محتويات
ما هو انكماش الرئة؟
يعرف انكماش الرئة بأنّه حالة مرضية تتمثّل بانهيار جزئي أو كلي لإحدى الرئتين أو أجزاء منهما، وتحدث هذه الحالة عند فقدان الحويصلات الهوائية في الرئة قدرتها على الانتفاخ أثناء التنفس والامتلاء بالهواء المحمّل بالأكسجين، مما يعني أنّ كميات الأكسجين التي يحملها الدم ليوصلها إلى أعضاء الجسم وأنسجته المختلفة غير كافية، مما قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات التي قد تكون خطيرةً، ويُعد انكماش الرئة (Atelectasis) من الحالات القابلة للعلاج، وتتوفّر العديد من الخيارات العلاجية للتعامل معه.[١][٢]
ما هي أسباب انكماش الرئة؟
يوجد العديد من الأسباب التي تُؤدي إلى انكماش الرئة، وتبعًا لهذه الأسباب تُصنّف الحالة إلى انكماش انسدادي أو غير انسدادي، ويمكن تلخيص هذه الأسباب كما يأتي:
أسباب انكماش الرئة الانسدادي
يحدث انكماش الرئة الانسدادي عند حدوث انسداد في أحد مجاري التنفس، مما يمنع الهواء من الوصول إلى الحويصلات الهوائية، بالتالي حدوث الانكماش، ويوجد العديد من الأسباب التي يمكن أن تتسبّب بانسداد مجرى التنفس، من ضمنها ما يأتي:[٣]
- دخول جسم غريب إلى مجرى التنفس، مثل: لعبة صغيرة، أو قطع صغيرة من الطعام.
- تراكم المخاط في مجرى التنفس.
- الأورام التي تنمو داخل مجرى التنفس أو في أنسجة الرئة، مما يتسبب بالضغط على مجرى التنفس.
أسباب انكماش الرئة غير الانسدادي
هو الانكماش الذي يحدث في الرئة نتيجةً لأسبابٍ أخرى غير التي تتسبب بحدوث الانسداد، ومن ضمنها ما يأتي:[٣]
- العمليات الجراحية: يمكن أن يحدث انكماش الرئة أثناء أي عملية جراحية أو بعدها، لا سيّما تلك التي تتضمّن استخدام التخدير، وجهاز التنفس، بالإضافة إلى تناول مسكنات الألم والمهدئات، فجميع هذه الإجراءات قد تجعل التنفس ضحلًا، بالإضافة إلى فقدان القدرة على التنفس بعمق أو السعال، مما يؤدي إلى انكماش الحويصلات الهوائية.
- الانصباب الجنبي: هو حالة تنتج بسبب تراكم السوائل في المساحة بين البطانة الخارجية للرئة وبطانة جدار الصدر الداخلي، فعادةً ما تكون هاتان الطبقتان على اتصال وثيق، مما يساعد على إبقاء الرئة متوسعةً، لكن يؤدي الانصباب الجنبي إلى فصل هذه الطبقات، مما يسمح للأنسجة المرنة في الرئة بالسحب إلى الداخل، ودفع الهواء للخروج من الحويصلات الهوائية.
- استرواح الصدر: هو حالة تُشبه الانصباب الجنبي، إلّا أنه ينطوي على تراكم الهواء بدلًا من السوائل بين بطانات الرئة والصدر، وكما هو الحال في الانصباب الجنبي يؤدي تراكم الهواء إلى سحب أنسجة الرئة إلى الداخل، مما يؤدي إلى إخراج الهواء من الحويصلات الهوائية.
- اضطراب نقص فاعل السطح: هو اضطراب ينتج عن نقص في مادة تُسمّى فاعل السطح تُساعد على بقاء الحويصلات الهوائية مفتوحةً، مما يتسبب بانكماشها، وعادةً ما تحدث هذه الحالة عند الأطفال الرضع الذين يولدون قبل الأوان.
- تندب الرئة: يُسمّى أيضًا التليف الرئوي، وتحدث هذه الحالة نتيجةً للتعرّض الطويل للمهيّجات، بما في ذلك دخان السجائر، إضافةً إلى عدوى الرئة طويلة المدى، مثل عدوى السل، وتتسبّب هذه الندوب بصعوبة انتفاخ الحويصلات الهوائية عند وصول الهواء إليها.
- أورام الصدر: إذ تؤدي أي كتل أو أورام تنمو بالقرب من الرئة إلى زيادة الضغط عليها، مما قد يؤدي إلى إجبار بعض الهواء على الخروج من الحويصلات الهوائية، مما يؤدي إلى تفريغها وانكماشها.
ما هي عوامل خطر الإصابة بانكماش الرئة؟
توجد مجموعة من العوامل التي قد تزيد من فرص الإصابة بانكماش الرئة، من ضمنها ما يأتي:[١]
- أمراض الرئة المختلفة، بما في ذلك الربو، وداء الانسداد الرئوي المزمن، وتوسُّع القصبات، أو التليف الكيسي.
- وجود ضعف في عضلات الجهاز التنفسي؛ بسبب حالات الضمور العضلي، أو إصابة الحبل النخاعي، أو أي حالة عصبية عضلية أخرى.
- الحالات المرضية التي تُصعّب عملية البلع.
- البقاء طويلًا في السرير، مع عدم تغيير وضع النوم كثيرًا.
- الخضوع لجراحة حديثة في منطقة البطن أو الصدر، واستخدام التخدير العام.
- الأدوية التي تؤثر في التنفس وتجعله ضحلًا.
- الإصابة أو الألم الذي قد يجعل السعال مؤلمًا أو التنفس ضحلًا، مثل: آلام المعدة، أو كسور الأضلاع.
- التقدّم بالعمر.
- التدخين.
ما هي أعراض انكماش الرئة؟
لا يتسبّب انكماش الرئة بظهور أي أعراض في الحالات التي يؤثر فيها في أجزاء صغيرة من الرئتين، لكن تبدأ بالظهور في حال كانت الأجزاء المتأثرة من الرئة كبيرةً، مما يؤدي إلى عدم تمكّن الرئة المصابة من الامتلاء بكميات كافية من الهواء المحمّل بالأكسجين، بالتالي قد ينخفض مستوى الأكسجين في الدم، ومن ضمن هذه الأعراض ما يأتي:[٢]
- صعوبة وضيق في التنفس.
- ألم في الصدر.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- تحول البشرة والشفاه إلى اللون الأزرق.
- السعال.
ما هي طرق تشخيص انكماش الرئة؟
في حال ظهور أعراض انكماش الرئة يُوصى بإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية والمخبرية لتشخيص الحالة، من ضمنها ما يأتي:[٤][٥]
- تصوير الصدر بالأشعة السينية (chest X-ray): إذ تظهر الرئة المصابة بالانكماش باللون الأبيض في هذه الصور، وقد تكون بيضاء جزئيًا أو كليًا، مما يدّل على شدّة الانكماش فيها.
- التصوير بالأشعة المقطعية (CT scans): إذ تعطي هذه التقنية صورًا أكثر تفصيلًا للرئتين.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تُنتج هذه التقنية صورًا للمجاري الهوائية، وتُظهر أي تغيّرات قد تحدث فيها.
- تنظير القصبات (Bronchoscopy): هو إجراء طبي يتضمّن استخدام المنظار، وهو أنبوب رفيع موصول بمصدر ضوء وكاميرا، يُدخل إلى الرئتين عن طريق الحلق والقصبات الهوائية، ويسمح للطبيب بفحص الرئة من الداخل لإيجاد سبب الأعراض، وتشخيص الحالة بدقة.
- اختبار قياس الأكسجين (Oximetry): لقياس كمية الأكسجين التي تصل إلى الدم.
كيف يمكن علاج انكماش الرئة؟
تتوفّر العديد من الخيارات العلاجية لمعالجة حالات انكماش الرئة، ويعتمد العلاج على المسبب الرئيس للحالة، ومدى تأثّر الرئة، وشدّة الأعراض، ومن ضمن هذه العلاجات ما يأتي:[٣]
- العلاجات غير الجراحية: معظم حالات انكماش الرئة لا تتطلّب الجراحة، وبناءً على السبب الأساسي الكامن وراء حدوثه يمكن اختيار واحد أو مجموعة من هذه العلاجات:
- العلاج الطبيعي للصدر، الذي يتضمّن تحريك الجسم في أوضاع مختلفة، واستخدام حركات التنصت أو الاهتزازات، أو ارتداء سترة اهتزازية خاصة للمساعدة على تخفيف المخاط وتصريفه، وعادةً ما يُستخدم هذا العلاج في حالات انكماش الرئة الانسدادي، أو الذي يحدث بعد العمليات الجراحية، كما يمكن استخدامه للأشخاص المصابين بالتليف الكيسي.
- تنظير القصبات، الذي يتضمّن إدخال أنبوب صغير إلى الرئة من خلال الأنف أو الفم لإزالة المخاط، أو إزالة أي جسم غريب يتسبّب بانسداد مجاري التنفس، كما يمكن استخدام التنظير لأخذ عينة من الأنسجة من الكتلة أو الورم في الرئة وفحصها.
- تمارين التنفس من خلال التمارين الخاصة أو الأجهزة المختلفة، بما في ذلك مقياس التنفس الحافز، الذي يساعد على التنفس بعمق وفتح الحويصلات الهوائية، وعادةً ما يُستخدم هذا العلاج لحالات انكماش الرئة التي تحدث بعد الخضوع لعملية جراحية.
- تصريف السوائل أو الهواء المسبب لحالات استرواح الصدر أو الانصباب الجنبي، وقد يتم ذلك عن طريق إدخال إبرة من الظهر وبين الضلوع وصولًا إلى السوائل أو الهواء في الصدر، كما يمكن إدخال أنبوب بلاستيكي يُسمّى أنبوب الصدر لإزالة الهواء أو السوائل الزائدة، وفي بعض الحالات الأكثر خطورةً قد يلزم ترك أنبوب الصدر لعدّة أيام.
- العلاجات الجراحية: قد لا تستجيب بعض الحالات لأي من العلاجات السابقة، فيتم اللجوء إلى إجراء عملية جراحية؛ لإزالة جزء صغير أو فص من الرئة، كما يمكن إجراء العملية الجراحية في بعض الحالات التي تكون فيها تلف الرئة شديدًا.
ما هي مضاعفات انكماش الرئة؟
قد تتسبب بعض حالات انكماش الرئة بحدوث بعض المضاعفات الخطيرة، من ضمنها ما يأتي:[١]
- نقص تأكسد الدم: هو حالة تتمثّل بانخفاض نسبة الأكسجين في الدم نتيجة صعوبة حصول الرئتين عليه بكميات كافية.
- الالتهاب الرئوي: تزيد حالات انكماش الرئة من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، وقد يُؤدي تجمّع المخاط في الرئة المصابة إلى حدوث العدوى والالتهاب.
- الفشل التنفسي: هو حالة مهددة للحياة، وقد تؤدي إلى الموت؛ نتيجةً لفقدان جزء من الرئة أو الرئة بأكملها، وتحدث هذه الحالة عادةً لدى الأطفال الرضّع.
كيف يمكن الوقاية من انكماش الرئة؟
قد تساعد بعض الخطوات الوقائية في منع الإصابة بانكماش الرئة، بما في ذلك:[٤]
- سؤال الطبيب عن تمارين التنفس العميق، وكيفية السعال بعد إجراء الجراحة.
- تعلّم كيفية استخدام جهاز مقياس التنفس الحافز، الذي يُساعد في تعزيز التنفس السليم.
- الإقلاع عن التدخين مدّة 6-8 أسابيع على الأقل قبل إجراء أي نوع من العمليات.
المراجع
- ^ أ ب ت "Atelectasis", mayoclinic, Retrieved 2020-7-3. Edited.
- ^ أ ب "Atelectasis", clevelandclinic, Retrieved 2020-7-3. Edited.
- ^ أ ب ت Nancy L. Moyer (2018-9-16), "Atelectasis"، healthline, Retrieved 2020-7-3. Edited.
- ^ أ ب "Atelectasis", webmd, Retrieved 2020-7-3. Edited.
- ↑ "Atelectasis", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-7-3. Edited.