- المشكلات الجنسية.
- الألم في الجسم.
المراجع
- ↑ Yvette Brazier (2019-6-12), "What is ataxia and what causes it?"، medicalnewstoday., Retrieved 2020-5-4. Edited.
- ↑ Jill Seladi-Schulman, Ph.D. (2020-1-15), "What Is Ataxia?"، healthline, Retrieved 2020-5-4. Edited.
- ^ أ ب ت staff mayo clinic (2018-3-8), "Ataxia"، mayoclinic., Retrieved 2020-5-4. Edited.
- ↑ Neil Lava, MD (2018-9-16), "Ataxia: What Are the Types?"، webmd, Retrieved 2020-5-4. Edited.
- ↑ staff hopkinsmedicine, "Ataxia"، hopkinsmedicine, Retrieved 2020-5-3. Edited.