محتويات
الحيوان الأليف
أُطلِق هذا المصطلح على الحيوان الذي تنشأ بينه وبين الإنسان علاقة صداقة، إذ إنّ تربية هذه الحيوانات، كالكلب، أو القطّ، أو حتى الحصان، يدخل السرور إلى قَلب صاحبها الذي يحتفظ ويعتني بها، إلّا أنّ المثير في الأمر هو أنّ هذا السرور مُتبادَل؛ وذلك لأنّ الاعتناء بهذا الحيوان يُدخل السرور إلى قلبه أيضاً، وبهذا يمكن وَصْف هذه العلاقة بأنّها تكافُليّة؛ لما تعود به من فائدة على الطرفَين.[١]
إنّ اقتناء حيوانٍ أليف ليس مُقتصِراً على الوقت الراهن، بل هو أمرٌ قديم جدّاً، حيث ارتبطت بعض هذه الحيوانات، مثل: الكلب، والقطّ، بالحضارات القديمة، وأصبحت رموزاً فيها، كما هو الحال في الحضارة المصريّة، ومن الجدير بالذِّكر أنّ تاريخ عمليّة استئناس الحيوانات يتداخل مع عمليّة التدجين، ويُرَجَّح أنّ الكلب هو أوّل الحيوانات المُستأنَسة كحيوانٍ أليف؛ إذ لاحظ الإنسان أنّ الكلاب تتمتَّع برشاقةٍ، وسرعةٍ، وفكٍّ قوي؛ كما أنّه يمكن الاعتماد عليها في الصيد، وفي مقابل ذلك كلِّه، تحصل الكلاب على بقايا الطعام وبكُلفةٍ أقلّ، علماً بأنّ الكائنات الحيّة التي يتَّخذها الناس كحيواناتٍ أليفةٍ، مثل: القط، والكلب، والخيل، وغيرها تتعدَّد وتتنوَّع.[١]
الاستعداد لاقتناء حيوانٍ أليف
تحتاج الحيوانات الأليفة إلى رعايةٍ، واهتمام، وظروفٍ مناسبة، فلا يقتصر الأمر على جَلْب هذا الحيوان إلى المنزل فقط، بل يجب توفُّر مجموعة من العوامل التي تُؤخَذ بعين الاعتبار، منها:[٢]
- الوقت والجهد: يحتاج اقتناء الحيوان الأليف إلى اقتطاع جزءٍ من وقت وجُهد مالِكه، تماماً مثل باقي المسؤوليّات، وهذا الأمر ليس سهلاً تماماً؛ إذ يجب على المُربِّي أن يبذلَ الجُهد، ويعطي الاهتمام، وعلى سبيل المثال، فإنّ الكلاب تحتاج إلى رعايةٍ مُستمِرّةٍ؛ إذ يجب أَخْذ الكلب في نزهةٍ ثلاث مرّاتٍ يوميّاً، كما يجب إطعام الجِراءِ من مرَّتين إلى أربع مرّاتٍ في اليوم، وذلك حسب سنّها، إضافة إلى أنّ الكلاب تكون بحاجةٍ إلى اللعب، الأمر الذي قد ينتجُ عنه إتلاف بعض مُقتنَيات المنزل، ومن ناحية أخرى، فإنّ هذا الأمر يُعَدّ أسهل لدى القِططِ، و الطيور؛ فهي لا تحتاج وقتاً ولا جهداً كبيراً كالكلاب، إضافة إلى أنّ القطط تحتاج من وجبة إلى ثلاث وجباتٍ في اليوم، أمّا الهُريرات، ف،ّها تحتاج نحو ثلاث إلى أربع وجبات في اليوم، علماً بأنّه لا بُدّ من المحافظة على نظافة الرمل الذي تقضي القطّة حاجتها فيه، وتغييره بشكل يوميّ، ومن الجدير بالذِّكر أنّه لا بُدّ من الانتباه على أن لا تخرج القطط المنزليّة خارج المنزل؛ وذلك لتكون في مأمن من الأمراض، والأخطار الخارجيّة، كحوادث السيارات، أمّا فيما يتعلّق بالطيور، فإنّها تحتاج إلى توفير المياه العَذْبة لها، وتنظيف القفص الخاصّ بها، والتنويع في أشكال الطعام الذي يتمّ تقديمه إليها، مثل: حبوب الطيور المختلفة، والفواكه، والخضار، ناهيك عن أنّ هناك بعض الأنواع التي تُفِّضل قضاء بعض الوقت خارج القفص، مثل طائر ببغاء الكوكاتيل (بالإنجليزيّة: Cockatiels).
- القدرة الماليّة: قد يكون الحيوان الأليف نفسه غير باهظ الثمن، إلّا أنّ اقتناء حيوانٍ أليف من سلالة ثمينة، إضافة إلى الاحتياجات التي تتطلَّبها العناية به، لن يكون أمراً مجّانيّاً، وذلك ابتداءً من ثمن هذا الحيوان، مروراً بالطعام، والمُستلزَمات التي يحتاجها، فعلى سبيل المثال، تُعتَبَر الكلاب في المجتمع الأمريكيّ الأكثر كُلفةً، تليها القطط، ثمّ الأرانب، ثمّ الثدييات الصغيرة، ثمّ الطيور.
- مُتوسّط العُمر لدى الحيوان: هناك كثير من الناس ممّن لا يأخذون بعين الاعتبار متوسّط عُمر الحيوان الذي يريد تملُّكه؛ فالكلب، أو القطّ، قد يصل عُمره إلى نحو ٢٠ سنة، وهذا المتوسّط الطويل قد يتسبَّب في العديد من الأمراض له، ممّا يتطلَّب نفقات، ومُستلزَمات مُتزايِدة مع الوقت؛ لذلك لا بُدّ للشخص من أن يضع في عين الاعتبار المدّة التي يمكن أن يعيشها هذا الحيوان الأليف، وقدرته على تحمُّل وجود حيوانه الأليف، واتّباع استراتيجيّة مناسبة لرعايته، بالإضافة إلى اختيار حيوانات أليفة ذات مُتطلَّبات أقلّ.
- المسؤوليات المُترتِّبة على المُربِّي: يجب على الشخص أن ينظر في المسؤوليّات المُلقاة على كاهله، وأن يبحث في ملاءمة الظروف لإحضار حيوانٍ أليف، والاهتمام بالبحث عن إجابات للعديد من الأسئلة، مثل: هل يُؤثِّر وجود حيوانٍ أليف على الأطفال؟ ما حَجم فناء المنزل؟ كما يمكن بالطبع استشارة الخبراء، والرجوع إلى المراجع، والكُتُب، والشبكة العنكبوتيّة؛ للحصول على المعلومات التي يريدها، وللتوصُّل إلى فَهْم أفضل حول خصائص الحيوانات المختلفة، وبالتالي المقدرة على اختيار الحيوان المناسب، والسُلالة المُلائمة.
فوائد اقتناء حيوان أليف
إنّ وجود حيوان أليف يعود بالنَّفع على مالكه، إذ إنّ هناك بعض الإيجابيات المتعلِّقة بهذا الأمر، منها:[٣]
- الحفاظ على اللياقة البدنيّة: تحتاج الحيوانات الأليفة إلى نشاطاتٍ مُنتظَمةٍ، يكون المُربِّي شريكاً فيها في كثيرٍ من الأحيان، فإذا كان الكلب هو الخيار، فإنّ المُربّي مُضطرٌ إلى أَخْذه في نزهة، وفي دراسة حديثة تبيَّن أنّ 36% من مالكي هذه الحيوانات قد نَقَص وَزْنهم بالفعل.
- التأثير إيجابيّاً في الحياة الاجتماعيّة: فالنزهة مع الكلاب في الأرجاء مثلاً، هي فرصة مناسبة للالتقاء بصديقٍ ما، أو التعرُّف إلى أشخاصٍ جُدد قد يشتركون في الاهتمامات الموجودة لدينا نفسها.
- تعليم الأطفال بعض القِيَم: وجود الحيوانات الأليفة لدى الأطفال يُكسِبهم حِسَّ المسؤوليّة، وذلك من خلال العناية، وتقديم الرعاية اللازمة لها، وإطعامها في الوقت ذاته بحيث يستمتعون لدى إنجازهم مثل هذا الأمر.
سلبيّات اقتناء حيوانٍ أليف
يُعتبَر الجانب الصحّي من أهمّ الجوانب التي يجب على الإنسان مراعاتها عند اقتنائه للحيوانات الأليفة؛ إذ يرى كثيرٌ من الخبراء والأطبّاء البيطريّين أنّ هناك العديد من المخاطر التي قد يتشاركها الحيوان الأليف مع صاحبه، مثل: القوباء الحلقيّة (بالإنجليزيّة: Ringworm)، والديدان الخطافيّة (بالإنجليزيّة: Hookworms)، والجيارديا (بالإنجليزيّة: Giardia)، والسالمونيلّا (بالإنجليزيّة: Salmonella)، والديدان الشريطيّة (بالإنجليزيّة: Tapeworms)، والطاعون الدمّلي (بالإنجليزيّة: Bubonic Plague)، وداء المُقوّسات (بالإنجليزيّة: Toxoplasmosis)؛ لذلك لا بُدّ من أَخْذ الحيطة والحذر لدى جَلب أيّ حيوان منها، والعناية به، ومتابعة حالته الصحّية مع الطبيب البيطريّ بانتظام، مع مُراعاة غَسل اليدين بعد مداعبته أو ملامسته باستمرار.[٤]
حيوانات يمكن اقتناؤها في المنزل
- القِطط: تُعتبَر القطط من أكثر الحيوانات الأليفة المُفضَّلة لدى مالكيها، حيث نشأت رابطة صداقة مُميَّزة بين القطط، والإنسان، علماً بأنّ البشر كانوا قد استأنسوا القطّ منذ نحو ما يزيد عن أربعة آلاف سنة، كما أنّ القطط كانت محلّ تقديرٍ؛ وذلك بسبب إمكانيّاتها الكبيرة في الصيد، أمّا اليوم، فإنّ سلوكها اللطيف والمُحبَّب، بالإضافة إلى الرابطة الناشئة بين القطط والإنسان؛ جعلاها حيواناً مُفضَّلاً لدى الكثيرين، وهناك العديد من سُلالات القطط المُتنوِّعة، منها ما يزيد عن 48 سُلالة في أُستراليا وحدها، ومن الجدير بالذِّكر أنّ القطّة تتميَّز بقدرتها على الصيد بمهارة، إضافة إلى نشاطها، وسلوكها المُحبَّب، وهناك مجموعة من الحقائق المُمتعة التي تتميَّز بها القطط، ومنها:
- تمتلك القطط ثلاثين سنّاً يتميَّز معظمها بالحِدّة.
- تمتلك القطط طبقةً عاكسةً في عيونها تُسمَّى بالإنجليزيّة (Tapetum Iucidum)، وهي تساعدها على الرؤية بشكلٍ أفضل في الضوء الخافت، أكثر من البشر بنحو ستّ مرّات.
- تمتلك القطط ٣٢ عضلة في آذانها؛ ممّا يساعدها على السمع بشكلٍ أفضل.
- تساعد آذان القطط على حفظ توازُنها، و تصحيح نفسها عند السقوط.
- تحكُّ القطط جسمها بالجدران والبشر؛ لنَقْل الرائحة من غُدد موجودة في جسمها إلى هذه الأجسام؛ وذلك بهدف التواصُل.
- الكلاب: تُعتَبَر الكلاب صديقةً مُفضَّلةً لدى كثيرٍ من الناس؛ لما تتمتَّع به من صفات، ويعتقد البعض أنّ أوّل ظهورٍ للذئاب المُدَجَّنة كان قَبل خمس عشرة ألف سنةٍ في الشرق الأوسط، إلّا أنّ دراسةً لعَظم كلبٍ سيبيريٍّ، بيَّنت أنّ عُمره يصل إلى ٣٥ ألف سنةٍ، وأنّ عُمر عمليّة التدجين يتراوح بين ٢٧ ألف إلى ٤٠ ألف سنة.[٥]
ويعتقد العلماء أنّه قد تمّ تدجين الذئابِ الرماديّةِ في مكانٍ ما غرب أوراسيا، وأنّ الذئاب بشكلٍ عام قد جُذِبَت إلى مُعسكراتِ الإنسان حيث بقايا الطعام، بل إنّ بعضها قد بدأ السفر مع البشر المُتجوِّلين، ممّا أحدث نوعاً من الانتقاء الطبيعيّ، ومع مرور الوقت أصبحت هذه الكائنات حيوانات أليفة يتَملَّكُها البشر على النحو الذي نراه الآن.[٥]
- الأرانب: بدأ الإنسان بتربية الأرانب منذ العصور الوُسطى، وبالتحديد في قارَّتَي أوروبا، وأفريقيا، حيث تتميَّز الأرانب بأذنين وساقين طويلتين، وفراء كثيفة، أمّا فيما يتعلّق بالأسباب التي تجعلها حيواناً أليفاً مثاليّاً لدى لاأطفال، فيتمثّل بكونها ذات حيويّة ونشاط لدى وجود الناس حولها، كما أنّها لا تُصدرُ ضجيجاً عالياً أبداً، إضافة إلى أنّه يمكن تعليمها مُمارَسة بعض الألعاب، واستخدام صندوق الفضلات.[٦]
المراجع
- ^ أ ب Editing team, "Pets"، Britannica, Retrieved 8-6-2018.
- ↑ Shahreen Abedin, "Are you ready to get a pet? "، Webmd, Retrieved 8-6-2018. Edited.
- ↑ Editing team (12-2-2016), "Five benefits for opening a pet."، Telegraph newspaper , Retrieved 8-6-2018. Edited.
- ↑ Leah Zerbe (30-5-2013), "11 Diseases You Can Get From Your Pet"، www.prevention.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
- ^ أ ب LINDSEY JACOBSON (26-8-2016), "The history of dogs as pets."، And News, Retrieved 8-6-2018. Edited.
- ↑ "Rabbits", Pet rabbit care, Retrieved 8-6-2018. Edited.