ما هو خرف جسيمات ليوي؟

ما المقصود بخرف جسيمات ليوي؟

يُعدّ خرف أجسام ليوي ثاني أنواع الخرف شيوعًا حول العالم بعد مرض ألزهايمر، وتُعرَف أجسام ليوي بأنّها رواسب بروتينية تؤثر على الخلايا العصبية للدماغ؛ حيث يُؤدي تراكمها إلى تراجع القوى العقلية، وقد يُسبب حدوث هلوسات بصرية وسمعية وتغيرات على الانتباه واليقظة، كما قد يُعاني المصابون من أعراضٍ تُشبه أعراض لداء باركنسون (Parkinson's disease).^[١]

لماذا يحدث خرف جسيمات ليوي؟

لا يُعرف السبب الدقيق وراء حدوث هذا النوع من الخرف للآن، ولكن قد تبيّن أنّ خطر الإصابة به لا يرتبط بوجود تاريخٍ عائلي للإصابة به، كما لم يُحدّد وجود أي جينٍ مسؤولٍ عن تطوره بشكل قطعي.^[٢]

ولكن بصورة عامة يحدث هذا الخرف؛ بسبب تراكم أجسام ليوي في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة، والتفكير والحركة، وهذه الأجسام هي رواسب شاذّة لبروتين يُدعى ألفا سينوكلين (Alpha-synuclein)، ولكن لم يُحدّد السبب وراء تشكّل هذه الرواسب، ولكنّ لُوحظ تراكمها في الدماغ في أمراض أخرى؛ كداء باركنسون.^[٣]

كيف يمكن وصف أعراض خرف جسيمات ليوي؟

قد يُعاني المصاب بخرف جسمات ليوي من بعض الأعراض؛ اعتمادًا على درجة المرض، ويتضمن أهمّها ما يأتي:^[٤]

• الهلوسة البصرية

تعني رؤية أشياء غير موجودة، وتُشكّل أحد الأعراض الأولية.

• الهلوسات الأخرى

ومنها حدوث هلوسات سمعية، أو هلوسات شمّية أو هلوسات حسية.

• اضطرابات في الحركة

غالبًا ما تتشابه هذه الاضطرابات مع أعراض داء باركنسون مثل:

• • بطء الحركة.
  • التصلّب العضلي.
  • الرعاش.
  • المشي المتثاقل.
• سوء تنظيم وظائف الجسم العصبية اللاإرادية

وهذا يشمل التعرّق، وعملية الهضم، والضغط الدموي ومُعدّل نبض القلب؛ نتيجةً لتأثر أجزاء الجهاز العصبي المسؤولة عنها؛ مما يُسبب الأعراض الآتية:

• • الدوخة.
  • السلس البولي.
  • الإمساك.
  • حدوث انخفاض مفاجئ في ضغط الدم عند الوقوف.
• مشاكل إدراكية

قد تتشابه مشاكل الإدراك مع تلك المرتبطة بداء الزهايمر مثل:

• • الارتباك.
  • ضعف التركيز.
  • فقدان الذاكرة.
• تذبذب الانتباه

قد يُعاني المُصاب من نوبات من النعاس أو القيلولة لساعات طويلة خلال النهار، كما قد يُحدق في الفراغ أو يتحدث بصورة غير مفهومة.

• مشاكل النوم

حيث يؤثر على مرحلة الحركات العينية السريعة (REM)، لذا قد يتحرك المصاب أثناء نومه تزامنًا مع أحلامه؛ فقد يلكم، أو يركل أو يصرخ خلال النوم.

• أعراض نفسية

قد يعاني المصاب الاكتئاب أو اللامبالاة في بعض الحالات.

من هم الأشخاص الأكثر عرضةً لخرف جسيمات ليوي؟

لوحظ أنّ خطر الإصابة بخرف جسيمات ليوي يرتبط بالعوامل الآتية:^[٥]

• العمر

يزداد خطر الإصابة بهذا الخرف لدى كبار السن؛ فغالبًا يُصيب من تتراوح أعمارهم بين 50- 85 سنة وتعد الفئة العمرية 70- 79 سنة الأكثر عرضة للإصابة به، وفقًا بعض الأدلة الأولية.

• تجنب التدخين

لوحظ أنّ خطر الإصابة بالخرف يقل لدى المدخنين، ولكن لا يُنصح بالتدخين لمنع الإصابة به؛ لما له من أضرارٍ سلبية على صحة الشخص.

• سوء التعليم

فكلما قلّت سنوات التعليم زاد خطر الإصابة بهذا المرض.

• الاكتئاب والقلق

إذ تزيد الإصابة بالخرف عند الإصابة بالاكتئاب والقلق.

• استهلاك كميات منخفضة من الكافيين

قد يرتبط الاستهلاك المنخفض للكافيين بارتفاع خطر الإصابة بخرف جسيمات ليوي وداء الزهايمر.

• التاريخ العائلي

يرتبط العامل الوراثي بما يُقارب 10% من حالات الإصابة بالمرض، ويُعتقد أنّ وجود تاريخٍ عائلي يزيد من خطر الإصابة به في عمرٍ أبكر.

• الجنس

يُصاب الرجال بهذا المرض ضعف نسبة إصابته عند النساء.

• تاريخٍ مرضي للإصابة بالسكتة الدماغية

إذ تزيد السكتة الدماغية من خطر الإصابة بالخرف.

• ارتفاع ضغط الدم

يؤثر ارتفاع ضغط الدم على الجسم؛ حيث يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر وخرف أجسام ليوي.

• داء السكري

قد ترتبط الإصابة بالداء السكري بارتفاع خطر الإصابة بمرض ألزهايمر وخرف أجسام ليوي.

• ارتفاع مستويات الكوليسترول

قد يرتبط ارتفاع مستوياتها مع ازدياد خطر الإصابة بكل من مرض ألزهايمر وخرف أجسام ليوي.

• استئصال المبيض

قد يؤدي استئصال أحد المبيضين أو كليها إلى ارتفاع خطر الإصابة بخرف أجسام ليوي.

كيف يُشخّص الطبيب إصابة المرء بخرف جسيمات ليوي؟

لا توجد اختبارات خاصّة لتشخيص الإصابة بخرف جسيمات ليوي، وعادةً يسأل طبيب الأعصاب عن التاريخ المرضي والأعراض بصورة مفصلة، كما يطلب إجراء الفحوصات الآتية:^[٦]

• بعض الفحوصات الجسدية والعصبية.
• اختبارات الدم.
• تصوير الدماغ من خلال عددٍ من التقنيات المختلفة.
• بعض الاختبارات النفسية؛ لتقييم جودة الذاكرة وبعض الوظائف المعرفية الأخرى.

وتهدف الاختبارات السابقة إلى استبعاد الأمراض الأخرى التي تُسبب أعراضا مشابهة؛ كداء باركنسون، ولكن يتميز خرف جسمات ليوي بحدوث الأعراض المعرفية في غضون عام من ظهور الأعراض الحركية، على عكس داء باركنسون؛ الذي تستغرق فيه الأعراض المعرفية أكثر من عام لتظهر بعد الأعراض الحركية.^[٦]

كيف يُعالج الطبيب خرف جسيمات ليوي؟

لا يوجد أي علاج يشفي أو يمنع حدوث خرف جسيمات ليوي، ولكن قد تُساعد بعض العلاجات في تخفيف الأعراض لفترة من الزمن،^[٧] وتتضّمن أهمّ هذه العلاجات ما يأتي:^[٨]

• مثبطات الكولينستراز

قد تُساعد هذه الأدوية على تحسين حالة اليقظة والإدراك، كما قد تُقلّل من الهلوسة والمشاكل السلوكية الأخرى.

• أدوية داء باركنسون

قد تساعد أدوية علاج مرض باركنسون في تخفيف الأعراض الحركية المُرافقة للمرض، ولكنّها قد تزيد من الارتباك والهلوسة.

• أدوية أخرى للمساعدة على ضبط الأعراض الأخرى

مثل أدوية علاج الأرق أو الأدوية المستخدمة لعلاج الإلحاح البولي.

• العلاجات الأخرى غير الدوائية

تتضمّن هذه العلاجات التأقلم مع الحالة المرضية وتعديل البيئة المحيطة من خلال الآتي:

• • تجنّب تصحيح المُصاب وتوجيهه لأخطاء.
  • الحدّ من الضوضاء؛ ممّا يُسهل قيام المصاب بنشاطاته اليومية.
  • إنشاء روتين يومي بمهام بسيطة.

ملخص المقال

يُعدّ خرف جسيمات ليوي من الأمراض التي تصيب عادةً كبار السن تؤثر على قدراتهم الإدراكية والحركية؛ نتيجةً لتراكم رواسب شاذة في الدماغ، ويتجسّد بظهور الهلوسات والاضطرابات الحركية، ومشاكل النوم، والانتباه والمزاج، ويعتمد تشخيصه على استبعاد الأمراض الأخرى بعد إجراء بعض الفحوصات المناسبة، ويهدف العلاج إلى تخفيف أعراض المرض.

المراجع

1. ↑ "Lewy body dementia", mayoclinic, Retrieved 21/11/2021. Edited.
2. ↑ "Lewy Body Dementia", alz, Retrieved 21/11/2021. Edited.
3. ↑ "Lewy Body Dementia", medlineplus, Retrieved 21/11/2021. Edited.
4. ↑ "Lewy body dementia ", mayoclinic, Retrieved 21/11/2021. Edited.
5. ↑ "Factors That Increase Your Risk of Lewy Body Dementia", verywellhealth, Retrieved 21/11/2021. Edited.
6. ^ ^{أ ب} "Lewy Body Dementia", medlineplus, Retrieved 21/11/2021. Edited.
7. ↑ "What Is Lewy Body Dementia? Causes, Symptoms, and Treatments", nia.nih, Retrieved 21/11/2021. Edited.
8. ↑ "Lewy body dementia", mayoclinic, Retrieved 21/11/2021. Edited.