مفهوم الجماع
الجماع هو واحدٌ من المصطلحات الفقهية التي اتفق العلماء على أنَّها الوطء، والوطء هو إيلاج الذكر في فرج المرأة،[١] وأمَّا في معناه العام فهو الاتصال الشهوانيُّ ما بين الذكر والأنثى،[٢] وقد تدخَّل الإسلام في مسألة الجماع ليجعلها شرعيَّةً من خلال العديد من الضوابط التي قيَّد بها تلك العلاقة ما بين الرجل والمرأة من أجل أن تختلف عن العلاقة الحيوانية غير المُقيَّدة، ومن بين تلك القيود هو أن تكون المرأة على طهارةٍ فيحرم جماع الحائض أو النفساء وأن يكون الجماع في قُبل المرأة لا في دبرها، ومن المسائل التي قد يقف عندها المسلم هي حكم الجماع في نهار رمضان، وسيقف هذا المقال مع التفصيل في تلك المسألة الضابطة لعملية الجماع في أيام رمضان وغيره، وفيما يأتي سيكون ذلك.[٣]
ما هو حكم الجماع في نهار رمضان؟
إنَّ الجماع في نهار رمضان هو من المسائل التي لا بدَّ من التفصيل في حكمها حسب ما رآه أهل العلم والفقه، وفيما يأتي تفصيل لحكم الجماع في نهار رمضان:
- بالنَّظر إلى الجماع في نهار رمضان فإنَّه من المحرمات التي تُفطر في نهار رمضان.[٤]
- لكن إذا كان المُسلم في سفرٍ فلا بأس عليه فلو كان صائمًا وأفسد صيامه في الجماع فيتوجَّب عليه قضاء ذلك النَّهار.[٤]
- أمَّا لو كان صائمًا من غير سفرٍ وجامع زوجته في نهار صومه دون أن يتذكر صيامه -أي كان ناسيًا- أو لو كان جاهلًا بحكم الجماع في نهار الصوم فلا شيء عليه؛ لأنَّ الصوم شأنه شأن المفطرات الأخرى، ولو أكل الصائم أو شرب وهو في صومه ناسيًا فلا شيء عليه وصومه صحيح.[٤]
- من جامع زوجته في نهار صومه وهو عالمٌ بحكم الجماع في نهار الصوم ذاكرًا صومه فتترتب عليه الكفارة، ولو أطاعته زوجته على الجماع وكان ذلك في إراداتها معه تلزمها مثله الكفارة، أمَّا لو لم تقبل زوجته بالجماع وأكرهها عليه فيلزمه أن يدفع الكفارة عنها وعنه.[٥]
- ذهب المالكية إلى أنَّ الرجل الذي يُجامع زوجته في نهار الصوم حتى لو كان ناسيًا أو جاهلًا بالحكم فيجب عليه أن يقضي يومًا بدل كلّ يومٍ جامعها فيه.[٥]
- ذهب الحنابلة إلى أنَّه لو كان الرَّجل صاحب شهوةٍ قويةٍ واشتدَّ الأمر عليه حتى خشي على أنثييه من التشقق فله أن يُفسد صوم زوجته بالجماع من باب الضرورة، ولا كفارة عليه عند ذلك ويلزمه القضاء، وقال المرداوي في ذلك إذا ذهبت شهوته دون الجماع فلا يجوز له الجماع وإن استطاع ألا يُفسد صوم زوجته فعليه ألَّا يُفسد وإن لم يستطع فيجوز ذلك بسبب ضرورة الأمر، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[٥]
ما هي كفارة الجماع في نهار رمضان؟
لا بدَّ لكلِّ فعلٍ محرَّمٍ من توبةٍ نصوحٍ يتبيَّن فيها العبد خطأ ما ذهب إليه ويستغفر الله ويندم على فعلته، وكفارة الجماع في نهار رمضان أو نهار الصوم هو:[٦]
- عتق رقبةٍ في سبيل الله.
- فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين أي صيام ستين يومًا.
- إن تعذَّر عليه الصوم لعارضٍ ما فعليه أن يُطعم ستين مسكينًا يُعطي لكلّ مسكينٍ نصف صاعٍ بما يعادل الكيلو ونصف من قوت البلد سواء كان أرزًا أم قمحًا أم نحوهما مما يُعرف أنَّه قوتٌ للبلد، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى جماع في قاموس مصطلحات فقهية. قاموس عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-19. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى جماع في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-19. بتصرّف.
- ↑ "الضوابط الشرعية في الجماع"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-19. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "ما حكم الجماع في نهار رمضان؟"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-19. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "هل يجوز الجماع لمن غلبته الشهوة في نهار رمضان"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-19. بتصرّف.
- ↑ "كفارة الجماع في نهار رمضان "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-19. بتصرّف.