طير الأبابيل
طير الأبابيل هو الاسم الذي أطلقه الله -سبحانه وتعالى- على الطير التي أرسلها بالحجارة لترمي أبرهة الحبشي وجنده بحجارة من النار، جزاء لهم على لسعيهم في هدم الكعبة المشرفة.
وقد تعددت تفسيرات علماء التفسير لمعنى الطير الأبابيل، وذهب معظمهم إلى أنها الطير الكثيرة الأعداد، التي تأتي جماعات، بحيث يتبع بعضها بعضًا.
ذكر المفسرون في وصفها أنها طيور بيضاء، لها مناقير، وكان مجيئها عند الحادثة من قبل البحر، وكان كل طير منها يحمل ثلاثة أحجار اثنان في رجليه، وواحد في منقاره.
وقد اختلفت الروايات حول وصف تلك الطيور، فالبعض قال بأنّها طيور لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب، ورؤوسها كرؤوس السباع، أمّا ألوانها فهي تتعدّد بين الأسود والأبيض والأخضر، وتمتلك مناقير صفراء اللون، ومنهم من اعتبرها الخطاطيف.[١]
سبب إرسال طير الأبابيل
أرسل الله تعالى هذه الحجارة على أبرهة وجنوده ليحمي بيته من الهدم، إذ توجه أبرهة وجنوده إلى الكعبة لهدمها، إلا أنّهم لم ينالوا مرادهم، إذ أمر الله بإهلاكهم، بحيث بعث لهم طير الأبابيل، تحمل معها حجارة كالجمر، بحجم حب الحمص، ما تقع هذه الأحجار على أحد إلا أحرقته، فهزم أبرهة وجنوده شرّ هزيمة.[٢]
قصة أصحاب الفيل
بدأت القصة عندما قام أبرهة الأشرم - وهو قائد جيش الحبشة آنذاك - ببناء كنيسة كبيرة وعظيمة وأسماها القلّيس، وذلك ليحرف مسار حجّ العرب إليها بدلًا من البيت الحرام، إلا أن رجلًا من بني كنانة قام بالتغوط في الكنيسة ازدراء بأبرهة وأمره.
الأمر الذي أغضب أبرهة كثيرًا وجعله يقسم بأن يذهب إلى مكة ليهدم الكعبة، انتقامًا لما فعله ذلك الرجل بكنيسته، لذا قام بتجهيز جيشًا جرارًا، يضمّ الكثير من الفيلة، وسار به إلى أن اقترب من الوصول إلى مكة وهناك قام بإرسال رسله لأهالي مكّة يخبرهم أنه لا ينوي قتالهم وأنّ كل ما يريده هو هدم الكعبة فقط.
في البداية أغضب هذا الأمر أهالي مكة كثيراً إلا أنهم أدركوا في ما بعد أنّه لا طاقة لهم بقتال أبرهة وجنوده، فتركوه، قبل أن يدخل أبرهة وجنوده مكة أمرهم بأن يقوموا بنهب كلّ ما يجدونه أمامهم من أموال، وكان من ضمن ما نهبوه مئتا بعير لعبد المطلب بن هاشم جد النبي عليه الصلاة والسلام، وبعد ذلك أمرهم بأن يأتوه بشريف مكة.
فأحضروا له عبدالمطلب، وعندما وصل إلى هناك دهش أبرهة من مظهره، فقد كان عبد المطلب رجلًا جسيمًا ووسيمًا ذا هيبة ووقار، فأجلسه بجانبه وسأله عن حاجته، فقال له عبد المطلب: "حاجتي أن يردّ عليّ الملك مئتي بعير أصابها لي"، فتعجّب أبرهة من طلبه وقال له: "تكلمني في مئتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك، قد جئت لهدمه؟"
فأجابه عبدالمطلب قائلًا: "إني أنا ربّ الإبل، وإن للبيت ربّا سيمنعه عنك"، فقال له أبرهة: "ما كان ليمتنع مني"، فأجابه عبدالمطلب: "أنت وذاك"، وبعد ذلك رجع عبدالمطلب إلى قريش وأخذهم معه ليشكّلوا حلقة حول الكعبة حتى يدعوا الله ويستنصرونه ليحمي الكعبة.[٣]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير المأثور، صفحة 572-579. بتصرّف.
- ↑ عبد الملك بن هشام، سيرة ابن هشام، صفحة 47. بتصرّف.
- ↑ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 215. بتصرّف.