محتويات
عذاب قوم شعيب
كان لقوم نبي الله شعيب -عليه السلام- صنوفٌ من العذاب، وفيما يأتي بيان العذاب الذي نزل بهم:[١]
- الرجفة
وقد أتى ذكرها في القرآن الكريم بما يناسب موضع تكذيبهم، فقد جاءت في موضع تهديدهم وتخويفهم لشعيب ومن معه بإخراجه من الأرض أو الرجوع إلى دين الشرك، فعذبهم الله بالخوف؛ لأنهم خوّفوا المؤمنين وقاموا بتهديدهم.
فكان العذاب من جنس الذنب، قال تعالى: (فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحوا في دارِهِم جاثِمينَ).[٢]
- الصيحة
جاء ذكر الصيحة في موضع التّهكم على نبي الله بتركه لعبادة الأصنام، وتجنّب قبيح الأعمال، فجاءت الصيحة؛ لتسكتهم عن استهزائهم، قال -تعالى-: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ).[٣]
- يوم الظلّة
ورد أن الله -تعالى- قد سلّط عليهم الحرّ لمدة سبعة أيّام، وبعد ذلك بعث عليهم سحابة، فذهب أحدهم تحتها، فإذ بها ظلٌّ، وفيها البرد والراحة، فدعى قومه للاستظلال بظلّها.
فما إن أتَوا واستقروا تحت ظلّها حتّى استبدل الله البرد والراحة بعذاب ونار شديدة، قال -تعالى-: (فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ* إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).[٤]
سبب استحقاق قوم شعيب للعذاب
كان قوم شعيب كسابقهم من الأقوام لا يتناهون عن فعل منكراتهم، على الرغم من تحذير الأنبياء لهم، ومن أفعال قوم شعيب التي استحقوا لأجلها صنوفًا من العذاب ما يأتي:[٥]
- التطفيف في الكيل والميزان
فكانوا يبخسون الناس حقّهم؛ بأخذ حقّهم إذا شروا شيئاً موزوناً، والنقص في الميزان إذا باعوه.
- الفساد في الأرض
فقد ورد عنهم بأنّهم كانوا يأكلون أموال الناس بالباطل، ويقومون بالاعتداء على الأنفس، ونشر الفواحش والآثام، وتعاملهم بالغش والاحتيال.
- صد الناس عن الخير والاستقامة
فقد ورد عنهم أنّهم كانوا يجلسون في الطرق؛ ليخبروا المارّة بأنّ شعيباً كاذبٌ في دعواه، لمحاولتهم تشويه الحق.
التعريف بقوم شعيب
قيل في قوم شعيب، بأنّهم سكنوا أرض معان؛ الواقعة بين أرض الحجاز وبلاد الشّام، وقد سكن بينهم شعيب بعد أن هاجر من أرض العراق، وقد أنعم الله -تعالى- عليهم بنعم كثيرة؛ فكثّر لهم المال والولد، حتى أصبحوا شعباً كبيراً، لكنّهم قابلوا تلك النعم بالكفر بالله، وقد تعدّدت آراء العلماء إن كان قوم شعيب هم أصحاب الأيكة إلى ما يأتي:[٦]
- ليسوا أصحاب الأيكة
وذلك لقول الله -تعالى- في أهل مدين "أخوهم شعيباً"، بينما لم يقل ذلك عند ذكر أصحاب الأيكة؛ وذلك لقولهم بأنّ الله -تعالى- أهلك قوم شعيب بالصيحة، وأصحاب الأيكة بعذاب الظُلة.
- أصحاب الأيكة هم نفسهم قوم شعيب
وذلك لقولهم بأنّ الأيكة هي شجرة عبدها قوم شعيب، فهما قبيلة واحدة.
شعيب ودعوته لقومه
هو نبيٌّ عربيٌّ، بُعث إلى العرب العاربة لدعوتهم، وقد تميّز بالفصاحة، وقال المؤرخون في نبي الله شعيب بأنّه جاء بعد لوط -عليه السلام-، وقد ورد عن المؤرخين بأنّ أم شعيب هي ابنة نبي الله لوط، وأن نسب نبي الله شعيب ينتهي إلى الكلدانيين.
وذكر أنّ دعوة شعيب كانت في أرض معان، وفيما يأتي مضامين دعوة شعيب لقومه:[٧]
- دعوة قومه إلى التّوحيد.
- دعوة قومه إلى إصلاح تصرّفاتهم.
فدعاهم إلى ترك الفساد في الأرض، وإصلاح أفعالهم في تعاملهم مع الناس بتحسين أخلاقهم، وفي ذلك دلالة على أنّ دين الله -تعالى- لا يُفرّق بين إيمان القلب، وحُسن السلوك.
المراجع
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 217. بتصرّف.
- ↑ سورة الاعراف، آية:78
- ↑ سورة هود، آية:76
- ↑ سورة الشعراء، آية:189-190
- ↑ احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 160-161. بتصرّف.
- ↑ احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 160-162. بتصرّف.
- ↑ أحمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 158-163. بتصرّف.