تعريف الصحابي لغةً
كلمة الصَّحابي مشتقّة في الُّلغة من الصُّحبة، ويقصد بها في الُّلغة عدَّة معاني، ومنها:[١]
- الملازمة
ومن هذا الباب قال الزبيدي: مشتقَّات الصُّحبة، ثمَّ قال: استصحبه؛ أي دعاه إلى صحبةٍ ولازمه أيضاً، فكلُّ ما لازم شيئاً يكون قد استصحبه، وقال الأصفهاني في الصَّاحب: إنَّه الملازَم عموماً، سواءً كان إنساناً أو حيواناً أو غير ذلك.
- الانقياد
فاصطحاب الشَّيء؛ أي الانقياد له، وأساس هذا أنَّه يصير صاحباً له.
- المالك
يُقال لمالك الشَّيء في اللّغة صَاحب، ويُقال كذلك لمن يملك التصرُّف في الشَّيء.
تعريف الصحابي اصطلاحًا
ورد في تعريف الصَّحابي اصطلاحاً عدَّة تعريفاتٍ، منها ما يأتي:[٢]
- مَن لَقِي النَّبِي مُؤمنا بِهِ وَمَات على الْإِسْلَام
ومن هذا التَّعريف يُفهم أنَّ الصَّحابيَّ قد يكون شخصاً طالت مجالسته للرَّسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد تكون مجالسته قصيرةً، بالإضافة إلى أنَّه قد يكون روى شيئاً عن الرَّسول، أو لم يروِ شيئاً، كما يُفهم من التَّعريف أنَّ الصَّحابيَّ بالإضافة لما ذكر سابقاً ينبغي أن يكون ممَّن مات على الإسلام.
- كل مُسلمٍ رأى النَّبِي -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- وَلَو سَاعَة
حيث قال البخاري عن تعريف الصَّحابي: هو من صحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو حتى رآه بشرط أن يكون مسلماً، بالتَّالي فإنَّ الرُّؤية إذا اجتمعت مع إيمان الشَّخص وتصديقه بالرَّسول -صلى الله عليه وسلم- تجعله صحابياً حسب قول البخاري، وقال النَّووي مصداقاً لذلك: إنَّ الشَّخص قد يكون صحابيَّاً إن رأى الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- ساعةً.
فضل الصحابة رضي الله عنهم
ورد في فضل الصَّحابة -رضوان الله عليهم- أحاديث عديدةً، ومن تلك الأحاديث ما يأتي:[٣]
- إنَّ الصَّحابة أمنة للأمَّة من الوقوع في الفتن
ومصداق هذا ما رواه الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (النجوم أمنَةٌ للسماءِ، فإذا ذَهَبَتِ النجومُ أتَى السماءَ ما توعَدُ، وأنا أمنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبْتُ أتى أصحابِي ما يوعدونَ، وأصحابي أمنَةٌ لأمَّتِي، فإذا ذهبَتْ أصحابي أتى أمتي ما يوعدونَ).[٤]
- إنَّ الصَّحابة خيرُ القلوب بعد قلب الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-
ويؤيد هذا ما قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ تَعالى نظَرَ في قُلوبِ العِبادِ، فوجَدَ قلْبَ محمَّدٍ خيرَ قُلوبِ العِبادِ، فاصْطَفاه لنفْسِه، وابتعَثَه برِسالتِه، ثمَّ نظَرَ في قُلوبِ العِبادِ بعدَ قلبِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوجَدَ قلوبَ أصحابِه خيرَ قلوبِ العبادِ).[٥]
- إنهم خير النَّاس
ورد هذا في حديث: (سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أيُّ الناسِ خيرٌ؟ فقال: أنا، والذينَ معي، ثم الذينَ على الأَثَرِ، ثم الذينَ على الأَثَرِ).[٦]
- خير أمَّة الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-
قال -صلى الله عليه وسلم-: (خَيرُ هذه الأُمَّةِ القَرْنُ الذينَ بُعِثتُ فيهم، ثمَّ الذينَ يَلونَهم، ثمَّ الذينَ يَلونَهم، ثمَّ الذينَ يَلونَ الذي يَلونَهم).[٧]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة جامعة أم القرى، صفحة 280. بتصرّف.
- ↑ دخيل اللحيدان، طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى، صفحة 138-139. بتصرّف.
- ↑ ناصر الدين الألباني، التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، صفحة 301. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2531، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج شرح الطحاوية، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:696، سنده حسن.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:455، إسناده حسن.
- ↑ رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:1174، حسن.