ما هو التحدث أثناء النوم؟

كتابة:
ما هو التحدث أثناء النوم؟

ما هو التحدث أثناء النوم؟

التحدث أثناء النوم (Somniloquy) هو سلوك غير طبيعي يحدث أثناء النوم، وهو نوع من أنواع اضطرابات النوم، كما أنه أمر شائع للغاية، وعادةً لا يُعدّ مشكلةً طبيةً تحتاج إلى علاج؛ ففي معظم الحالات لا يكون أمرًا ضارًا، وفي العادة يتحدث الشخص خلال النوم لمدة لا تزيد عن 30 ثانيةً في المرة الواحدة، لكن بعض الأشخاص قد يتحدثون عدة مرات خلال الليل.

قد تكون الكلمات التي يطلقها الشخص خلال نومه واضحةً، وقد تكون مشوشةً وغير مفهومة، وعادةً ما يتحدث الشخص خلال النوم إلى نفسه، لكن في بعض الأحيان يبدو أنه يجري محادثات مع الأشخاص الآخرين، وقد يهمس أو يصرخ، وفي حال كان يُشارك الغرفة مع الآخرين فقد يسبب لهم الإزعاج ويؤثر في نومهم.

يعاني الكثير من الأشخاص من هذه الحالة؛ إذ إن نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-10 سنوات يجرون محادثات أثناء النوم، وقد يستمر ذلك لدى 5% من الأشخاص البالغين، ويعتقد الخبراء أن التحدث أثناء النوم قد ينتشر بين أفراء العائلة الواحدة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ المُصاب لا يتذكر أي شيء حول ما يقوله أثناء النوم.[١]


ما أسباب التحدث أثناء النوم؟

أن الاعتقاد الشائع بين الناس هو أنّ التحدث أثناء النوم لا يمكن أن يحدث إلا عندما يحلم النائم، ومع ذلك فإن الباحثين غير متأكدين من هذا، إذ إنه يمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحله، وقد ينتشر بين أفراد العائلة الواحدة، على الرغم من ذلك تُعدّ العوامل الخارجية ذات تأثير أقوى من الوراثة، وقد يرتبط مع الإصابة باضطرابات النوم الأخرى، وفي بعض الحالات النادرة قد يرتبط -بين البالغين- بنوبات الصرع أو اضطرابات الصحة العقلية، ومن العوامل التي قد تؤدي إلى التحدث أثناء النوم ما يأتي:[٢]

كما قد تُسبِّب الكوابيس التحدث أثناء النوم والمشي أحيانًا، ومن الجدير بالذكر أنَّها أكثر شيوعًا عند الأطفال منها عند البالغين.[٢]


ما هي مراحل التحدث أثناء النوم؟

يُقسم التحدث أثناء النوم إلى مراحل عدة، وهي:[٣]

  • المرحلتان الأولى والثانية: فيهما لا يدخل الشخص في نوم عميق، ويكون من السهل فهم كلامه، ويمكن للمتحدث في هاتين المرحلتين إجراء محادثات كاملة ذات معنى.
  • المرحلتان الثالية والرابعة: يكون الشخص الذي يتحدث خلال النوم في نوم أعمق في هاتين المرحلتين، وعادةً ما يكون من الصعب فهم كلامه، وقد يبدو مثل الأنين.

بالإضافة إلى ذلك يمكن تقسيمه أيضًا اعتمادًا على شدته على النحو الآتي:[٣]

  • التحدث الخفيف أثناء النوم: يتحدث الشخص أثناء النوم أقل من مرّة خلال الشهر.
  • التحدث المتوسط أثناء النوم: يتحدث الشخص مرةً واحدةً أثناء النوم خلال الأسبوع، لكن ليس كل ليلة، ولا يتداخل الحديث كثيرًا مع نوم الآخرين الموجودين في الغرفة.
  • التحدث الشديد أثناء النوم: يتحدث الفرد أثناء النوم كل ليلة، وقد يتعارض ذلك مع نوم الآخرين الموجودين في الغرفة.


هل يمكن علاج التحدث أثناء النوم؟

نادرًا ما يحتاج التحدث أثناء النوم إلى علاج، ومع ذلك إذا كان شديدًا فقد يكون علامةً على حدوث اضطراب في النوم أو حالة طبية تحتاج إلى علاج، لذلك إذا كان الشخص يعتقد أنّه علامة على وجود مشكلة خطيرة يجب عليه استشارة الطبيب، خاصةً في حال تكرار التحدث أثناء النوم ويتضمن الخوف الشديد، أو الصراخ، أو بعض السلوكيات العنيفة، ومن الضروري مراجعة الطبيب في حال استمرار الحالة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.[٢]

ولا يوجد علاج معروف للتحدث أثناء النوم، لكن قد يتمكن خبير النوم أو الطبيب المشرف على الحالة من مساعدة الشخص في السيطرة على حالته، كما يمكنه أن يساعده على التأكد من حصول الجسم على الراحة الكافية في الليل التي يحتاجها، وفي حال كان التحدث أثناء النوم يتسبب للشريك في الغرفة بالإزعاج ويؤثر في قدرته على النوم فقد تساعد بعض الإجراءات في حل المشكلة مثل:[٣]

  • النوم في أسرّة أو غرف مختلفة.
  • ارتداء الشريك سدادات أذن.
  • استخدام آلة الضوضاء البيضاء في الغرفة للتغطية على أي حديث.

كما لا توجد طريقة معروفة للتقليل من التحدث خلال النوم، إلا أن تجنب الإجهاد والحصول على قدرٍ كافٍ من النوم قد يجعل الشخص أقل عرضةً للتحدث خلاله، كما يمكن أن يساعد الاحتفاظ بمذكرات النوم في تحديد أنماطه، وهذا قد يساعد الطبيب على معرفة إذا ما كان سبب ذلك الإصابة باضطراب صحي كامن أم لا، لذلك يجب الاحتفاظ بمذكرات النوم لمدة أسبوعين، وفيها يجب تدوين أوقات النوم والاستيقاظ، والوقت الذي يظن فيه الشخص أنَّه دخل في النوم بعد تمدّده على السرير، بالإضافة إلى الأطعمة والمشروبات والأدوية المتناولة خلال اليوم، ومقدار التمارين الرياضية المُمارسة في اليوم وشدتها ونوعها إن وُجِدَت،[١] كما قد يساعد إجراء بعض التغيرات في نمط الحياة على التحكم بالتحدث أثناء النوم، منها ما يأتي:[٣]

  • تجنب المشروبات الكحولية.
  • تجنب تناول الوجبات الثقيلة قرب وقت النوم.
  • وضع جدول نوم منتظم والحفاظ على طقوس النوم.


هل يُعدّ التحدث أثناء النوم خطيرًا؟

عادةً لا يشكل التحدث أثناء النوم أي ضرر ولا يحمل أي مخاطر، وقد لا يكون له أي معنى على الإطلاق سوى أنه قد يسبب الإزعاج للأشخاص الذين ينامون في الغرفة نفسها، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون علامةً على وجود اضطراب في النوم أو حالة صحية أخرى، ومن ذلك توقف التنفس أثناء النوم والمشي، بالإضافة إلى الكوابيس.

في بعض الحالات النادرة قد يرتبط التحدث أثناء النوم ببعض الاضطرابات النفسية أو النوبات التشنجية الليلية، وفي هذه الحالات يعد التحدث أثناء النوم خطيرًا، كما قد يؤثر في القدرة على الحصول على نوم جيد، مما يجعل الشخص متعبًا أثناء النهار، ويفقد القدرة على التركيز.[٣][٢]


المراجع

  1. ^ أ ب Carol DerSarkissian (13-5-2019), "Talking in Your Sleep"، webmd., Retrieved 8-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Lana Barhum (9-1-2020), "An Overview of Sleep Talking"، verywellhealth, Retrieved 8-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Chaunie Brusie, RN, BSN (27-4-2017), "Everything You Should Know About Sleep Talking"، healthline, Retrieved 8-5-2020. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×