الشرك
يعدّ مصطلح الشرك من المصطلحات الإسلاميّة التي ظهرت مع ظهور الإسلام، وهو نوع من أنواع عبادةِ غيرِ الله، كأن يدعو الإنسان أو يقدّم القربان أو أن يستعين ويستغفر إلهًا آخر غير الله تعالى، ويعدّ الشرك في الإسلام ظلمًا عظيمًا، قال تعالى في سورة لقمان: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [١]، ويعدّ الشرك بالله من الموبقات المهلكات السبع ومن أكبر الكبائر في الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [٢]، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن الشرك الخفي وسيتم الحديث أيضًا عن أنواع الشرك بالتفصيل. [٣]
ما هو الشرك الخفي
بعد تعريف الشرك، سيتم المرور على نوع من أنواع الشرك وهو الشرك الخفي، ويمكن القول إنَّ الشرك الخفي ينقسم إلى نوعين، هما: [٤]
- الرياء: يعدّ الرياء نوعًا من أنواع الشرك الخفي، فهو ينمو ويكبر في القلب، ويُسمَّى أيضًا بالشرك الأصغر، فقد وردَ عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: "إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليْكم الشِّرْكَ الأصغرَ، قالوا: وما الشِّرْكُ الأصغرُ؟ قالَ: الرِّياءُ" [٥].
- النفاق: يعدّ النفاق أيضًا من أنواع الشرك الخفي فهو أيضًا ينمو ويكون في القلب مخفيًا عن الناس، وهو أن يبطن الإنسان الكفر والشرك ويظهر الإيمان والصلاح، والنفاق مرض من أمراض القلب، قال تعالى في سورة البقرة: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [٦]، والله أعلم.
أنواع الشرك في الإسلام
إنَّ للشرك في الإسلام أنواعًا كثيرة، حذَّر منها الله ورسوله في الكتاب والسنة، فالشرك من أعظم الذنوب التي جعل الله لمرتكبها عواقب وخيمة، وفيما يلي بعض أنواع الشرك في الإسلام: [٧]
- تصديق السحرة والدجالين: يعدّ تصديق السحر والتنبؤات التي يأتي بها الدجالون نوعًا من أنواع الشرك، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "من أتى ساحرًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقولُ، أو أتى حائضًا أو امرأةً في دُبُرِها فقد بَرِئَ مما أُنزِلَ على محمدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-" [٨].
- الحلف بغير الله: فمن حلف بغير الله فقد أشركه مع الله في العَظمة والألوهية، وقد جاء في الحديث أن رسول الله قال: "من حلف، فقال في حلفِه: باللاتِ والعُزَّى، فليقل: لا إلهَ إلا اللهُ" [٩].
- التمائم: والتميمة هي خرزة كان يضعها العرب على صدروهم وصدور أولادهم لدفع البلاء والشر، وهي نوع من أنواع الشرك كما أوضح رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حين قال: "من علَّقَ تميمةً فقد أشركَ" [١٠].
- الرقى والتِّولَة: تعدّ الرقى أيضًا من الشرك كما أوضح ابن مسعود -رضي الله عنه- حين قال: "سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقول: إنَّ الرُّقي والتَّمائمَ، والتِّولةَ شركٌ، قالوا: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، هذِهِ الرُّقي والتَّمائمُ قد عرفناها، فما التِّولةُ؟ قالَ: شيءٌ تصنعُهُ النِّساءُ يتحبَّبنَ إلى أزواجِهِنَّ" [١١].
- الطيرة والتشاؤم: وهو أن يتشاءم الإنسان مثلًا من بومة ويدّعي أنَّها تدل على الخراب، أو تشاءم من لون أو أمر حدث معه، فهذا كلًّه من علم الغيب الذي لا يجوز في الإسلام، فالأمر كلّه بيد الله، ولا صحة لهذه القصص والخرافات، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "لا عدْوَى، ولَا طِيَرَةَ، ويُعْجِبُنِي الفألُ الصالِحُ، و الفألُ الصالِحُ: الكلِمةُ الحسنةُ" [١٢]، والله أعلم.
المراجع
- ↑ {لقمان: الآية 13}
- ↑ {النساء: الآية 48}
- ↑ الشرك: تعريفه وأنواعه, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرّف
- ↑ تعريف الشرك الخفي, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: محمود بن لبيد الأنصاري، المحدث: ابن مفلح، المصدر: الآداب الشرعية، الجزء أو الصفحة: 3/293، حكم المحدث: إسناده صحيح
- ↑ {البقرة: الآية 10}
- ↑ الشرك بالله وأنواعه, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: الإيمان لأبي عبيد، الجزء أو الصفحة: 77، حكم المحدث: إسناده صحيح
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 6650، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عقبة بن عامر، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الجزء أو الصفحة: 1/889، حكم المحدث: إسناده صحيح
- ↑ الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: الهيتمي المكي، المصدر: الزواجر، الجزء أو الصفحة: 1/166، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الجزء أو الصفحة: 7532، حكم المحدث: صحيح