الأحكام الشرعية
الأحكام الشرعية هي كل ما اقتضاه خطاب الشرع وهو القرآن الكريم والسنة النبوية، المتعلق بأفعال المكلفين من طلب، أو تخيير، أو وضع، وبذلك يخرج ما يتعلق بالاعتقاد فلا يسمى حكمًا، وقد قسم أهل العلم الأحكام إلى قسمين وهما الأحكام التكليفية، والأحكام الوضعية، وتنقسم الأحكام التكليفية إلى خمسة أقسام وهي: الواجب والمحرم والمباح، والمستحب والمكروه، ويُمكن تعرّيف الواجب على أنه ما أمر به الشارع على وجع الإلزام، وأما المحرم فهو ما نهى عنه الشارع على وجه الإلزام بالترك، وأما المندوب فهو ما أمر به الشارع لا على وجه الإلزام، وكذلك المكروه هو ما نهى عنه الشارع ولكن ليس على وجه الإلزام بالترك.[١]
ما هو حكم الموسيقى
للإجابة على سؤال ما هو حكم الموسيقى ينبغي الرجوع إلى أراء أهل العلم والبحث في الأدلة، وفي الحقيقة أن أئمة المذاهب الأربعة أجمعوا على تحريم الآلات الموسيقية، باستثناء بعض الآلات وفي حالات خاصة، كالطبل في الغزو، وعند مسير القوافل والصيد، وفي هذه الآلات خلاف وتفصيل بين المذاهب، وأما غيرها من الآلات فقد نقل الإجماع على تحريمها جماعة من أهل العلم، وخالف الإجماع بعض علماء المذهب الظاهري، كابن حزم -رحمه الله- في كتاب المحلى، وابن القيسراني في كتاب السماع، ويرجع السبب في مخالفتهم للإجماع إلى عدم ثبوت أحاديث تحريم المعازف عندهم،[٢]
على الرغم من ورود العديد من الأحاديث التي تحث على البعد عن سماع الآلات الموسيقية وتحذر منها، حيث روي بسند صحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ"،[٣]وروى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "صوتانِ ملعونانِ في الدنيا والآخرةِ: مزمارٌ عندَ نعمةٍ، وَرَنَّةٌ عندَ مصيبةٍ"،[٤] وروي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "في هذه الأُمَّةِ خَسْفٌ ومَسْخٌ وقَذْفٌ قال رجلٌ من المسلمِين: يا رسولَ اللهِ! مَتَى ذلِك؟ قال: إذا ظَهرتِ القِيَانُ والمَعازِفُ، وشُربَِتِ الخُمُورُ"،[٥]ومن أهل العلم الذين حكوا الإجماع على حرمة الموسيقى باستثناء الدف القرطبي وابن رجب وابو الطيب الطبري وابن حجر الهيتمي وابن تيمية رحمهم الله جميعًا.[٦]
أضرار الموسيقى والغناء
بعد الإجابة على سؤال ما هو حكم الموسيقى، تجدر الإشارة إلى أن العلماء ذكروا في العديد من الكتب والمؤلفات أضرار الاستماع إلى الموسيقى وحذروا من ذلك، حيث قالوا بأنها تنبت النفاق في القلب كما ينب الماء الزرع، وذكر ابن القيم -رحمه الله- أن الغناء يلهي القلب، ويصده عن تدبر القرآن الكريم وفهمه، والعمل با جاء فيه، لا سيما أن الغناء والقرآن الكريم لا يجتمعان في القلب أبدًا، بالإضافة إلى أن الغناء يفسد القلب، وإذا فسد القلب انتشر فيه النفاق، ومن أعظم أضرار الموسيقى والغناء أنه بريد الزنى والداعي إليه.[٧]
المراجع
- ↑ " الأصول من علم الأصول"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "هل الاختلاف في حكم الموسيقى يعد من الاختلاف السائغ؟"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 5590، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5033 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 2379 ، حسن لغيره.
- ↑ "نصوص نبوية تدل على حرمة الغناء"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "يجادل في حرمة الغناء ، ويزعم أن الأغاني ليس لها أضرار!"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.