محتويات
تعريف صدقة التطوّع
تُعرف صدقة التطوّع في الإسلام بأنّها الأموال والعطايا التي يخرجها المسلم باتغاء وجه الله -تعالى-، ولفظ الصدقة قد يُطلق على الزكاة لأنه أعمّ، وللمسلم حريّة أدائها، ولا يؤثم تاركها، ويقدمها للحصول على الأجر والثواب، وشكر الله -تعالى- على نعمه الكثيرة.[١]
وورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث المسلم على التصدق وتبيّن الأجر العظيم للمتصدق؛ وسنذكر بعضها فيما يأتي:
- (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٢]
- (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).[٣]
- (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ).[٤]
حكم صدقة التطوّع
صدقة التطوع مستحبة في جميع الأوقات، وقد حث النبي الكريم عليها فقال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ -تَعَالَى- في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ).[٥][٦]
فضل صدقة التطوّع
صدقة التطوع لها الكثير من الفضائل، وسنذكر بعضها فيما يأتي:[٧]
- جبر نقص زكاة الفريضة وإكمالها.
- تكفير خطايا وذنوب المسلم واستبدالها بحسنات.
- أحد أسباب دخول الجنّة، والابتعاد عن النّار.
- الحماية من حرّ يوم القيامة -بإذن الله-.
- أحد أسباب النصر وفتح أبواب الرزق.
- غرس الصفات الحميدة في نفس المسلم؛ كالكرم، والجود، والرحمة، والعطف، واستبدال الخصال السيّئة كالبخل.
- جلب البركة في الرزق والخلف.
- إدخال السعادة والسرور على قلب المسلم المتصدّق، وشرح صدره.
- الحصول على رحمة الله -تعالى-.
- مضاعفة الأجر، والفوز بثناء الله -تعالى-، والحِماية من الخوف والحزن.
- الحفاظ على المجتمع وترابط الأسر وحمايته من جرائم السرقة والاختلاس.
- إطفاء غضب الله -تعالى-.
- دواء للمرض.
مجالات صدقة التطوّع
مجالات التصدق واسعة وكثيرة؛ وسنذكر بعضها فيما يأتي:[٨]
- صدقة المسلم على أقارِبه وأرحامه.
- كفالة اليتيم.
- الإنفاق والتصدّق على المساكين والنساء المُستضعفات.
- تقديم المال للجمعيّات الخيريّة.
- كفالة طالب العلم.
- المساهمة في بناء المساجد ومراكز تعليم القرآن الكريم، ومنازل للفقراء والمساكين.
- تجهيز المجاهدين، والإنفاق في سبيل الله تعالى.
أنواع الصدقة
تتعدد أنواع الصدقة لتشمل مجالات عديدة؛ وسنذكر بعضها فيما يأتي:[٨]
- الصدقة المالية؛ وهي التي تؤدّى بإخراج المال، أو الطعام والملابس، أو الأنعام.
- الصدقة المعنويّة؛ وتؤدّى من خلال معاملة النّاس بأخلاق الإسلام، والابتسام في وجه الآخرين.
- الصدقة الجارية؛ وهي التي تبقى حتّى بعد موت المسلم كبناء المساجد، أو المدارس، أو إنشاء بئر ماء.[٩]
المراجع
- ↑ عبد الله الفوزان، منحة العلام في شرح بلوغ المرام، صفحة 466، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:261
- ↑ سورة النساء، آية:114
- ↑ سورة التغابن ، آية:16
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1423 ، صحيح.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2051. بتصرّف.
- ↑ سعيد القحطاني، صدقة التطوع في الإسلام، صفحة 6- 16. بتصرّف.
- ^ أ ب "الصدقة في الإسلام"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2022. بتصرّف.
- ↑ ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 369، جزء 15. بتصرّف.