ما هو الصلب في القصاص؟

كتابة:
ما هو الصلب في القصاص؟

ما هو الصلب في القصاص؟

القصاص: هو معاقبة الجاني بمثل جنايته على أرواح الناس، فإن قتل شخص استحق القصاص، أو عضو من أعضاء الناس، فيقتص منه كما فعل بهم، وهو المانع من استيفاء الزائد على المثل.[١]

الصلب في القصاص: هو عقوبة قاطع الطريق (المحاربين)، وتكون برفع من يراد قتله على خشبة أو شجرة أو جذع أو قائمة، وتكون الخشبة مغروزة في الأرض، يربط جميعه بها، وتكون هناك خشبة عريضة في الأعلى وأخرى في الأسفل، تربط بها يداه وقدماه.[٢]

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.[٣]

الصلب في القصاص قبل القتل أم بعده

تعدّدت آراء الفقهاء في كون الصلب قبل القتل أم بعده على النحو التالي:[٢]

  • مذهب الحنفية

قال أبو يوسف والكرخي، والراجح عن المالكية، أن قاطع الطريق يصلب ثم يقتل بالطعن بالحربة؛ لأن الصلب عقوبة مغلظة للحي وليس للميت، والصلب ليس من قبيل المثلة المنهي عنها.

  • أشهب من المالكية والشافعية والحنابلة والطحاوي من الحنفية

قالوا إنّ قاطع الطريق يقتل ثم يصلب؛ لأنّ الله تعالى قدم القتل على الصلب لفظاً، ولأن في صلبه حياً تعذيب له وتمثيل به، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التمثيل فقال: (إذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْح)،[٤]ولأن صلبه بعد قتله هو زجر وردع لغيره وتنكيلاً به، ومدة الصلب عند الجمهور هي ثلاثة أيام، والصحيح بالتوقيت هو ما ذكره الخرقي، صلبه بقدر ما اشتهر به أمره.

الجرائم التي عقوبتها الصلب

هناك جرائم محددة جعلت عقوبتها الصلب لعوارض خاصة هي كما يأتي:[٥]

  • الإفساد في الأرض

جعلت عقوبة المحاربة (قطع الطريق)، الصلب، وإنّما كان جزاء هذه العقوبة، لأنّ قطاع الطرق يروعون الآمنين، ويفسدون على الناس حياتهم، فكان جزاؤهم الصلب؛ ليكونوا عبرة لمن غيرهم، ويرتدع من سواهم من المفسدين.

  • من قتل غيره متعمداً بالصلب حتى مات

قال الشافعي ومالك: إنّ يطلب ولي المقتول قتله بمثل ما فعل، فمعنى القصاص المساواة والمماثلة، ومقتضى ذلك أنه يجوز للولي صلب القاتل حتى الموت، ويجوز له أن يقتله بالسيف، ومذهب أبي حنيفة قال: إنّه لا قود إلا بالسيف، ويتبين أنه لا يتأتى لديهم عقوبة الصلب قصاصاً.

  • الصلب في عقوبة التعزير

قال الماوردي من الشافعية؛ يُصلب المعزر حياً ثلاثة أيام فقط، ويطلق بعد ذلك، وقال بذلك الحنابلة أيضاً، قال -تعالى-: ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ۖ وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ ۚ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾،[٦]كان هذا الأمر شائعاً في الأمم السابقة، كالفرس والرومان، وفي الآية يتبيّن أنّ هذا من فعل فرعون بأعدائه.

المراجع

  1. عبدالرحمن الجزيري ، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 217. بتصرّف.
  2. ^ أ ب وهبه الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 5473. بتصرّف.
  3. سورة المائدة، آية:33
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:1955، صحيح.
  5. مجموعه من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 86. بتصرّف.
  6. سورة يوسف، آية:41
3950 مشاهدة
للأعلى للسفل
×