ما هو الميسر

كتابة:
ما هو الميسر

ما هو الميسِر

كان العرب قبل الإسلام يتعاملون كثيراً بالمَيسر، ويُعرَّف الميسر بما يأتي:[١]

  • الميسِر في اللغة

هو قِمار ومُراهنة، ويُطلَق على جميع الألعاب التي تكون فيها مقامرة أو مراهنة،

أمّا أيام الجاهلية فكان يُطلق الميسر على اللعب والمقامرة بالأزلام واللعب بالقَداح. 
والميسر لفظ مأخوذ من الفعل يَسَر، الذي يعني الانفتاح على الشيء، كما كان لفظ الميسر يطلق على الجزور نفسها؛ لأنّهم كانوا يستعملونها في الميسر والأزلام. 
  • الميسِر في الاصطلاح

لا يبتعد معنى الميسر في الاصطلاح عن معناه في اللغة؛ وهو اللعب مقابل العوض، فأيّ لعبة جرت بين اثنين واحتوت على المخاطرة بفقد المال والمغالبة تكون من باب القمار، مهما كانت الأداة؛ سواء استعمل المتقامرين حجر النرد، أو الشطرنج، أو الحصى، وغيره.

وقيّده بعض العلماء بما كانت تفعله العرب قبل الإسلام؛

من اللعب بالقِداح، أو الجزور(الإبل) التي كان يتم شراؤها بالأجل، ويقسّمونها إلى ثمانية وعشرين قسماً، ويجرون القرعة على الأقسام، والفائز بالقرعة يأخذ اللحم، والخاسر يُغرَّم الثمن. 

ومن صور الميسر الحديثة، اليانصيب، والمراهنة على سباقات الخيول، أو مصارعات الديوك، أو المراهنة على بعض المباريات الرياضية.[٢]

حكم الميسِر

اتّفق الفقهاء على حرمة المَيْسر تحريماً قاطعاً؛ وذلك لورود الأدلة الصريحة في تحريمه، وهي كما يأتي:[٣]

  • قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[٤]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (مَن لَعِبَ بالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأنَّما صَبَغَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ ودَمِهِ).[٥]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ حرَّم عليَّ -أو حرَّم-؛ الخمرَ، والميسِرَ، والكُوبةَ).[٦]

الحكمة من تحريم الميسِر

لم تحرّم الشريعة الإسلامية أمراً ما أو فعلاً إلّا لحكمة عظيمة أرادها الله -سبحانه وتعالى- بهذا التحريم، ولم يُحرَّم الميسر إلّا لسبب عظيم وحكمة جليّة، وفيما يأتي بيان الحكمة من تحريم الميسر:[٧]

  • يُسبّب التعامل بالمَيْسر شيوع العداوة والبغضاء بين الناس، وقد جاءت الحكمة صريحة في قول الله -تعالى-: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ).[٨]
  • يُلهي التعامل بالميسر أو اللعب بالقمار عن ذكر الله -تعالى-، ويشغل المسلم عن صلاته وعن سائر الأمور النافعة له في دينه ودنياه، كما جاء في تتمة الآية الساابقة: (وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَل أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ).[٨]
  • يعدّ الميسر من أكل الأموال الناس بالباطل وبغير وجه حق، الذي نهت عنه الشريعة نهياً قاطعاً.

الفرق بين الميسِر والقمار

شاع بين الكثير من الفقهاء استعمال مصطلحي القمار والميسر على أنّهما شيء واحد، إلّا أنّ هناك ثمة فرق بينهما؛

إذ إنّ القِمار لفظ أوسع وأشمل، ويعمّ كلّ لعبة يشترط أن يأخذ فيها اللاعب من الخاسر شيئاً من المال، فهو يطلق على جميع أنواع المراهنة،

في حين أن الميسر لم يكن يُطلق إلا على اللعب بالأقداح عند شراء الجزور(يغلب عليها الإبل)، وكان شائعاً في الجاهلية فقط.[٩]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 5583-5584. بتصرّف.
  2. محمد التويجري (2009)، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي - التويجري (الطبعة الأولى)، الرياض: بيت الأفكار الدولية، صفحة 510-511. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وادلته، صفحة 2622. بتصرّف.
  4. سورة المائدة، آية:90
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:2260، صحيح.
  6. رواه أبو داود، في سنن أبي دادود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3696، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 405-506. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة المائدة، آية:91
  9. مجموعة من المؤلفين، فقه المعاملات، صفحة 128. بتصرّف.
5354 مشاهدة
للأعلى للسفل
×