ما هو شعر المعارضات

كتابة:
ما هو شعر المعارضات

مفهوم شعر المعارضات

تُعرّف المعارضة لغةً على عدة أوجه، فيُقال عارض الشخص بالمسير أي سار، ومشى حياله، ويقال عارض الكتاب بالكتاب أي قابله، وعارض الشخص بمثل ما صنع أي أتى بمثل ما فعل.[١]


أمّا اصطلاحاً فقد تم تعريف شعر المعارضات بأنّه نظم شعرٍ موافق لشعرٍ آخر في موضوع معين، حيث يلتزم نظم الشعر الآخر في قافيته، وبحره، وموضوعه التزاماً تاماً يحرص فيه الشاعر على مضاهاة الشاعر المعَارَض في شعره إن لم يتفوق عليه، وقد يلجأ الشاعر إلى هذا النوع من الشعر عندما يرى في شعر غيره من الشعراء ما يمتاز به من فصاحة، وروعة صياغة، أو صور معبرة، وغيرها من أمور تثير في نفسه العجب.[٢]


أنواع المعارضات الشعرية مع الأمثلة

لقد تنافس الشعراء قديماً، وحديثاً في شعر المعارضات وفيما يأتي عرض لأنواع المعارضات الشعرية مع الأمثلة:[٣]


معارضة الشعراء القدماء للقدماء

اشتهر هذا النوع من الأدب بين الشعراء قديماً، وخصوصاً في فترة الازدهار، ومن الأمثلة على هذا النوع، معارضة صفي الدين الحلي للمتنبي وفق ما يأتي:[٣]

  • قول المتنبي: في قصيدته الشهيرة، التي امتدح بها علي بن منصور الحاجب، والتي مطلعها:

بأبي الشموس الجانحات غوارباً

اللابسات من الحرير جلابباً


  • قول صفي الدين الحلي: معارضاً المتنبي بقصيدته التي امتدح بها السلطان ناصر بن محمد قلاوون ومطلعها:

أسبلن من فوق النُهود ذوائباً

فجعلن حبات القلوب ذوائباً


معارضة الشعراء المحدثين للقدماء

لقد انتقلت المعارضات الشعرية من العصر القديم إلى العصر الحديث، ومن أبرز القصائد التي تعرض هذا النوع قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي، في معارضته للبحتري وفق ما يأتي:[٣]

  • قول البحتري: في قصيدته الشهيرة التي وصف بها إيوان كسرى، ومطلعها:

صنت نفسي عما يدنس نفسي

وترفعت عن جدا كل جِبس


  • قول أحمد شوقي: معارضاً البحتري بقصيدته التي وصف بها آثار المسلمين في الأندلس، ومطلعها:

اختلاف النهار والليل يُنسي

اذكرا لي الصبا وأيام أُنسي


أثر شعر المعارضات في التراث الأدبي

لقد برز شعر المعارضات بين القدماء، والمحدثين، وتنافسوا فيما بينهم تنافساً كبيراً؛ ليظهر كل شاعر بشعره على الآخر، مما كان له آثار عظيمة في التراث الأدبي، نذكر منها ما يأتي:[٣]

  • تجاوز مرحلة التقليد، والانطلاق إلى سياق الإبداع، والابتكار، فقد فاق بعض المعارِضين فيما نظموه مَن عارضوهم من الشعراء، من حيث الأسلوب، والدلالات، والمضمون.
  • إذكاء روح التنافس بين الشعراء النبهاء لعرض قدراتهم في ميادين الشعر، مما جعل رياض الأدب خصبة بالفرائد، والنوادر، ليشيدّوا بذلك صرحاً أدبياً عظيماً يصور المعنى الحقيقي لمقولة الشعر ديوان العرب.
  • المحافظة على التراث الشعري القديم، والحديث عبر مر العصور؛ بما أضافه شعر المعارضات من صفحاتٍ ناصعة إلى ديوان الشعر صبَّت جميعها في بحر الأدب العربي فأثرته.


المراجع

  1. زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (1420هـ - 1999م)، مختار الصحاح (الطبعة الخامسة)، بيروت : الدار النموذجية، صفحة 205، جزء الأول.
  2. أحمد الشايب (1954 م)، تاريخ النقائض في الشعر العربي (الطبعة الثانية)، مصر: مكتبة النهضة المصرية، صفحة 7.
  3. ^ أ ب ت ث عبد الرؤوف زهدي مصطفى، عمر الأسعد (2009)، المعارضات الشعرية وأثرها في إغناء التراث الأدبي، صفحة 904،905،911،916،919.
4458 مشاهدة
للأعلى للسفل
×