ما هو العلاج بالأوزون؟

كتابة:
ما هو العلاج بالأوزون؟

ما العلاج بالأوزون؟

العلاج بالأوزون (Ozone therapy) نوع من العِلاج البديل الذي يُستخدَم فيه غاز الأوزون (O3) أو أحد أشكالهُ الأخرى، وهو من العِلاجات الذي استُخدِمَ لسنوات طويلة، لكن في عام 2019 حذّرت إدارة الغذاء والدواء العالمية (FDA) من استخدام العِلاج بالأوزون لعدم وجود أدلة ودراسات كافية في فاعليّة استخدّامه ومأمونيته في شكل عِلاج طبيّ.[١] وفي هذا المقال بيان لعدد من أهم الآثار الجانبية للعلاج بالأوزون، بالإضافة إلى الدراسات التي أجريت عليه، وتُدرَس فاعليته في علاج العديد من الأمراض.


أضرار علاج الأوزون

هناك عدد قليل من الدّراسات التي تُثبت فاعليّة العلاج بالأوزون لبعض الحالات، لكنّ هذه الدّراسات قد لا تبدو كافية لتوضيح ما إن كان هذا العلاج يُستِخدم لحالات مرضيّة متُعدّدة، وكما ذُكِر سابقًا، فإنّ إدارة الغذاء والدواء أصدرت بيانًا في عام 2019 يوضّح عدم استخدام هذا العلاج وفقًا لأنّ غاز الأوزون سام وغير مستقر؛ كما بيّنت أنّه وحتى يصبح غاز الأوزون فعّالًا في القضاء على الجراثيم والكائنات الدقيقة يجب استخدامه بجرعات كبيرة تضر الإنسان، ومن أهم الأضرار الغاز بالأوزون على صحّة الجسم:[١]

  • الانصمام الرئويّ -انسداد أحد التروية الدموية إلى الرئتين- أو خطر الوفاة؛ ذلك في حال استخدام علاج الأوزون عن طريق الوريد.
  • آثار جانبيّة في الرئة قد تُسبِّب الموت؛ ذلك عند ارتباط الأوزون بغاز ثاني أكسيد النيتروجين في الضبّاب الدّخاني في الهواء.
  • تهيُّج الحلق عند التعرّض لكميات قليلة من الأوزون؛ مما يُؤدي إلى السعل، وضيق التنفس، وتلف أنسجة الرئة.
  • الانصمام الهوائي (Air embolism) -انسداد الأوعية الدموية نتيجة وجود فقاعة هوائية-.
  • فقد الرؤية في كلتا العينين.
  • العدوى في الدم.
  • تلف في كُريات الدّم الحمراء عند التعرّض لكميّات كبيرة من الأوزون.[٢]


استخدامات علاج الأوزون

كما ذُكِر سابقًا فإنّ هناك العديد من الآثار الجانبيّة في استخدام علاج الأوزون، ولكن هناك مراجعة دراسية أُجريت في عام 2011 م في مجلة (journal of natural science biology and medicine) في استِخدّم هذا النوع من العِلاج في الحالات المرضيّة الآتيّة[١][٣]:

  • التهاب المفاصل: في دراسة أُجريت في عام 2017 م أثبتت أنّ العِلاج بحقن الأوزون في المفصل المُضاف إليّه دواء السيليكوكسيب (Celecoxib) الذي يؤخذ عن طريق الفم والجلوكوزامين (Glucosamine) يقلل بشكل كبير وواضح من الألم الطفيف إلى المتوسط عند المرضى الذين يعانون من الفصال العظمي المفصليّ في الرُكبة -خشونة المفاصل-، وقد يساعد في تحسين وظيفة الرُّكبة عند مقارنته باستخدام السيليكوكسيب والجلوكوزامين فقط.[٤]
  • السارس(SARS-CoV): هو نوع من فيروسات الكورونا الذي انتقل أساسًا من الحيوان إلى الانسان، مما يُؤدي إلى الشعور بأعراض تُشابه الإنفلونزا،[٥] وأشارت دراسة إلى احتمال استخدام عِلاج الأوزون لعِلاج مرضى السارس.[٣]
  • تعقيم الجروح: يشير عدد من الدّراسات إلى أنّ العِلاج بالأوزون قد يساعد في عِلاج الجروج المُزمنة وتعقيمها؛ ذلك بسبب مُميزات هذا العِلاج في التعقيم واحتوائه على مضادّات البكتيريا.[٦]
  • اضطرابات جهاز المناعة: بما في ذلك الأشخاص المُصابون بفيروس نقص المناعة البشريّة الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالايدز؛ فقد يُجرَّب العِلاج بالأوزون على هذه الحالات، ولكن لم تثبت فاعليتها على البشر، لكن ظهرت فاعلية استخدام العلاج بالأوزون لعلاج المصابين بالإيدز في الدراسات المخبرية في الختبر؛ لذا فهناك حاجة إلى المزيد من الدّراسات لإثباتها.[٣].
  • مرض القلب الإقفاريّ: الذي يُسبب الشعور بالألم المتكرّر والمزعِج في منطقة الصدر؛ بسبب عدم ضخّ كميات كافية من الدّم المُحملة بالأكسجين إلى القلب،[٧] وفي دراسة أُجريت ونُشرَت في عام 2017 م أستُخدِم فيها العِلاج بالأكسجين والأوزون أشارت إلى أنّ هذا النوع من العِلاج قد يساعد في حماية القلب لدى هؤلاء المرضى، وقد يساعد الأشخاص الذين يعانون من انسداد في عضلة القلب الذين لديهم شبكات (Stent) للوقاية من انسداد القلب.[٨]
  • التنكّس البقعي الجاف (Dry Macular Degeneration): هو من أكثر أنواع التنكّس البقعيّ انتشارًا؛ فقد يُصيب 80% (8 أشخاص من أصِل 10) من المُصابين بالتنكّس البقعيّ، وهو يحدث بسبب أنّ البُقعة، وهي منطقة توجد في مركز الشبكيّة، تُصبح رقيقة وتتلف مع تقدّم السن،[٩] وأثبتت دراسة أُجريت في عام 2013 م أنّ استخدام العلاج بالأوزون قد يساعد في إبطاء تقدّم التنكّس البقعيّ من النوع الجاف، وقد يزيد من حدّة البصر، لكنّ أطباءً كُثرًا قد لا يلجؤون إلى هذا النوع من العِلاج، وبدلًا من ذلك قد تُستخدَم الفيتامينات المضادة للأكسدة.[١٠]
  • السرطان: هناك دراسة مِخبرية أُجريت على الحيوانات في عام 2018 م في تأثير العِلاج بالأوزون على السرطان، فقد أثبتت الدّراسة أنّ هناك احتمالًا لوجود فاعلية للعلاج بالأوزون مع العلاجات الأخرى للسرطان؛ بما في ذلك: العِلاجان الكيماوي والإشعاعي، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الدّراسات لإثبات ما إن كان العِلاج بالأوزون قد يساعد في علاج مرضى السرطان.[١١]


طريقة استخدام العِلاج

هناك ثلاث طرق يُستخدَم فيها علاج الأوزون تعتمد على الحالة العامّة للمريض، وتشمل:[٢]

  • تطبيق مباشر على أنسِجة الجسم؛ ذلك عند وجود اضطرابات في الأطراف أو جروح، ويُستخدَم غاز الأوزون بِشكل مُباشر على أنسجة الجُزء المُصاب مع وجود غِطاء واقٍ لحماية الجسم.
  • العلاج عن طريق الوريد؛ هو من العِلاجات التي لا يُنصح باستخدامِها؛ لما له من آثار جانبيّة خطيرة؛ مثل: تكوّن جلطات في الدّم، ولكن في حال استِخدامه فقد يُستخدَم عن طريق إذابة غاز الأوزون في الدّم المأخوذ من المُصاب للأشخاص المُصابين فيروس نقص المناعة البشرية.
  • حُقن العضل؛ ذلك من خلال خلط غاز الأوزون بالدّم أو الماء المُعقّم لأخذه عن طريق الحُقن بالعضل.


فاعلية العلاج بالأوزون

هناك نتائِج مُختلطة تتعلق بفاعليّة العِلاج بالأوزون لبعض الحالات المرضيّة سواء أكان ذلك يخصّ علاج داء الانسدّاد الرئويّ المزمن (COPD) أم التهاب المفاصِل في الرُّكبة والأمراض الالتهابيّة الأخرى، ولكن ما زالت النتائِج غير واضحة، كما أنّ العديد من الدراسات ما زالت قيد التنفيذ، وتجدر الإشارة إلى انتِشار استِخدام العِلاج بالأوزون في تنظيف الأسنان وتطهير المُعدّات الخاصّة بطِب الأسنان، أمّا المُنتجات التجارية التي تحتوي على غاز الأوزون لم تثبت فاعليّة أي منها حتى الآن، فعلى الرغم من وجود بعض الدراسات المخبرية التي تثبت فاعلية العلاج بالأوزن، لكن ما زالت هناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات العلمية السريرية -على البشر- لإثبات فاعليّة العلاج بالأوزون ومأمونيته.[٢]


هل العلاج بالأوزون فعّال لفيروس كورونا؟

هناك دراسة قائمة ابتدأت في 28/3/2020 في اسِتخدّام الأوزون في شكل عِلاج مُبكِر مساعد للسيطرة على فيروس كورونا (COVID-19) وتعديل الفلورا المعويّة، وهي دراسة غير دوائية وغير ربحيّة ومفتوحة ما زالت نتائِجها إلى الآن غير معروفة، إذ إنّ خيارات العِلاج محدودة إلى الآن لعلاج مرضى فيروس الكورونا إضافة إلى عدم وجود اللقاح حتى الآن، وتعتمد هذه الدّراسة على استخدام علاج الأوزون مع مكملات البُروبيوتِيك في التحكّم بـ(COVID-19) والتقليل من الحاجة إلى الدخول إلى وحدات العناية المركزة في المستشفيات لتلقي العِلاج؛ إذ إنّ الاستشفاء في المُستشفى، والتغييرات اليوميّة الغِذائيّة، واستخدام المُضادّات الحيوية، وأجهِزة التنفّس الخاصّة قد تساهم في حدوث تغييرات في البكتيريا المعويّة والرئوية وانعِكاسات كبيرة على نتائِج المرض، ووفقًا لهذه الدّراسة فاستخدام العلاج بالأوزون مع مُكمّلات البروبيتوتيك يساعد في تعديل الفلورا الميكروبيّة، ويساعد في تصحيح هذه المشكِلات المُحتملة، ولكن ما زالت هذه الدّراسة في انتظار النتائِج،[١٢] علمًا أنّ هذا العِلاج قد أُشير إلى احتمال استخدامه في علاج مرضى السارس، وهو نوع من فيروس كورونا (SARS-CoV) بحسَب أبحاث نُشرت في عام 2011 م في مجلة (journal of natural science biology and medicine).[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What is ozone therapy? Benefits and risks", medicalnewstoday, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What Is Ozone Therapy?", healthline, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث A. M. Elvis and J. S. Ekta (2011), "Ozone therapy: A clinical review", J Nat Sci Biol Med, Issue 2, Folder 1, Page 66–70. Edited.
  4. "Therapeutic Efficacy of Ozone Injection into the Knee for the Osteoarthritis Patient along with Oral Celecoxib and Glucosamine", ncbi.nlm.nih. Edited.
  5. "SARS (Severe Acute Respiratory Syndrome)", who, Retrieved 15-6-2020. Edited.
  6. "Effectiveness of a Short-Term Treatment of Oxygen-Ozone Therapy into Healing in a Posttraumatic Wound", ncbi.nlm.nih, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  7. "Ischemic Heart Disease", healthgrades, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  8. "Effects of oxygen ozone therapy on cardiac function in a patient with a prior myocardial infarction", pagepressjournals, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  9. "What Is Macular Degeneration?", aao, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  10. "Visual Improvement Following Ozonetherapy in Dry Age Related Macular Degeneration; a Review", ncbi.nlm.nih, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  11. "Ozone Therapy as Adjuvant for Cancer Treatment: Is Further Research Warranted?", ncbi.nlm.nih, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  12. "Oxygen-Ozone as Adjuvant Treatment in Early Control of COVID-19 Progression and Modulation of the Gut Microbial Flora (PROBIOZOVID)", clinicaltrials, Retrieved 12-6-2020. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×