ما هو العلاج بالإبر الصينية؟

العلاجات الصينية

انتشرت العديد من الثقافات والعادات المُختلفة المُنتميّة إلى الحضارة الصينيّة في جميع دول العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ والفيديوهات الترويجيّة الصاخبة بمُجريات الحياة هنام، بدءًا من أطباق الطعام الغريبة وحتّى في ما يعتقده الصينيّون ويؤمنون به من أساطير أو تقاليد قديمة، وأبرزها ما يُعرف بقوّة الحياة المُسماة طاقة تشي، التي يُقال إنّها تتكوّن من ضدّين مُتناقضين يُطلق عليهما اليين واليانغ، وحسب ما تدّعيه الأسطورة فإنّ التوازن ما بينهما هو ما يُحقّق الصحّة والعافية للجسم، واختلال التوازن فيهما يتسبّب بالأمراض والآلام.

كما أنّ طاقة تشي تتوزّع في الجسم في مسارات كثيرة، يُمكن تعديل التوازن فيها لتحقيق النفع والفائدة للفرد من خلال 360 نُقطةً معروفةً في جسمه، فهل هي حقيقة فعلًا؟ وهل توجد طاقة كهذه التي تحدّثنا عنها؟ لا أحد يستطيع إثبات ذلك أو نفيه تمامًا، إلا أنّ هذه كانت بداية بزوغ العلاج بالإبر.^[١]

ما هو العلاج بالإبر الصينية؟

بدأ استخدام الإبر الصينيّة في العلاج (Acupuncture) منذ أكثر من 2500 عام على الأقلّ، وهي تنتمي إلى الطب التقليديّ التكميليّ في الحضارة الصينيّة، وتتمثّل بإعادة تحقيق التوازن في سير طاقة تشي في الجسم بواسطة إبر معدنيّة رفيعة للغاية، أو بواسطة نبضات كهربائيّة تسري من خلال هذه الإبر، وهي تُغرز في بعض الأماكن من ضمن 360 نُقطةً مُختلفةً في الجسم، وعلى الرغم من انتشار صيتها مؤخّرًا إلا أنّه لا توجد أيّ إثباتات علميّة تؤكّد تمامًا صحّة ما تفعله وتمنحه من منافع.^[٢]

كما أنّ الاستعاضة عنها بدلًا من العلاجات الطبيّة وزيارة الأطباء أمر لا يُنصح به أبدًا، ورغم ذلك فإنّ الإبر الصينيّة تُستخدم في علاج العديد من الاضطرابات والمشكلات الصحيّة، وتُرجّح الأقوال العلميّة في علم الأعصاب أنّ النقاط التي تُغرز فيها الإبر تحتوي على عضلات أو أعصاب أو أنسجة ضامّة يتحفّز تدفّق الدم في بعضها مع الإبر، ممّا يُنبّه إفراز مُسكّنات الألم الطبيعيّة الموجودة في الجسم.^[١]

متى يمكن استخدام العلاج بالإبر الصينية؟

توجد بعض الحالات التي يلجأ فيها الأفراد أو الأطباء إلى العلاج بالإبر الصينيّة، إلا أنّ فاعليّتها غير ثابتة لجميع من يخضع لها، كما أنّها عادةً ما تمنح فوائد لمدّة زمنيّة قصيرة نوعًا ما حسب ما أفادت به العديد من الدراسات، وفي ما يأتي ذكر لأبرز الحالات التي وُجد للإبر الصينيّة بعض النفع فيها:

• تخفيف آلام الصداع النصفيّ: فحسب مُراجعة نُشرت عام 2016 تضمّنت البحث في مجموعة من الدراسات السابقة التي شملت 4985 شخصًا وُجد أنّ العلاج بالإبر الصينيّة قد قلّل من نوبات الصداع النصفيّ بعض الشيء، إلا أنّ الفاعلية لم تكن بتلك الأهميّة مُقارنةً بمن لم يخضعوا للعلاج.^[٣]
• تخفيف آلام أسفل الظهر: إذ وجدت إحدى الدراسات المنشورة عام 2017 أنّ الإبر الصينيّة قد تُقلّل من آلام أسفل الظهر الحادّة نوعًا ما، وتكون فاعليتها في تخفيف الألم وتحسين وظائف وحركات الظهر واضحةً بعد الانتهاء من جلسة العلاج بالإبر مُباشرةً في أغلب الأحيان، إلا أنّ تأثيرها على المدى البعيد لم يكن واضحّا جدًا.^[٤]
• تخفيف آلام الركبة: هو ما تناولته إحدى المُراجعات المنشورة عام 2016 التي بحثت في بعض الأبحاث والدراسات المنشورة مُسبقًا حول تأثير الإبر الصينيّة في التخفيف من آلام الركبة، ووجدت أنّها قد تُحسّن وظائف الركبة على المدى القصير والبعيد لمن يُعانون من آلام الركبة المُزمنة بسبب خشونة المفاصل، إلا أنّ فاعليتها على الألم لم تكن ذات جدوى فعليّة على المدى البعيد، وانحصر تأثيرها في تقليل ألم الركبة مدّةً لا تتجاوز 13 أسبوعًا.^[٥]
• تقليل آلام صداع التوتّر: الذي تناولته إحدى المُراجعات المنشورة عام 2016، إذ بحثت في تأثير الإبر الصينيّة عند 2349 شخصًا، ووجدت أنّ الخضوع لـ 6 جلسات علاجيّة بالإبر بالتزامن مع تناول العلاجات الموصوفة للصداع وإجراءات العناية والوقاية منه قد خفّف من نوبات صداع التوتّر.^[٦]

بالإضافة لما سبق وبرغم قلّة الأبحاث والدراسات إلا أنّ الإبر الصينيّة تُستخدم أيضًا في علاج بعض الحالات الآتية:^[٧]

• الغثيان.
• آلام عرق النسا.
• القلق.
• فُقدان الوزن.
• الاكتئاب.
• الأرق وصعوبة النوم.
• احتقان الجيوب الأنفيّة.
• التوتّر.
• طنين الأذن.
• التهاب المفاصل.
• التوقّف عن التدخين، وعلاج حالات الإدمان الأُخرى.
• تحسين بشرة الوجه، إن استُخدمت الإبر لأغراض تجميليّة.

هل توجد مخاطر للعلاج بالإبر الصينية؟

يوجد العديد من المخاطر والمُضاعفات المُحتمل حدوثها عند الخضوع للعلاج بالإبر الصينيّة على المُعالِج، ففي حال كان مُتمرّسًا ومؤهّلًا ومُتدرّبًا بمهارة لعلاج الأفراد بالإبر فإنّ المخاطر تكون أقلّ بنسبة كبيرة، كما أنّ استخدام الإبر المُعقّمة أو النوعيات التي تُستخدم لمرّة واحدة يُسهم أيضًا في علاجٍ أكثر أمنًا، وعدا ذلك فإنّ الآثار الجانبيّة يُمكن إجمالها في النقاط الآتية:^[٨][٢]

• التورّم أو النزف في الأماكن التي غُرزت فيها الإبر.
• التهاب الكبد الفيروسيّ، وهو الأكثر شيوعًا من بين أنواع العدوى المُحتمل الإصابة بها عند اللجوء إلى العلاج بالإبر الصينيّة.
• الإصابة بعدوى بكتيريّة في أماكن غرز الإبر، وذلك مُرتبط بقلّة النظافة والتعقيم أثناء العلاج في غالبيّة الحالات.
• ثقب غير مُتعمّد في الرئة أثناء غرز الإبر، وهو من أكثر المُضاعفات خطورةً على حياة الأفراد؛ إذ ينجم عنه انهيار جُزئيّ في وظائف الرئة، في ما يُعرَف بحالة استرواح الرئة (Pneumothorax).

ومن ناحية أُخرى تجدر الإشارة إلى أنّه توجد بعض المُضاعفات التي يُمكن حدوثها في حال كان استخدام الإبر الصينيّة يتعارض مع وضع أو حالة صحيّة لدى الفرد، إذ إنّ هذا العلاج يجب عدم اللجوء إليه في كُلٍّ من الحالات الآتية:^[٨]

• النساء الحوامل: إذ إنّه توجد أنواع من العلاج بالإبر الصينيّة يُعتقد أنّها قد تتسبّب بتحفيز المخاض والولادة المُبكّرة، لذا لا يُنصح بها خلال الحمل.
• المُعاناة من أحد اضطرابات الدم، أو تناول أحد الأدوية المُميّعة للدم: إذ إنّ احتماليّة الإصابة بالرضوض والنزيف في مكان غرز الإبر تكون أكبر في هذه الحالة.
• من يستخدمون ناظمات القلب (Pacemaker): إذ إنّ عملها قد يختلّ عند العلاج بالإبر الصينيّة التي تستخدم النبضات الكهربائيّة.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Yvette Brazier (21-12-2017), "How does acupuncture work?"، medicalnewstoday, Retrieved 27-7-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Acupuncture", medicinenet, Retrieved 27-7-2020. Edited.
3. ↑ "Acupuncture for the prevention of episodic migraine", cochranelibrary,28-6-2016، Retrieved 27-7-2020. Edited.
4. ↑ "Nonpharmacologic Therapies for Low Back Pain: A Systematic Review for an American College of Physicians Clinical Practice Guideline", acpjournals,4-4-2017، Retrieved 27-7-2020. Edited.
5. ↑ "The Effects of Acupuncture on Chronic Knee Pain Due to Osteoarthritis", lww,21-9-2016، Retrieved 27-7-2020. Edited.
6. ↑ "Acupuncture for the prevention of tension‐type headache", cochranelibrary,19-4-2016، Retrieved 27-7-2020. Edited.
7. ↑ Cathy Wong (6-4-2020), "The Benefits and Side Effects of Acupuncture"، verywellhealth, Retrieved 27-7-2020. Edited.
8. ^ ^{أ ب} "Acupuncture", mayoclinic,3-3-2020، Retrieved 27-7-2020. Edited.