محتويات
معنى الخلق لغةً واصطلاحاً
الخلق لغة
الأخلاق جمع خلق، والخُلُق -بضمِّ اللام هو السجيّة، والمروءة، والدين، قال الرَّاغب: "والخَلْقُ والخُلْقُ في الأصل واحد... لكن خص الخَلْق بالهيئات والأشكال والصور المدركة بالبصر، وخص الخُلْق بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة".[١]
الخلق اصطلاحاً
هو هيئة النفس التي تصدر عنها الأفعال والأقوال بيسر وسهولة، ويكون الخلق حسن؛ عندما تصدر من الشخص أفعال وأقوال محمودة، ويكون الخلق سيئ؛ عنما تصدر أقوال وأفعال سيئة، أو أفعالاً مذمومة وعندها يكون الخلق سيئاً، ويرى الإسلام أنّ الأخلاق هي عبارة عن الأسس والقواعد التي يحدّدها الوحي وتقوم بتنظّيم السلوم الإنساني، وتحقيق الهدف من وجود الإنسان في الحياة.[٢]
أهمية الأخلاق وأثرها في المجتمع
- تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة
يسعد الإنسان في حياته بقدر طاعته لله والتزامه بأوامره، إذ إنّ التزام المسلم بالأخلاق الإسلامية كفيلة بتحقيق قدر كبير من السعادة والراحة، كما أنّ الأخلاق ليست مجرّد سلوك؛ بل هي عبادة يُؤجر عليها الفرد، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إن أحبَّكم إليَّ، وأقربَكم مني في الآخرة مجلسًا، أحاسنُكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرة أسوَؤُكم أخلاقًا، الثَّرثارون المُتفَيْهِقون المُتشدِّقون).[٣][٤]
- سبب في دخول الجنة
عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أنا زعيمٌ ببيت في ربَضِ أطراف الجنَّةِ لِمَن ترَك المِراءَ وإن كان محقًّا، وببيتٍ في وسَط الجنة لِمَن ترَك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنَّة لمن حسُن خلُقه).[٥]
- تقوية الروابط بين الناس
حيث إنّ الأخلاق الحسنة تعمل على تقوية العلاقات بين الأفراد، وتزيد الألفة والمحبة بينهم، وتُنهي العداوة بين الناس، قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).[٦][٧]
- انتشار الراحة والطمأنينة في المجتمع
إذ أنّ حسن الخلق يبعث الطمأنينة في المجتمع، وكلما انتشرت الأخلاق في المجتمع؛ انتشر الأمن والخير بين أفراده، وكلما غابت الأخلاق عن المجتمع؛ انتشر الشرّ، والحقد، والقتل من أجل المادة والشهوات، وهذا بدوره يُسبّب التعاسة والشقاء.
وسائل اكتساب الخُلق
يجب على المسلم أن يبحث عن الوسائل المناسبة التي تساعده على اكتساب أخلاق حسنة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (العِلمُ بالتَّعلُّمِ، والحِلمُ بالتَّحَلُّمِ، ومن يتَحَرَّ الخيرَ يُعطَه، ومن يَتَوَقَّ الشرَّ يُوَقَّه)،[٨] وفيما يأتي ذكر الوسائل التي تُعينه:[٩]
- التوسّع في أحكام المعاملات والأخلاق، والتدبّر في آيات القرآن الكريم، وقراءة السيرة النبوية.
- أن يدعو المسلم لنفسه بالصلاح والهداية، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهمَّ اهدني لأحسنِ الأعمالِ وأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنتَ وقِني سَيِّئَ الأعمالِ وسَيِّئَ الأخلاقِ لا يقِي سيئَها إلا أنتَ).[١٠]
- من أكثر الطرق التي تساعد أيضاً على تحسين الأخلاق؛ هي محاسبة النفس وردعها عند فعل أي أمر قبيح.
- مجالسة الصحبة الصالحة المُعينة على الخير.
المراجع
- ↑ "ماهو الأخلاق"، الدرر السنية.
- ↑ "مفهوم الأخلاق في الإسلام"، إسلام ويب.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو ثعلبة الخشني، الصفحة أو الرقم:2662، صحيح لغيره.
- ↑ "أهمية الأخلاق"، الدرر السنية.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:354/3، لا ينزل عن الحسن.
- ↑ سورة فصلت، آية:34
- ↑ "الاخلاق وأهميتها"، طريق الإسلام.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2328 ، حسن.
- ↑ عبدالله الرحيلي، الاخلاق الفاضلة وقواعد ومنطلقات لاكتسابها، صفحة 26.
- ↑ رواه النسائي، في صحيح النسائي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:896، صحيح.