التكليف
التكليف في اللغة اسم، وجمعه: تكاليف، يُقال: كلَّف يُكلِّفُ تكليفًا فهو مُكلّف، وكلّفه أمرًا أي؛ أوجبه وفرضه عليه، وكلّفه بهمة خاصة أي؛ أمره بإنجازها، أو عهِد إليه بها، وكلّف هذا الأمر كذا من المال والجهد: أي أنفقه في سبيل تحصيله، فالتكليف: إلزامٌ لما فيه كلفة ومشقة،[١] حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}،[٢] أما التكليف في الاصطلاح فيراد به: مخاطبة الله تعالى لعباده من خلال النصوص الشرعية لفعل الأوامر واجتناب النواهي من باب الاقتضاء بالإلزام بالفعل أو الترك أو من باب التخيير،[٣] وللتكليف شروط يرجع بعضها إلى المكلّف ويرجع الآخر إلى نفس المكلف به "الفعل الصادر التكليف بخصوصه"، فمن الشروط التي تعود إلى المكلف؛ البلوغ والعقل وفهم الخطاب، والقدرة على الامتثال، والاختيار، والعلم بالتكليف، أمّا شروط الفعل المكلف به فهي: أن يكون معلومًا، ومعدومًا، وممكنًا،[٤] أما في هذا المقال فسيتم الحديث حول ما هو سن الرشد في الإسلام وعلامات البلوغ.
ما هو سن الرشد في الإسلام
قبل التعرف على ما هو سن الرشد فيالإسلام لا بد من بيان المراد بالرشد، فالرشد في اللغة يُراد به الصلاح والاستقامة على الحق، وإصابة الصواب، وهو ضد الضلال والغيّ، [٥] أما معناه في الاصطلاح فلا يخرج عن معناه اللغوي، فالرُشد: أن يُحسن الشخص التصرف في ماله، ويكون لديه القدرة على استثماره واستغلاله استغلالًا حسنًا، حيث قال الله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}،[٦][٧] والرُشدُ المرحلة الأخيرة من مراحل أهلية الشخص، فمتى صار الشخص رشيدًا كمُلت أهليته، وأصبح لا ولاية لإحدٍ عليه، وسُلّمت أمواله إليه،[٨] أما بالنسبة لما هو سن الرشد في الإسلام فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّه ليس هناك سنٌّ محددة للرُشد فالنصوص الشرعية لم تحدد له سنًّا، بل هو أمرٌ متروك وراجعٌ لاستعداد الشخص وبيئته، وتربيته.[٩]
علامات البلوغ
بعد التعرف على ما هو سن الرشد في الإسلام، لا بد من بيان علامات البلوغ عند الإنسان سواءٌ كان ذكرًا أم أنثى، فالبلوغ عبارة عن مرحلة ينتهي بها حدّ الصغر في الإنسان ويُصبح مطالبًا بالتكاليف الشرعية،[١٠] أما علامات البلوغ عند الذكر والأنثى فهي:[١١]
- الاحتلام: ويراد به خروج المني من الإنسان ذكرًا أو أنثى في حال اليقظة أو المنام عند إمكانه، حيث قال الله تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الأَْطْفَال مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا}.[١٢]
- الإنبات: ويراد به نمو الشعر وظهوره في أماكن معينة مثل العانة، وفي هذا اختلف الفقهاء من حيث اعتباره من علامات البلوغ أم لا، فبعضهم اعتبره علامة، وبعضهم لم يعده، وبعضهم عدّه في حالات دون أخرى.
- الحيض: وهو أمر خاص بالأنثى، وبه يُعرف بلوغها.
- الحمل: وهو أيضًا أمر خاص بالأنثى وبه يُعرف بلوغها.
- نبات الشعر الخشن للشارب، وثقل الصوت، وهو علامة من علامات البلوغ عند الذكر عند فقهاء الشافعية.
المراجع
- ↑ "تعريف ومعن تكليف"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-18. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:286
- ↑ "تكليف"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ "شروط التكليف"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ "رشد"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:6
- ↑ "ليس للرشد سن محدد عند جمهور الفقهاء"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-18. بتصرّف.
- ↑ "البلوغ"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ "عوارض الأهلية"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ "بلوغ"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ "علامات البلوغ الطبيعية"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:59