ما هو حد الغيلة

كتابة:
ما هو حد الغيلة

تعريف الغيلة عند المذاهب الأربعة

الغِيلة في اللغة: من غالَ الشيء أو اغتاله، أي: أخذَه غدرًا من حيث لا يعلم، ويُقال: قتله غيلة؛ أي خَدَعه وأخذَه إلى مكانٍ ما، فإن وصل إليه قتلَه، والجمع منها: غوائل، وتعرف أيضًا: بالشر والهلَكة والحقد الباطن، أمّا قَتلُ الغِيلة بتعريف الفقهاء: فهو الخداع والقتل في موضعٍ لا يراه فيه أحد، وأمّا في الاصطلاح الشرعي فقد عرفته المذاهب الأربعة على النحو الآتي:[١]

  • الشافعية: القتل غِيلة أي حيلة حيث يُقتل في موضع لا يراه أحد.
  • الحنفية: الغِيلة هو الاغتيال حيث يأخذه إلى موضعِِ مجهول ثمَّ يقتله.
  • المالكية: اغتيال الرجل، وقالوا هو كالحرابة.
  • الحنابلة: القتل على غرة، حيث يدخل إلى البيت ويقتل ليأخذ المال.


ما هو حد الغيلة؟

إنَّ الأحكام الشرعية جاءت لكل زمان ومكان، ومرجعها ما هو إلا كتاب الله وسنة نبيه، ولذلك في باب الحدود قد يختلف الفقهاء في مسائل متعددة كلٌّ حسب اجتهاده، فكانت الأحكام في حد الغيلة متفاوتة من حيث نوع العقوبة، إذ يرى البعض أنّه حقٌّ خالصٌ لله تعالى، ولهذا وجبَ إقامة الحدّ فيه، والبعض يرى أنّه حقٌّ للآدمي، ولهذا وجب فيه القصاص، وللمذاهب الأربعة تفصيلٌ كالآتي:[١]

  • الشافعية: قالوا أن حد الغِيلة كحد القتل العمد فهو حق للعبد لا لله، ويأخذ أحكام القصاص.
  • الحنفية: قالوا بأن الحد غيلة حق للعبد وفيه قصاص ودية كالقتل العمد.
  • المالكية: قالوا بأن حد الغيلة كحد الحرابة، وهو حق لله تعالى، ويقتل حدًا عندهم، لأنّه مفسدة عامة واقعة على المجتمع بأكمله، فلا قصاص ولا عفو فيه.
  • الحنابلة: قالوا بأنَّ الغيلة كالقتل العمد وتأخذ كل أنواع القصاص، فهو حقٌّ للعبد لا حق لله تعالى.


هل يجوز العفو عن القاتل غيلة؟

إنّ قتل الغِيلة من المسائل التي ورد فيها خلاف، والعفو في هكذا حدود من الصعب الأخذ به بسهولة؛ لأنَّ القتل سواء أكان عمدًا أم عدوانًا فمن الصعب العفو فيه، لأنَّه ضرر يتعدى من الأسرة إلى المجتمع، ولكنَّ المسألة تعود إلى رأي الفقهاء فيها، فلذلك ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أنَّه يجوز العفو عن القاتل غيلة إنْ أراد أولياء المقتول ذلك سواء جميعهم أم بعضهم، حيث عَدَّ هؤلاء الفقهاء قتل الغِيلة كالقتل العمد ويُؤخذ بالقصاص كسائر أنواع القتل عمدًا، وأمّا المالكية فلم يجيزوا العفو عن القاتل غيلة لا من السلطان ولا من أولياء المقتول، ويعود الحكم في ذلك إلى السلطان بتنفيذ الحكم.[٢]


ما هو الفرق بين حد الغيلة والقصاص؟

حد الغِيلة من الحدود الشرعية التي تؤخذ إمّا بالدّية والقصاص وإمَّا بالقتل على حسب رأي الفقهاء، أمَّا القصاص فقد عرف باللغة: بقص الأثر؛ أي تتبعه، واصطلاحًا: هو أنْ يُفعَل بالجاني بمثل ما فُعل بالمجني عليه؛ فإنْ قُتل يقتَل وإنْ جُرح يجرح بشرط استيفاء شروطه، فالقصاص هو العقوبة الدنيوية التي تقع على القاتل عمدًا وغِيلة،[٣] بالتفصيل الآتي:[٤]

  • الحد غيلة: إنْ عُدَّ كالحرابة فلا يكون فيه القصاص، وإنَّما وجب فيه القتل بحكم السلطان، وإنْ عُدَّ كالقتل العمد بحيث إنَّ القتل غيلةً هو القتلَ بالمخادعة، فيأخذ القصاص أو التعزير أو الدِّية.
  • الحد بالقتل: على ثلاثة أنواع: العمد وشبه العمد والخطأ، وعليه فإنَّ القصاص يكون في العمد خاصَّة أو الدِّية على حسب أولياء المقتول، بدليل قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ}.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب علي رشوان عوض، قتل الغيلة الاغتيال، صفحة 4-6. بتصرّف.
  2. عَبد الله بن محمد الطيّار، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة 1)، صفحة 67، جزء 7. بتصرّف.
  3. حسن علي الشاذلي، الجنايات في الفقه الإسلامي دراسة مقارنة بين الفقه الإسلامي، صفحة 147. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامي، صفحة 339-341. بتصرّف.
  5. سورة المائدة، آية:45
3561 مشاهدة
للأعلى للسفل
×