محتويات
تعريف الإسلام
الإسلام هو دين الله -تعالى- الذي ارتضاه للبشرية جمعاء، وهو خاتم الدّيانات السّماويّة، وفيما يأتي تعريف الإسلام عند علماء اللّغة وفي الاصطلاح:
تعريف الإسلام لغة
يُعرّف الإسلام لغةً بالخضوع والإذعان، والانقياد التامّ للأوامر، وهو لفظ مشتق يراد به الاستسلامُ أو الطّاعة المطلقة، ويُقال أسلم لمن دخل في دين الإسلام، أو لمن دخل في حالة السّلم.[١]
تعريف الإسلام اصطلاحاً
الإسلام بالاصطلاح: هو الانقياد التّام لأوامر الله -تعالى- في كلّ ما جاءت به الشّريعة الإسلاميّة من أعمال ظاهرة وباطنة، من أعمال قلبيّة؛ كالايمان، أو أعمال الجوارح؛ كالصّلاة، فيكون الإسلام شاملاً الاعتقاد والقول والعمل، وقد يُراد بالإسلام إن ذُكر مقروناً بالإيمان الأعمال التي تظهر على الجوارح المتمثّلة في أركان الإسلام الخمسة فقط دون الاعتقاد الذي يكون مستقرّاً في القلب.[٢]
أركان الإسلام
أركان الإسلام ودعائمه خمسة، وهي كما يأتي:
الشهادتان
وهي أن يتلفّظ المسلم بلفظُ "أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمدّاً رسول الله"، وتعتبرُ هذه العبارة المدخل الرئيس للإسلام، وتعني الإيمانَ والتيقّن باللهِ وحده لا شريك له، وتحقيق الإخلاص والعبوديّة في توحيد الله -عزّ وجل-، والاعتقاد بأنّ الله وحدَه هو مَن يستحقّ العبادة.[٣]
بالإضافة إلى الإيمان بجميع أسماء الله -تعالى- وصفاته، وأنّ الله -عزّ وجل- هو مالك الملك وحدَه، ويُديرُ الكونَ بأكملِه كما يشاء، ويجبُ الاستعانةَ واللّجوء إليه في كلّ الأمور، والشّق الثّاني من الشّهادتين أن يقرّ المسلم بنبوّة سيدنا محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- وأنّه لا نبيّ بعده، ووجوب طاعتِه ومحبّته والاقتداء به.[٣]
الصلاة
الصّلاة هي الرّكن الثاني من أركانِ الإسلام، وهي أعظم الأركان بعد الشّهادتين، فهي عمود الدّين التي لا يقوم ولا يكتمل إلّا بها، وهي الصّلة التي تربط العبد بربّه، وقد أوجب الله -تعالى- الصّلاة على كلّ مسلم بالغ عاقل خمسَ صلوات مفروضة عليه باليوم واللّيلة.[٤]
وجعل الله -سبحانه وتعالى- لها شروطاً مخصوصة؛ كالوضوء والطهارة قبل أدائها، بالإضافة إلى أدائها في أوقاتها المحدّدة لها شرعاً، قال الله -تعالى- في محكم تنزيله: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا).[٥][٤]
إيتاء الزكاة
الزّكاة هي الركنُ الثالث من أركانِ الإسلام، والزّكاة لغةً تعني النماء والطهارة، وهي تعني إخراج جزءٍ من مال المسلمين بقدرٍ مُعيّن، وإعطاؤه لفئةٍ مخصّصة ذُكرت في القرآن الكريم، وقد شرع الله -تعالى- الزّكاة لتطهير نفس المسلم من الطّمع والبخل.[٦]
فالزكاة تُقوّي الصّلة بين الأغنياء والفقراء وتُصفّي النّفوس، وتُبارك في مال الغنيّ، وتُضاعف الأجور، وقد أوجب الله -تعالى- الزّكاة في كثير من الآيات القرآنية، قال -تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).[٧][٦]
صوم رمضان
صوم رمضان هو الركن الرّابع من أركان الإسلام، والمقصود به الإمساك عن الطّعام، والشّراب، والجماع من طلوع الفجر حتّى غروب الشّمس، وقد أوجب الله -عز وجلّ- فريضة الصوم مرّة واحدة في السنة على كلّ مسلم بالغ عاقل قادر مُطيق له.
ومن ترك الصّوم في رمضان جاحداً كفر، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[٨][٩] وقد شرع الله الصومَ لعباده لما فيه تهذيب للنّفوس، وتدريب للنّفس على الصّبر وكبح جماحها عن المعاصي والفواحش.
حج البيت
حجّ البيت لمن استطاع إليه سبيلاً هو الركنُ الخامس والأخير لأركانِ الإسلام، والحجّ هو قصد بيت الله الحرام، وأداء أعمال مخصوصة في زمن مخصوص بشرائط مُحدّدة ومخصوصة.[١٠]
وقد أوجب الله -عز وجل- الحجّ على المسلم البالغِ العاقل الميسور ماديّاً مرّة واحدة في العمر، وقد شرعَ الله تعالى- الحجّ لحكم عديدة تتجلّى في اجتماع وقوّة وتوحّد المسلمين، وتدريب النّفس على تحمّل المشاق في سبيل الله، قال -تعالى- في فرضيته: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).[١١][١٢]
محاسن أركان الإسلام
تمتاز أركان الإسلام بمزايا ومحاسن عديدة نذكرها فيما يأتي:[١٣]
- تنوّع أركان الإسلام بكون جزء منها يكون بالقول واللّفظ؛ كالنّطق بالشّهادتين، وجزء منها يكون بالعمل بالجوارح؛ كباقي أركان الإسلام.
- فرض الصّلاة على المسلمين دلالة على وجود رابط متين يربط العبد بربّه على الدّوام، ويزكّي نفسه على مدار اليوم واللّيلة من كلّ ذنب.
- فرض الزّكاة شعار للتّكافل بين أفراد المجتمع بين أغنيائهم مع فقرائهم، وفيه تطهير لأنفسهم من البخل وكنز الأموال؛ لأنّ النّفس البشرية جُبلت على حبّ جمع المال.
- فرض الصّيام ما هو إلّا ترويض للأنفس على ترك الشّهوات والملذّات، وفيه يشعر المسلمون بما يحسّ به الفقراء من الجوع والحاجة إلى الطّعام.
- فرض الحجّ هو تكامل وترابط بين كافّة أفراد المجتمع المسلم، وذلك باجتماعهم من شتّى المنابت والأصول لهدف واحد، ويقومون بأعمال واحدة، وهو شعيرة تجمع بين العمل الجسدي، والتضحية بالمال والتّكافل الاجتماعي.
المراجع
- ↑ حمود الرحيلي، منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام، صفحة 40. بتصرّف.
- ↑ هشام آل عقدة، مختصر معارج القبول، صفحة 165-166. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الله الزيد، تعليم الصلاة، صفحة 7-11. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الرحمن آل عمر، دين الحق، صفحة 51-52. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:103
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 230-232. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:103
- ↑ سورة البقرة، آية:185
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 328-330. بتصرّف.
- ↑ سعيد القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-10. بتصرّف.
- ↑ سعيد القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-11. بتصرّف.
- ↑ احمد الزيات، مجلة الرسالة، صفحة 42. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 338-342. بتصرّف.