ما هو الرعب أثناء االنوم؟

كتابة:
ما هو الرعب أثناء االنوم؟

محتويات

متى يبدأ الرعب أثناء النوم؟

يبدأ عادةً حدوث الرعب أثناء النوم أو الذعر الليلي (Night Terrors) في وقت مبكر من الليل؛ أي خلال النصف الأول من فترة نوم الشخص، ويستمر في المتوسط لفترة عدة ثوانٍ إلى دقيقة، كما يمكن أن يستمر لدى بعض الأشخاص لمدة 10 دقائق أو أكثر، وقد يحدث مرتين في ليلة واحدة، ولكن يعد حدوث ذلك أمرًا نادرًا.[١]

وتحدث هذه النوبات إما بشكل منتظم أو بضع مرات فقط كل عام، ويُشار إلى أنّ الشخص غالبًا ما يعود للنوم مرة أخرى بعد ذلك، ولا يتذكر حدوث نوبة الرعب أو الهلع أثناء النوم عندما يستيقظ في الصباح.[١]

من يتأثر بالرعب أثناء النوم؟

يمكن أن يؤثر الرعب أثناء النوم على الأشخاص في أي عمر، وفيما يأتي توضيحٌ لذلك:

الرعب الليلي عند الأطفال

يحدث الرعب الليلي عند الأطفال بصورة أكثر شيوعًا من الفئات الأخرى؛ إذ تظهر هذه النوبات في أغلب الأحيان عندما يكون عمر الطفل بين 4- 12 عامًا، ثم تختفي تلقائيًا في سن المراهقة أو عند البلوغ، ولكن تُشير بعض الأدلة أن السن الأكثر شيوعًا لحدوث نوبات الذعر الليلي عند الأطفال هو عمر السنة والنصف؛ حيث يواجه 35% من الأطفال في هذا العمر نوبات من الرعب الليلي.[٢]

الرعب الليلي عند المراهقين

تقل نسب حدوث الذعر الليلي بين المراهقين في عمر 12 سنة وما فوق، ويُشار إلى أن 4% فقط ممن يعانون من الرعب الليلي في فترة المراهقة تستمر لديهم هذه الحالة لمراحل لاحقة، وينقسم المراهقون الذين يعانون من الرعب الليلي إلى نوعيين، هما:[٣]

  • المراهقون الذين عانوا من الرعب الليلي في مرحلة الطفولة
  • المراهقون الذين يواجهونه لأول مرة في فترة المراهقة، ويكون ذلك مرتبطًا بصدمة أو اضطراب نفسي.

الرعب الليلي عند الكبار

يعاني الكبار من الرعب الليلي بشكل أقل من الأطفال؛ إذ تصل نسبة البالغين الذين يعانون من الرعب الليلي إلى 2.2% فقط، وتنخفض هذه النسبة إلى أقل من 1% لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، ويُشكّل الرعب الليلي عند الكبار مصدر قلق؛ لارتفاع خطر أن يقوم الشخص بإيذاء نفسه أو الآخرين في حالة حدوث سلوك عنيف أثناء النوبة.[٤]

قد يعاني البالغون الذين لديهم تاريخ سابق من الرعب الليلي في طفولتهم من تكرار النوبات عند تعرضهم لمؤثر ما، مثل:[٥]

  • الإجهاد.
  • الحرمان من النوم.
  • الإصابة باضطراب نوم آخر.

كيف يحدث الرعب أثناء النوم؟

يحدث الرعب الليلي نتيجةً إفراط في إثارة الجهاز العصبي المركزي أثناء النوم، وذلك أثناء مرحلة النوم العميق ولكنه لا يعد حلمًا، بل يكون أشبه برد فعلٍ مفاجئ ضد الخوف يحدث أثناء الانتقال من مرحلة نوم إلى أخرى.[٦]

لماذا يحدث الرعب أثناء النوم؟

تؤثر الكثير من العوامل في حدوث الرعب أثناء النوم، تتضمن أهمها ما يأتي:

وجود مشاكل في الصحة العقلية

قد يعاني العديد من البالغين من الرعب الليلي المصاحب لحالات الصحة العقلية المرتبطة بالمزاج، مثل:[٧]

  • الاكتئاب.
  • القلق.
  • الاضطراب ثنائي القطب.
  • التعرض لصدمة.
  • التعرض لضغط أو توتر شديد أو مستمر لفترة طويلة.

وجود مشاكل في الجهاز التنفسي

قد تؤدي المشاكل في الجهاز التنفسي، مثل توقف التنفس أثناء النوم إلى زيادة خطر الإصابة بنوبات الرعب الليلي؛ إذ تبين أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم، بما في ذلك الرعب الليلي، هم أكثر عرضة لمشاكل التنفس أثناء النوم، ويُعتقد أن الجهد المتزايد على التنفس قد يؤدي إلى تحفيز الاستيقاظ المفاجئ من النوم، مما يؤدي إلى الرعب الليلي أو الاضطرابات ذات الصلة.[٧]

المشي أثناء النوم

يرتبط المشي أثناء النوم بالرعب الليلي؛ فكلاهما يحدث أثناء مرحلة النوم العميق، وتعرف باسم نوم الموجة البطيئة، ويعتقد بعض الباحثين أن الأشخاص الذين يعانون من السير أثناء النوم أو الرعب الليلي قد يجدون صعوبة في الاستمرار بالنوم خلال هذه المرحلة، بالتالي يكونون أكثر عرضة للاستيقاظ السريع.[٨]

وجود ضعف في المهاد

يُعتقد أن المهاد (Thalamus) يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على مراحل النوم وعملية الاستيقاظ، كما أنه يعمل على تثبيط الإشارات التي يتم إرسالها من الحواس أثناء النوم، بالتالي يكون الشخص أقل وعيًا للمحفزات الخارجية؛ إذ تمر معظم المعلومات التي يتلقاها الدماغ من العالم الخارجي كالأصوات والصور عبر المهاد قبل إرسالها إلى الدماغ، وعند النوم يكون المهاد أقل ميلًا لإرسال هذه المعلومات.[٨]

عوامل وراثية

تساهم العوامل الوراثية في الإصابة بالرعب الليلي بشكل كبير،[٨] حيث أن الأطفال الذين يولدون لآباء عانوا من اضطرابات النوم كالمشي أثناء النوم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالرعب الليلي، وذلك ما أشارت إليه نتائج دراسة سريرية تم نشرها في مجلة (JAMA Pediatrics) العلمية عام 2015.[٩]

ما هي عوامل خطر التعرض للرعب أثناء النوم؟

تزيد العوامل الآتية من خطر الإصابة بالرعب الليلي:

  • الاضطرابات العقلية لدى البالغين، مثل:[٨]
    • اضطراب ثنائي القطب.
    • بعض الاضطرابات الاكتئابية.
    • اضطرابات القلق.
  • تعاطي بعض أنواع الأدوية أو الإدمان عليها أو تعاطي الكحول.[٨]
  • التوتر.[٨]
  • الحمى، خاصة عند الأطفال.[١٠]
  • الإجهاد البدني أو العاطفي.[١٠]
  • الحرمان من النوم.[١٠]
  • الضوء أو الضوضاء.[١٠]
  • فرط امتلاء المثانة.[٨]
  • انتفاخ المعدة.[١٠]
  • قضاء الليل في مكان غير مألوف.[١٠]
  • السفر.[١٠]
  • متلازمة ما قبل الدورة الشهرية.[١٠]
  • عوامل وراثية.[١٠]
  • الصداع النصفي.[١٠]
  • إصابات الرأس.[١٠]
  • التهاب الدماغ.[١٠]
  • السكتة الدماغية.[١٠]

ما هي الأعراض التي تظهر على المصابين بالرعب أثناء النوم؟

تختلف أعراض الرعب أثناء النوم بين البالغين والأطفال وتكون على الشكل الآتي:

أعراض الرعب أثناء النوم التي تظهر على البالغين

قد تشمل الآتي:[٧]

  • الصراخ أو البكاء.
  • التحديق باللاشيء.
  • التقلب في السرير.
  • التنفس السريع.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • احمرار الجلد.
  • التعرق.
  • الارتباك.
  • النهوض أو القفز على السرير.
  • الركض في أنحاء الغرفة.
  • إظهار أفعال عدائية عند محاولة الآخرين منع الشخص من القفز أو الجري.

أعراض الرعب أثناء النوم التي تظهر على الأطفال

تتضمن الآتي:[٦]

  • الجلوس المفاجئ في السرير.
  • الصراخ.
  • التنفس السريع، وتسارع ضربات القلب.
  • التعرق.
  • التقلب في السرير لمحاولة النوم.
  • فعل تصرفات تدل على الضيق والخوف.

أعراض الرعب أثناء النوم التي تستوجب زيارة الطبيب

لا تستدعي نوبات الرعب الليلي العرضي القلق عادةً، ومع ذلك، ينصح بمراجعة الطبيب في حال كانت تمتاز بالآتي:[٢]

  • تحدث النوبات مرتين أو أكثر في الأسبوع.
  • تؤدي إلى إصابة أو شبه إصابة.
  • صاحبها حالة المشي أثناء النوم أو التحدث أثناء النوم.
  • عانى الشخص من اضطراب النوم، أو النعاس أثناء النهار أو مشاكل في أداء الأنشطة المعتادة.
  • حدثت لأول مرة في فترة المراهقة أو البلوغ.

هل يجب إيقاظ من يعاني من الرعب أثناء النوم؟

من الضروري عدم محاولة إيقاظ الشخص الذي يعاني من الرعب أثناء النوم، ولكن يفضل البقاء بجانبه حتى انتهاء النوبة؛ لمنحه الدعم والراحة بعدها، كما يساعد ذلك في مراقبته والتأكد من عدم تعرضه للأذى.[١١]

كيف تساعد الطفل أثناء معاناته من الرعب الليلي؟

يمكن مساعدة الطفل أثناء معاناته من الرعب الليلي على النحو الآتي:[١٢]

  • محاولة مساعدته على العودة إلى النوم مع تجنب إيقاظه الطفل.
  • التحدث بكلمات مُهدئة.
  • الابتعاد عن هز الطفل أو الصراخ عليه؛ لتجنب زيادة انزعاجه.
  • حمل الطفل إذا كان ذلك يساعده على الشعور بالتحسن.
  • حماية الطفل من إيذاء نفسه، ومحاولة توجيهه إلى السرير بلطف؛ لتجنب سقوطه أو اصطدامه بشيء.
  • في حال وجود أشخاص آخرين يعتنون بالطفل يجب تبليغهم بهذه النوبات، وكيفية التعامل معها.
  • محاولة منع حدوث نوبة الرعب الليلي؛ وذلك بتجنب المحفزات كالتعب الشديد، للتغلب على ذلك يُنصح بالآتي:
    • الخلود إلى النوم في أوقات منتظمة.
    • الخلود إلى النوم في وقت مبكر.
    • أخذ قيلولة خلال النهار.
  • اللجوء إلى العلاج النفسي إن كان الطفل يحتاجه.

كيف يمكنك أن تقي نفسك من الرعب أثناء النوم؟

يمكن اتباع النصائح الآتية للوقاية من التعرض لنوبة الرعب الليلي أو تقليل عدد النوبات:[٧]

هل يسبب الرعب أثناء النوم أية أضرار؟

تتضمن أضرار الرعب أثناء النوم ما يأتي:[١٣]

  • النعاس المفرط أثناء النهار، مما يؤدي لصعوبات أثناء أداء النشاطات اليومية، شواء أكان ذلك في المدرسة أم العمل.
  • اضطراب النوم.
  • الإحراج بسبب نوبات الرعب أثناء النوم أو التعرض لمشاكل في العلاقات.
  • إيذاء النفس أو الأشخاص الأخرى أثناء النوبة.

ما الفرق بين الرعب الليلي والكابوس؟

قد يبدو الرعب الليلي مشابهًا للكوابيس، ولكن الكابوس حالة مختلفة تمامًا؛ فعند الاستيقاظ من الكابوس غالبًا يتذكر الشخص ما حدث أو على الأقل جزءًا منه، أما أثناء الرعب الليلي يكون الشخص نائمًا طوال النوبة ولا يمكنه تذكر ما حدث.[٧]

هل هناك أي طريقة لإيقاف الرعب أثناء النوم؟

لا تتطلب نوبات الرعب أثناء النوم إلى علاج دائمًا، بل يتم علاج الحالات الشديدة والمستمرة خاصةً عند الأطفال بالأدوية، وقد تُساعد النصائح الآتية في تخطيها:[١٤]

  • ينصح بزيارة الطبيب لتحديد إن كان هناك حالة صحية وراءها وعلاجها.
  • يساعد الاحتفاظ بمفكرة نوم تحتوي على سجل عادات النوم الأخيرة، وتأثيرها على الحياة اليومية، في معرفة العوامل المحفزة والتعامل معها.

العلاجات المنزلية والحلول البسيطة للتخلص من الرعب أثناء النوم

قد تساعد العلاجات المنزلية والحلول البسيطة في التخلص من الرعب أثناء النوم، ويتضمن بعضها الآتي:[٨]

  • الاستعداد لنوبة الرعب الليلي؛ كإغلاق جميع الأبواب والنوافذ ليلاً، وإزالة مخاطر التعثر والأشياء الخطيرة القابلة للكسر.
  • تحديد مصادر التوتر والضغط العصبي وطرق تخفيفها، وإذا كان الذي يعاني من الرعب الليلي طفلًا فيمكن التحدث معه عما يزعجه ويقلقه.
  • الحصول على مزيد من النوم، إذ إن الحرمان من النوم أحد العوامل المحفزة لحالة الرعب أثناء النوم.
  • اتباع روتين للاسترخاء قبل النوم.
  • يمكن وضع منبه للاستيقاظ بحوالي 15 دقيقة قبل حدوثها في حال كانت منتظمة، والبقاء مستيقظًا لعدة دقائق قبل العودة للنوم.

ملخص المقال

يبدأ عادةً حدوث الرعب أثناء النوم في وقت مبكر من الليل، ويمكن أن يحدث لدى الأطفال والبالغين، وقد تختلف أعراضه من شخص لآخر، ولكن غالبًا يُعاني المصاب من حالات نهوض مفاجئ، وخوف وعدم تذكر ما حدث عند الاستيقاظ، ويُشار إلى أن الرعب الليلي لا يعد كابوسًا؛ إذ يحدث الرعب الليلي لأسباب مختلفة منها النفسية والمرضية، وتؤثر على حدوثه عوامل مثل العوامل الوراثية والنفسية والتاريخ المرضي للشخص.

المراجع

  1. ^ أ ب Crystal Raypole، "Night Terrors in Adults"، healthline، Retrieved 24/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Night Terrors", sleepfoundation, Retrieved 22/12/2021. Edited.
  3. "Night Terrors", sleepfoundation, Retrieved 22/12/2021. Edited.
  4. "Night Terrors", sleepfoundation, Retrieved 22/12/2021. Edited.
  5. "Night Terrors", sleepfoundation, Retrieved 22/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب " Night Terrors", kidshealth, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج Crystal Raypole, "Night Terrors in Adults", healthline, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Tim Newman, "What are night terrors and why do they happen?", medicalnewstoday, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  9. "Childhood Sleepwalking and Sleep Terrors: A Longitudinal Study of Prevalence and Familial Aggregation", JAMA pediatrics, 2015, Page 127. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش " Sleep Terrors", sleepeducation, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  11. "Night Terrors: Causes, Symptoms, & Treatments", sleepassociation, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  12. "Nightmares and Night Terrors", hopkinsmedicine, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  13. "Sleep terrors (night terrors)", mayoclinic, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  14. Danielle Pacheco , " Night Terrors", sleepfoundation, Retrieved 7/12/2021. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×