الفنون النثرية
يُعرف النثر بأنه كلام مُرسَل ذو معنى، وإن النثر الأدبي المكتوب باللغة العربيّة يُدعى النثر العربي، كما يعدّ النثر من "الكتابة غير الملتزمة بأية هياكل رسمية خاصة"، فهو لا يخضع للسجع وغير مقيد بقافية، ويستخدم أسلوب الأنشاء والحوار، على عكس "الشعر" الذي يستخدم الإيجاز، سيتم لاحقًا في هذا المقال التحدث عن أهم الفنون النثرية وهو الخطاب، لمعرفة ما هو الخطاب، وذكر الفرق بين الخطبة والمحاضرة وأهمية الخطاب.[١]
ما هو الخطاب
لمعرفة ما هو الخطاب يجب معرفة معنى مصطلح الخطاب أولًا، الخطاب في اللغة من الفعل الثلاثي خَطَبَ، أي تحدث للملأ وتكلم أمام مجموعة من الناس، والخطبة في اللغة هي الرسالة المقروءة التي تكون غايتها الإقناع، والخطيب هو القائم بعملية إلقاء الخطبة، فتكون مهمة الخطيب إقناع الناس بفكرة معينة أو رأي واستمالتهم والتأثير فيهم، الخطابة فن رائع من الفنون الأدبية التي تتأثر بها الناس للوقت الحالي، أما فيما يأتي فشرح ما هو الخطاب وتأثيره وشروطه.[٢]
للخطابة أثر في تشكيل الكثير من الحوادث التاريخية، فعند تحرك الجماهير نحو هدف عظيم أو معركة كبرى إثر خطبة من الخطب الرنَّانة المُلهمة فإنها تشحذ الهمم في القلوب، كالخطب التي تسبق الحملات العسكرية والمعارك الحربية، يتحدث التاريخ عن زعماء وأعلام امتلكوا ناصية الخطابة مثل "نيرون" و"موسوليني"؛ لأنهم كانوا على دراية بمعنى ما هو الخطاب، حيث كانت قدراتهم فطرية؛ صقلتها بيئتهم المحيطة واطلاعهم، فالخطبة قائمة على اطلاع الخطيب وثقافته وارتجاله في المواقف الحاسمة.[٣]
من طبيعة الخطاب الأدبي، ومن شروطه الأدبية: جعل أي شيء مألوف يبدو وكأنه غير مألوف، وتلك الأفعال التي تتجه لخرق المألوف هي التي تخلق الغرابة وتغلف العمل الأدبي بهالة من السحر، ويتميز الخطاب الأدبي بكونه شفافًا يستوقف الأنسان ولا يمكّنه من عبوره أو اختراقه، فيعدّ بمثابة حاجز من بلور عليه نقوش وصور وألوان، فلا تستطيع أشعة البصر أن تتجاوزه.[٤]
الفرق بين الخطبة والمحاضرة
المحاضرة هي القصد لحقيقة علمية أو نظريةٍ تلم بأطرافها، وتظهر ماهو غامض فيها، وتزيل لبسها، فتعتمد بذلك على الحقائق لا على الخيالات، وتخاطب العقل لا العاطفة، وبموضوعاتها تستهدف العلم، لا الإثارة، وتخص المثقفين في أغلب الأحيان، بعكس الخطابة التي قد يكون المستمع على علم بموضوعها قبل التحدث فيه، تعتمد على الإثارة والإقناع، يخاطب الخطيب جميع عواطف الناس وشعورهم بأسلوب لبق ومقنع وتخص كل الشخص المثقف وغيره من الأشخاص.[٢]
إن الخطابة بالنسبة للمحاضرة قد يجتمعان وقد يفترقان في المعنى أو الموضوع بشكل عام، وإن المحاضرة تكون موضوعاتها دائمًا وأبدًا علمية، دنيوية كانت أو دينية، أما الخطاب فتكون موضوعاته معلومةً بالفعل، فإن جميع المستمعين للخطبة يعلمون إيجابيات وسلبيات الخطبة مسبقًا.[٢]
أهمية الخطاب
عندما يكون الخطاب متكاملَ الأطراف، ويكون الخطيب على دراية تامة وثقافة عالية، يكون للخطاب أهمية كبيرة، عدا عن وجود سبب أهم وهو أن الجمهور لا يشاهد التلفاز أو يستمع إلى الراديو بل يتلقى الدروس أو الخطب مباشرًة من الخطيب، وتكمن أهمية الخطاب فيما يأتي:[٢]
- يثير الحماس لدى الأشخاص لإقناعهم.
- يحث الناس على كل عمل يعود بالمنفعة لهم.
- يقنع كل مستمع بالمسائل المهمة.
- تنفير الأشخاص من كل عمل سيئ.
- الثقافة والتعليم.
- بناء علاقات جديدة.
- يكون فرص للاتصال مع الناس.
- تعلم خبرة جديدة يحتاج لها الشخص في أغلب الأعمال.
- تعليم الفرص المؤدية للنجاح.