ما هو داء البريميات؟

كتابة:
ما هو داء البريميات؟

ما داء البريميات؟

داء البريميات (Leptospirosis) عدوى بكتيرية يسببها نوع من البكتيريا من جنس البريميات تُسمّى البريمية الاستفهامية (Leptospira interrogans)، وتصيب كلًا من الإنسان والحيوان، وتنتقل العدوى من الحيوان المصاب إلى الإنسان أيضًا عن طريق تلامس الإنسان مع المواد الملوثة ببول هذه الحيوانات، وتسبب الإصابة بداء البريميات العديد من المضاعفات الخطيرة أحيانًا؛ مثل: الفشل الكلوي وفشل الكبد وغيرهما، وقد تسبب الموت. وفي هذا المقال حديث عن أهم المعلومات عن داء البريميات، وأسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه.[١]


أنواع داء البريميات

يُقسّم داء البريميات نوعين رئيسين؛ هما النوع الطفيف، ويشكِّل 90% من الحالات، والنوع الشديد، حيث 5 إلى 15% من الحالات قد تتطور إلى داء البريميات الشديد، الذي يؤثر في الكثير من الأعضاء الداخلية للإنسان مُسبِّبًا فشلها، وتجدر الإشارة إلى أنّ تلقي العلاج المناسب يقلِّل من خطر تطور المرض إلى النوع الشديد، وغالبًا ما يتطور المرض إلى الشديد في الأشخاص صغار السن الأقل من خمس سنوات، أو كبار السن، أو الأشخاص المصابين بالاضطرابات المرضية؛ كالتهاب الرئوي.[٢] وتحت عنوان الأعراض يُجرى التفريق بينهما بشكل أكبر.


أعراض داء البريميات

غالبًا ما تبدأ الأعراض بالظهور بعد أسبوعين من أخذ العدوى بالبكتيريا، لكن في بعض الحالات قد لا تظهر أي أعراض تدل على الإصابة أو قد تظهر بعد شهر، ومن أبرز أعراض الإصابة بداء البريميات ما يأتي:[٣]

  • الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 مئوية.
  • الصداع الشديد.
  • الشعور بالألم في العضلات.
  • اليرقان؛ هو اصفرار الجلد وبياض العينين.
  • الطفح الجلدي.
  • التقيؤ والإسهال.

غالبًا ما يتماثل الشخص للشفاء خلال أسبوع دون أخذ علاج، لكن ما يقارب 10% من المرضى ستتطور لديهم العدوى وتصبح أكثر شدة وخطورة، وتبدأ أعراض داء البريميات الشديدة بعد عدة أيام من اختفاء الأعراض الأولى، وتختلف الأعراض الظاهرة على المصاب بناءً على الأعضاء الحيوية المتأثرة في الإصابة، وتشمل أعراض داء البريميات الحادة كلًا من:[٢]

  • إذا أثرت العدوى البكتيرية في القلب والكلى والكبد تظهر الأعراض الآتية:
    • تسارع نبضات القلب وعدم انتظامها.
    • الشعور بالتعب العام في الجسم.
    • تورم اليدين أو القدمين وانتفاخهما.
    • ضعف الشهية.
    • نقص الوزن غير المبرر.
    • الشعور بألم في الصدر.
    • الشعور بألم في العضلات.
    • اليرقان.
    • نزيف الأنف.
    • التنفُّس السريع الضحل.
  • إذا أثرت العدوى البكتيرية في الرئتين ستظهر الأعراض الآتية:
    • ارتفاع درجة الحرارة.
    • التنفُّس السريع الضحل.
    • السعال المحتوي على الدم.
  • إذا أثرت العدوى البكتيرية في الدماغ ستظهر الأعراض الآتية:
    • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
    • الارتباك وعدم التوازن.
    • تصلب الرقبة.
    • عدم القدرة على الكلام.
    • الغثيان والتقيؤ.
    • الحساسية تجاه الضوء.
    • العدوانية او السلوكيات غير المعتادة.


أسباب داء البريميات

تنتقل العدوى بداء البريميات من الحيوانات المصابة، وتشمل الحيوانات التي تنقل العدوى للإنسان كلًا من الماشية، والكلاب، والقوارض، والخيل، والخنازير، والحيوانات البرية، فبعد إصابتها بالعدوى تُخرَج البكتيريا عبر البول، والتي تبقى على قيد الحياة لمدة طويلة تتراوح ما بين بضعة أشهر إلى بضع سنوات لتصل في النهاية إلى الإنسان وتسبب العدوى له بإحدى الطرق الآتية:[٤]

  • ملامسة بول الحيوان المصاب بشكلٍ مباشر أو أي من سوائل الجسم باستثناء اللعاب؛ فالبكتيريا المسببة لداء البريميات لا تنتقل عبر اللعاب.
  • ملامسة الماء أو التراب أو الطعام الملوث ببول الحيوانات المصابة.
  • شرب الماء الملوث بالبكتيريا المسببة للعدوى.
  • دخول البكتيريا إلى جسم الإنسان عبر الجروح أو الأغشية المخاطية عبر العين أو الفم أو الأنف؛ أي تحدث العدوى عن طريق إما ملامسة سطح الجلد المفتوح بسبب جرح -مثلًا-، أو عند تناول طعام أو شراب ملوّثين بالبكتيريا، أو عن طريق فتحة الأنف أو ملامسة العين المباشرة باليد الملوثة بالبكتيريا.
  • انتقال العدوى من إنسان إلى آخر أمر نادر.


عوامل خطر الإصابة بداء البريميات

على الرغم من أنَّ الإصابات بداء البريميات يحدث في أي منطقة حول العالم، لكنَّ هناك مجموعة من عوامل الخطر ترفع احتمال الإصابة، ومن أبرزها:[٤]

  • المناطق ذات المناخ الاستوائي.
  • العمل مع الحيوانات أو فضلاتها يزيد من احتمال الإصابة؛ لذلك فالمزارعون والأطباء البيطريون وصيادوا الأسماك واللحامون الأكثر عرضة للإصابة، كما توجد بعض المهن التي تتطلب العمل في البيئة الخارجية تجعل احتمال أخذ العدوى أعلى؛ مثل: العاملون في المناجم والعاملون في إصلاح شبكة الصرف الصحي.
  • ارتباط الإصابة بالسباحة والتجديف في مياه الأنهار والبحيرات الملوثة، وهذا يجعل العمل في هذه الأماكن أو ممارسة الرياضة؛ مثل: السباحة من عوامل الخطر.


تشخيص داء البريميات

من الصعب تشخيص داء البريميات الطفيف في مراحله الأولى؛ لأنَّ الأعراض بسيطة. وغالبًا ما تشبه أعراض الإنفلونزا العادية وبعض الالتهابات الأخرى، وإذا اشتبه الطبيب في الإصابة بداء البريميات فيجرى التشخيص وفق الآتي:[٢]

  • أخذ التاريخ المرضي للمصاب والأعراض التي يعاني منها ومنذ متى ظهرت، ويسأل الطبيب المصاب إن كان تعامل بشكل مباشر أو غير مباشر مع الحيوانات أو فضلاتها في المرحلة السابقة، أو كان سبح في بحيرة أو بركة، وأماكن سفره في المدة الأخيرة.
  • الفحوصات المخبرية: التي تشمل كلًا من:[٥]
    • اختبار التراص المجهري؛ هو من الفحوصات المناعية التي تكشف عن الأجسام المضادة للبكتيريا في مصل الدم.
    • الكشف عن العدوى بتقنية تفاعل البوليمراز المتسلسل (DNA PCR)؛ إذ يجرى هذا الفحص على عينة الدم والبول وسائل النحاع الشوكي.
    • زراعة سوائل الجسم المختلفة بالأوساط الزراعية المناسبة.
  • الفحوصات التشخيصية لمعرفة حدة الإصابة والمضاعفات الناشئة: فتجرى مجموعة من الفحوصات التشخيصية لتقييم كفاءة الأعضاء الحيوية ومعرفة شدة المضاعفات، وتشمل هذه الفحوصات كلًا من:[٥]
    • فحص وظائف الكلى.
    • فحص وظائف الكبد.
    • فحص تعداد الدم الشامل (CBC).
    • فحوصات تخثر الدم.
    • تحليل سائل النخاع ااشوكي.
    • التصوير الإشعاعي للصدر.
    • تخطيط القلب الكهربائي (ECG).
    • تصوير القناوات الصفراوية بالموجات فوق الصوتية.


طرق علاج مرضى داء البريميات

يُنفّذ علاج المصاب بداء البريميات الأولي الخفيف بالمضادات الحيوية الفموية المناسبة؛ مثل: البنسلين (Penicillin) أو الدوكسيسيكلين (Doxycycline)، أمّا داء البريميات الشديد فيُعالَج المصاب به بالمضادات الحيوية المناسبة عبر الوريد وداخل المستشفى، ويُنفّذ علاج المضاعفات، ويشمل العلاج كل ما يأتي أو بعضه:[٢]

  • إمداد الجسم بالسوائل الوريدية لمنع الجفاف وإمداد الجسم بالسوائل المغذّية.
  • وضع جهاز تنفس اصطناعي لتحسين التنفس إذا تأثر الجهاز التنفسي بالالتهاب.
  • غسيل الكلى إذا تأثرت الكلى بالمرض وأدّى هذا إلى فشلها.


طرق الوقاية من داء البريميات

توجد مجموعة من الطرق التي تساعد في الوقاية من الإصابة بداء البريميات، ومن أبرز هذه الطرق:[٣]

  • تجنب شرب الماء الملوث أو غير المعقم.
  • تجنب السباحة في مياه الأنهار والبرك غير المعقّمة، وكذلك تجنب الصيد منها.
  • تجنب التعامل مع الحيوانات التي قد تبدو مصابة بالبكتيريا المسببة لداء البريميات، خاصة الجرذان؛ فهي الناقل الأساسي للمرض.
  • تطعيم حيوانات المزارع، وإذا كان هناك حيوان مصاب فيجب تفادي التعامل معه بشكلٍ مباشر، وكذاك تجنب ملامسة سوائل جسمه وفضلاته.
  • غسل اليدين وتعقيمهما جيدًا باستمرار.


المراجع

  1. "Leptospirosis", www.medicinenet.com, Retrieved 12-05-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Leptospirosis: What you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-05-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is Leptospirosis?", www.webmd.com, Retrieved 12-05-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Leptospirosis", www.cdc.gov, Retrieved 12-05-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Leptospirosis", emedicine.medscape.com, Retrieved 12-05-2020. Edited.
2921 مشاهدة
للأعلى للسفل
×