ما هو دوار الوضعة الانتيابي الحميد وما علاجه

كتابة:
ما هو دوار الوضعة الانتيابي الحميد وما علاجه

دوار الوضعة الانتيابي الحميد

هو أشهر أسباب الدوار،[١] وهو اضطراب يحدث في الأذن الداخلية يؤدي إلى شعور المريض بدوار مُفاجئ عند حدوث أي تغيير في وضع الرأس، فمثلًا قد يتسبب قلب الرأس إلى الخلف إلى شعور المريض بأن الغرفة تدور به،[٢] وهذا الاضطراب يحدث عندما تنتقل بلورات معينة من أحد أجزاء الأذن الداخلية إلى جزء آخر، مما يؤدي إلى تعطيل الإشارات المُرسلة من الأذن الداخلية إلى المخ، ويمكن أن يُصاب أي شخص بدوار الوضعة الانتيابي الحميد في أي عمر، ولكنه غالبًا ما يُصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، كما أنه أكثر شيوعًا لدى النساء، وعلى الرغم من أن دوار الوضعة الانتيابي الحميد ليس حالة خطيرة أو تهدد الحياة، إلا أنه يمكن أن يُسبب انزعاجًا كبيرًا للمُصابين به،[٣] وعادةً ما يختفي الدوار من تلقاء نفسه في غضون 6 أسابيع، وإذا لم يختفي في هذه المدة فمن الممكن علاجه بأكثر من طريقة.[٢]


أسباب دوار الوضعة الانتيابي الحميد

تحتوي الأذن الداخلية على ثلاث هياكل مختلفة هي القوقعة والقنوات النصف دائرية والجهاز الدهليزي، فتقوم القوقعة بتحويل الاهتزازات الصوتية إلى نبضات عصبية يُفسرها المخ على أنها صوت، بينما تُوفر القنوات النصف دائرية معلومات حول وضع الجسم، وتلعب دورًا هامًا في توازن الجسم، أما الجهاز الدهليزي فيقع بين القوقعة والقنوات النصف دائرية، ويُشارك بدور هام في توازن الجسم،[٤] ويحدث دوار الوضعة الانتيابي الحميد عندما تنتقل بلورات الكالسيوم الصغيرة التي تُسمى غُبار التَّوازُن من مكانها الطبيعي على قُرَيْبَة الأذن إلى مكان آخر، وقُرَيْبَة الأذن هي عضو حسي يوجد في الأذن الداخلية، وإذا انفصلت تلك البلورات من عليه فإنها يمكن أن تتدفق بحرية في المساحات المليئة بالسوائل في الأذن الداخلية، وبالتالي يمكن أن تصل إلى القنوات نصف الدائرية التي تستشعر دوران الرأس، وقد تدخل هذه البلورات إلى أحد القنوات نصف الدائرية، وغالبًا ما تكون القناة الخلفية نظرًا لموقعها في الجزء السفلي من الأذن الداخلية.[٥]


إلى الآن قد لا تحدث أي مشكلة من وجود هذه البلورات في أحد القنوات نصف الدائرية، ولكن تحدث المشكلة عندما يتغير وضع رأس الشخص، عند النظر لأعلى أو لأسفل مثلًا، أو عند الانتقال من وضع الاستلقاء إلى الجلوس، أو الانتقال من الجلوس إلى الاستلقاء، أو عند التدحرج في السرير، فمثل هذه التغيرات في وضع الرأس قد تتسبب في انتقال البلورات إلى الجزء السفلي من القناة، مما يؤدي إلى تدفق السائل الموجود داخل القنوات، والذي يُحفز العصب القحفي الثامن الذي يستشعر توازن الجسم، مما يُسبب الرأرأة والشعور بالدوار.[٥]


عوامل خطر الإصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد

تُقدر نسبة الإصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد بحوالي 107 لكل 100000 شخص في السنة، ويبلغ مُعدل انتشاره على مدى الحياة حوالي 2.4%،[٦] وعلى الرغم من عدم وجود أي عوامل خطر رئيسة للإصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد، إلا أن بعض الدلائل تشير إلى أن العوامل الوراثية قد يكون لها دور في الإصابة به؛ حيث وُجدَ أن كثيرًا من الأشخاص المُصابين بدوار الوضعة الانتيابي الحميد لديهم أقارب لديهم مُصابين به أيضًا، وقد لاحظ العلماء أيضًا وجود علاقة بين بعض الأمراض والحالات الأخرى والإصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد، حيث يمكن أن تجعل هذه الأمراض والحالات بعض الأشخاص أكثر عُرضة لالإصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد من غيرهم، وتشمل هذه الحالات:[٧]


أعراض دوار الوضعة الانتيابي الحميد

يتمثل العَرَض الرئيس لدوار الوضعة الانتيابي الحميد في شعور المريض بأنه يدور أو يميل عندما يحرك رأسه بطريقة معينة، مثل التدحرج في السرير ، أو قلب الرأس بسرعة، أو الانحناء، أو قلب الرأس للخلف،[٨] وقد تختلف أعراض دوار الوضعة الانتيابي الحميد في شدتها ومدتها من شخص لآخر؛ فمثلًا يمكن أن يتسبب التغيير الطفيف في وضع الرأس في ظهور أعراض شديدة لدى بعض المُصابين، بينما يمكن أن تؤدي حركات الرأس السريعة أو الشديدة إلى ظهور أعراض خفيفة فقط لدى بعض المُصابين الآخرين، وتشمل أعراض الإصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد ما يأتي:[٣]

  • الدوار.
  • الدَوخة.
  • فقدان التوازن.
  • الغثيان أو القيء.
  • حدوث بعض المشاكل في الرؤية.
  • الرأرأة، وهي حالة طبية تتسبب في حدوث حركات سريعة غير إرادية للعين.


وقد تختلف مدة ظهور هذه الأعراض من عَرَض لآخر، فمثلًا عادة ما يستمر الدوار لمدة تقل عن دقيقة، بينما يمكن أن تستمر بعض الأعراض الأخرى لعدة أيام أو أسابيع،[٣] وعلى الرغم من أن السمة المميزة للدوار في حالات دوار الوضعة الانتيابي الحميد هي أنه عادةً ما يكون مرتبطًا بحدوث تغير في وضع الرأس، إلا أن العديد من المُصابين يمكن أن يشعروا أيضًا بدرجة خفيفة من عدم الثبات أثناء ثبات وضع الرأس، كما يمكن أن يحدث الدوار لدى بعض المُصابين عندما يستيقظون من السرير ويحاولون المشي إذا قاموا بإمالة الرأس للخلف أو للأمام أثناء المشي، مما يؤدي إلى عدم الاتزان والسقوط، وبالتالي يمكن أن يكونوا مُعرضين للإصابات المختلفة، وقد يكون ظهور هذه الأعراض بشكل مفاجئ ومخيف، بحيث يعتقد بعض الناس أنهم أُصيبوا بمرض خطير، ولكن عادةً ما تقلّ الأعراض بدون علاج على مدى أيام إلى أسابيع، وفي حالات نادرة يمكن أن تستمر الأعراض لسنوات.[٥]


تشخيص دوار الوضعة الانتيابي الحميد

لتشخيص دوار الوضعة الانتيابي الحميد سيقوم الطبيب بعمل فحص بدني للبحث عن وجود علامات وأعراض للدوار الناتج عن حركات العين أو الرأس، والذي يختفي بعد أقل من دقيقة، وتشخيص وجود الرأرأة أو عدم القدرة على التحكم في حركات العينين، وقد يقوم الطبيب بعمل اختبار بسيط؛ حيث يستلقي المريض على ظهره مع توجيه رأسه إلى جانب واحد، وجعله يميل قليلًا على حافة سرير الفحص، وذلك لينظر ما إذا كان المريض سيعاني من دوار مع رأرأة أم لا، وبالإضافة إلى الفحص البدني قد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات الإضافية لتأكيد التشخيص بما في ذلك:[٩]

  • تَخْطيطُ كَهْرَبِيَّةِ الرَّأْرَأَة أو تَخْطيطُ الرَّأْرَأَة بالفيديو: والغرض من هاذين الاختبارين هو الكشف عن حركة العين غير الطبيعية، وذلك من خلال استخدام أقطاب كهربائية أو كاميرات صغيرة لتحديد ما إذا كان الدوار ناتجًا عن مرض في الأذن الداخلية، وذلك عن طريق قياس حركات العين اللاإرادية أثناء وضع الرأس في أوضاع مختلفة، أو تحفيز أعضاء التوازن بالماء أو الهواء.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: ويستخدم هذا الاختبار مجالًا مغناطيسيًا بالإضافة إلى موجات الراديو لإنشاء صور مقطعية للرأس والجسم، ويمكن للطبيب استخدام هذه الصور لتحديد وتشخيص مجموعة من الأمراض والحالات المختلفة، وقد يطلب الطبيب إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للدوار.


ولتحديد الأذن المُصابة والجانب الذي يتأثر بدوار الوضعة الانتيابي الحميد أكثر، يمكن إجراء اختبار بسيط عن طريق اتباع الخطوات الآتية:[١٠]

  • الجلوس على السرير في موضع بحيث إذا استلقى المريض فإن رأسه يبقى مُعلقة قليلًا بعد نهاية السرير.
  • تغيير وضع الرأس للاتجاه إلى جهة اليمين، مع الاستلقاء بعد ذلك بسرعة.
  • الانتظار لمدة دقيقة واحدة.
  • في حالة الشعور بدوار فإن ذلك يعني أن الأذن اليمنى هي الأذن المُصابة.
  • في حالة عدم الشعور بدوار يعود المريض إلى وضع الجلوس مرة أخرى.
  • الانتظار لمدة دقيقة واحدة.
  • تغيير وضع الرأس للاتجاه إلى جهة اليسار، مع الاستلقاء بعد ذلك بسرعة.
  • الانتظار لمدة دقيقة واحدة.
  • في حالة الشعور بدوار فإن ذلك يعني أن الأذن اليسرى هي الأذن المُصابة.


علاج دوار الوضعة الانتيابي الحميد

قد يختفي دوار الوضعة الانتيابي الحميد من تلقاء نفسه في غضون أسابيع أو أشهر قليلة، ولكن يمكن أن تساعد بعض العلاجات في تخفيف أعراضه واختفائه في وقت أقل،[٩] وتشمل خيارات العلاج المتاحة ما يأتي:


الانتظار اليقظ

يعتمد هذا الخيار على أن حالة دوار الوضعة الانتيابي الحميد حالة حميدة ويمكن أن تزول بدون علاج في غضون أسابيع إلى شهور، لذلك قد ينصح بعض الأطباء المريض بالانتظار فقط حتى تزول الأعراض من تلقاء نفسها، ولكن قد يرى أطباء آخرون أن أسلوب الانتظار اليقظ قد لا يكون الخيار الأمثل في حالات دوار الوضعة الانتيابي الحميد، وذلك لأن الأمر قد يستغرق عدة أسابيع أو أشهر حتى يختفي من تلقاء نفسه، وخلال هذه المدة سيعاني المريض من الأعراض المزعجة مع وجود خطر لاحتمال تعرض المريض للسقوط؛ فعلى سبيل المثال قد يسقط بعض المرضى الذين يعملون على السقالات بسهولة، مما يُعرضهم لمشاكل خطيرة.[١١]


الأدوية المثبطة للجهاز الدهليزي

وهي أدوية تُقلل من شدة الدوار والرأرأة الناتجين عن اختلال التوازن الدهليزي، كما أنها يمكن أن تساعد أيضًا في تقليل حساسية الحركة المصاحبة، ودوار الحركة، وتشمل هذه الأدوية ثلاث مجموعات دوائية رئيسة هي مضادات الكولين، ومضادات الهيستامين، والبنزوديازيبينات.[١٢]

  • البنزوديازيبينات: وتشمل ديازيبام، وكلونازيبام، ولورازيبام وألبرازولام، وتُستخدم هذه الأدوية عادةً كمضادات للقلق والاكتئاب، ولكنها يمكن أن تعمل أيضًا كمثبطات للجهاز الدهليزي، لذلك يمكن أن تكون مفيدة للغاية في علاج الدوار الحاد إذا تم استخدامها بجرعات صغيرة، كما يمكن أن تساعد أيضًا في تقليل القلق والذعر المرتبط بالدوار، ولكن نظرًا لوجود عدد من الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية مثل التعود وضعف الذاكرة وزيادة خطر السقوط؛ فيجب أن يكون استخدامها كمثبطات للجهاز الدهليزي محدودًا في الوقت المناسب، وعند استخدامها فلا ينبغي إيقافها فجأة بسبب احتمالية الإصابة بمتلازمة الانسحاب.
  • مضادات الهيستامين: وتشمل الميكليزين، وديمينهيدرينات، ودي فين هيدرامين، وبروميثازين، ويمكن لهذه الأدوية أن تساعد في منع دوار الحركة وتقليل حدة الأعراض، ولكنها أيضًا لها عدد من الآثار الجانبية المحتملة مثل جفاف الفم وتَغَيُّم الرُّؤْيَة.
  • مضادات الكولين: والتي يمكن أن تُستخدم كمثبطات للجهاز الدهليزي حيت إنها تعمل على تثبيط تَخْزِيْف الخلايا العصبية الدهليزية، كما تعمل أيضًا على تقليل سرعة الرأرأة الدهليزية، ويمكن استخدام جميع مضادات الكولين في علاج الدوار، ولكن هذه الأدوية يمكن أن يكون لها آثار جانبية مثل جفاف الفم واتساع حدقة العين والتَهْدِئَة.

وكل هذه الأدوية لا توقف الدوار عادةً، ولكنها يمكن أن توفر الحد الأدنى من الراحة لبعض المرضى دون حل المشكلة الأساسية؛ لذلك يعتقد بعض الأطباء أن هذه الأدوية تُخفي المشكلة فقط.[١١]


إعادة تأهيل الجِهاز الدهليزي

هو برنامج قائم على بعض التمارين، يُصممه أخصائي علاج طبيعي مُدرب بشكل متخصص، ويهدف لتحسين التوازن وتقليل المشاكل المتعلقة بالدوار، ويمكن أن يستفيد من هذا البرنامج جميع المرضى الذين تم تشخيصهم بالدوار، وعدم التوازن، ومتلازمة منيير، ودوار الوضعة الانتيابي الحميد، والصداع النصفي، كما يمكن إجراؤه أيضًا لبعض المرضى الذين أُصيبوا بسكتة دماغية أو إصابة في الدماغ أو المرضى الذين يسقطون بشكل متكرر، وقبل تنفيذ هذا البرنامج يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتقييم الأعراض التي يعاني منها المريض ومراجعة تاريخه الطبي فيما يتعلق بالتوازن، وقوة ومرونة الساق، ومشية المريض، ومدى الاستقرار البصري، وحركة العين، وحركة وقوة الرقبة، وقوة الذراع، وقد يقوم الأخصائي أيضًا بعمل اختبار موضعي وفحص الأذن الداخلية، وبُناءً على النتائج يقوم الأخصائي بتطوير خطة رعاية تهدف إلى تحسين أي عجز تم تحديده، وذلك لتحسين القدرة على العمل في أنشطة الحياة اليومية، وتقليل خطر السقوط، وتحسين جودة الحياة.[١٣]


إعادة تهيئة وضع القناة

وقد يكون هذا العلاج هو الخيار الأول بين جميع الخيارات نظرًا لأن نسبة الفائدة إلى المخاطرة فيه أعلى من الطرق الأخرى،[١١] وتهدف عملية إعادة تهيئة وضع القناة إلى تحريك البلورات من القنوات نصف الدائرية إلى مكان آخر بحيث لا تُسبب دوار، وغالبًا ما يتم تحريكها إلى الجهاز الدهليزي، ومن هناك يمكن أن تذوب أو تمتصها سوائل الجسم، ولكن قد تتسبب هذه العملية في حدوث بعض المخاطر، بما في ذلك إصابة الرقبة أو الظهر، وتحريك البلورات إلى قناة أخرى من القنوات نصف الدائرية، وبالتالي يستمر الدوار، بالإضافة إلى بعض الآثار الجانبية الأخرى مثل الشعور بالغثيان والدوار، وتتكون هذه العملية من أربع خطوات تتم على النحو الآتي:[١٤]

  • الخطوة الأولى: انتقال المريض من وضع الجلوس إلى وضع الاستلقاء مع تدوير الرأس إلى الجانب المُصاب بمقدار 45 درجة، وسيقوم الطبيب بمساعدة المريض في تمديد الرأس على حافة الطاولة بزاوية طفيفة.
  • الخطوة الثانية: مع استمرار تمديد الرأس على حافة الطاولة، سيطلب الطبيب تدوير الرأس ببطء بعيدًا عن الجانب المصاب بنحو 90 درجة.
  • الخطوة الثالثة: انقلاب المريض على جانبه؛ بحيث يكون الرأس مائلًا قليلاً مع نظر المريض إلى الأرض.
  • الخطوة الرابعة: العودة بعناية إلى وضعية الجلوس مرة أخرى، مع إمالة الرأس لأسفل والعودة إلى الوضع الأصلي.

وبعد انتهاء الإجراء يجب إبقاء الأذن المعالجة فوق مستوى الكتف لبقية اليوم، لذلك قد ينصح الطبيب بعدم الاستلقاء بقية اليوم، وفي الليل يُفضل النوم على سرير منحدر بشكل طفيف أو استخدام بعض الوسائد بحيث يكون الرأس فوق مستوى الكتف، حيث يسمح ذلك الوضع للبلورات الطافية في متاهة الدهليز بالاستقرار في قُرَيبَة الأذن، أو يتم امتصاص تلك البلورات بواسطة سوائل الجسم، وفي صباح اليوم التالي، قد ينصح الطبيب بأداء تمارين مماثلة ولكن دون تعليق الرأس على حافة السرير.[١٤]


الجراحة

عادة ما يتم اللجوء للجراحة في الحالات التي يفشل فيها إعادة تهيئة وضع القناة، ولا تُستخدم الجراحة في العلاج كخط أول لأنها إجراء جَائِر وبه احتمالات لحدوث بعض المضاعفات مثل فقدان السمع، وتلف العصب الوجهي، وتشمل الخيارات الجراحية المتاحة استئصال المتاهة، وسدّ القناة الخلفية، واستئصال عصب مُفرد، وشقّ العصب الدهليزي، وتطبيق الأمينوغليكوزيدات عبر طبلة الأذن، وكل هذه الخيارات يمكن أن تؤدي إلى السيطرة على الدوار بشكل كبير، ولكن قد لا ينصح الأطباء باستئصال المتاهة أو قسم العصب الدهليزي إلا في الحالات القصوى، كما أن استئصال عصب مُفرد قد يكون خيار معقول من الناحية النظرية، ولكنه يصعب إجراؤه من الناحية التقنية، لذلك يُعدّ الخيار الجراحي الأكثر جدوى للحالات التي فشلت فيها إعادة تهيئة وضع القناة هو سدّ القناة الخلفية، وتهدف هذه العملية إلى إيقاف دوار الوضعة الحميد عن طريق سدّ القناة الخلفية لتثبيت حركة البلورات عبر القناة، وبالتالي إيقاف الدوار،[١١] وتبلغ نسبة نجاح جراحة سدّ القناة حوالي 90%،[٩] ولكن يمكن أن يكون للجراحة بعض المضاعفات مثل فقدان السمع.[١٥]


تغيير أسلوب الحياة

قد ينصح الطبيب ببعض الإرشادات لتغيير أسلوب الحياة بما يمكن أن يساعد مرضى دوار الوضعة الانتيابي الحميد ويُقلل من خطر تعرضهم لمُضاعفات، وتشمل هذه النصائح ما يأتي:[٩]

  • يجب تذكر دائمًا أن المريض مُعرض لفقدان التوازن، مما قد يؤدي إلى السقوط والتعرض لإصابة خطيرة؛ لذلك يجب الجلوس على الفور عند الشعور بالدوار.
  • استخدام إضاءة جيدة عند الاستيقاظ في الليل.
  • المشي بعصا لحفظ استقرار وتوازن الجسم، وتقليل خطر السقوط.
  • استشارة الطبيب للتعامل مع الأعراض الحادثة بشكل فعال.


مضاعفات دوار الوضعة الانتيابي الحميد

تشمل مضاعفات دوار الوضعة الانتيابي الحميد الغثيان والقيء المستمرين،[١٦] وقد يكون التعايش مع دوار الوضعة الانتيابي الحميد أمرًا صعبًا يمكن أن يؤثر على العلاقات مع الأصدقاء والعائلة، كما يمكن أن يؤثر على الإنتاجية في العمل، مما يؤدي إلى تقليل جودة الحياة، وفي حالة ما إذا كان علاج الدوار لا يعمل أو إذا كان المريض يُعاني من ضعف أو تشوش في الكلام، أو مشاكل في الرؤية فيجب استشارة الطبيب،[٧] ويجب أن يضع المريض في اعتباره أن أعراض دوار الوضعة الانتيابي الحميد يمكن أن ترتبط أحيانًا بحالات أخرى أكثر خطورة، لذلك يجب استشارة الطبيب وطلب العناية الطبية العاجلة عند الشعور بالأعراض الآتية:[١٧]

  • صداع جديد أو مختلف أو شديد.
  • حمى.
  • ضعف أو فقدان الرؤية.
  • فقدان السمع.
  • وجود مشكلة في التحدث.
  • ضعف الساق أو الذراع.
  • فقدان الوعي.
  • السقوط.
  • صعوبة المشي.
  • الشعور بخدر أو وخز.

المراجع

  1. "BPPV", www.menieres.org.uk, Retrieved 2020-06-28. Edited.
  2. ^ أ ب "Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV)", my.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What is benign paroxysmal positional vertigo?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  4. "Your Inner Ear Explained", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV)", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  6. "BENIGN PAROXYSMAL POSITIONAL VERTIGO (BPPV)", vestibular.org, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  7. ^ أ ب "Benign Positional Vertigo (BPV)", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  8. "Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV)", www.uofmhealth.org, Retrieved 2020-06-28. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Benign paroxysmal positional vertigo (BPPV)", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  10. "Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV): Diagnosis and Tests", my.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث "Benign Paroxysmal Positional Vertigo Treatment & Management", emedicine.medscape.com, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  12. "Vestibular Disorders Treatment", vestibular.org, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  13. "Vestibular Rehabilitation", my.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  14. ^ أ ب "Canalith repositioning procedure", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  15. "What is Benign Paroxysmal Positional Vertigo?", www.webmd.com, Retrieved 2020-06-28. Edited.
  16. "Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV)", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-28. Edited.
  17. "Benign paroxysmal positional vertigo (BPPV)", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-06-22. Edited.
3696 مشاهدة
للأعلى للسفل
×